٢| مُستذئب

Start from the beginning
                                    

لم أشعُر بذاتي كم وقفتُ أنظُر إليه وهو يتمدد فوق كرسي سيارتي، لا أعلم كيف أقولها حتى، ولكن ذلك الكائن بِه شىءٌ مُختلف.

إتجهتُ إلى مقعد سيارتي وقُمت بضرب زجاج سيارتي الأمامي بقدمي، فتناثر الزجاج بأكمله خارج السيارة، فتلك الطريقة الوحيدة التي سأستطيع من خلالها رؤية الطريق أمامي بشكلٍ جيد.

°°

نصف ساعة قد مضت تقريبًا ولازلت أقود سيارتي نحو المجهول.

ذلك الشيء المُستلقى بالخلف لم يُحرك ساكنًا منذ أن سقط أرضًا في الغابة، وكنتُ قلِقة بشأن أن أكون قد قتلته.

ولكن ما جعلني أطمئن هو صدره المُغطى بالشَعر، والذي كان يعلو ويهبط بشكلٍ طبيعي، مما يدُل على أنه مازال على قيد الحياة.

رأيتُ منزِلاً صغيرًا منعزلاً يقبَع على حافة ذلك الطريق الذي كنت أسير فيه، فقررت قضاء ما بقى من الليل فيه خاصة بعد أن بدأت العاصفة تشتد من جديد.

وفي الصباح الباكر يُمكنني الإتصال بأندرو كي يأتي لنجد حلاً بخصوص ذلك الشَيء، وقد كانت تلك الفكرة الأنسب.

إتجهتُ إلى ذلك المنزل، والذي إتضح لي فيما بعد بأنه كوخًا صغيرًا، ويبدو أن لا أحد يقطُن فيه.

فرُبما أصدقاؤه قد قاموا ببنائه لقضاء العطلة فيه أو لربما من أجل الإستجمام في الصَيف، وذلك كان نُقطةٌ جيدة بالنسبة لي.

قُمتُ بإيقاف السيارة خارج الكوخ، ونزلتُ أبحث حوله عن أحدٍ رُبما يفتعل كارثة إن رأى ذلك الشيء في سيارتي، ولحظي الجيد للمرة الثانية لم أجد أحدًا.

فهل كان حظي اليوم جيد أم سيء؟ لم أعُد أعلم.

قمتُ بفتح الباب والدخول إلى الكوخ، وقد فُغِر فاهي عندما رأيتُ ذلك المنظر أمامي.

كان الكوخ مُعبَى من جميع أنواع الطعام أشكالاً وألوانًا، كما أنَّ النار كانت مُشتعلة في الداخل، والمكان كان دافئًا عكس الصقيع الذي كُنت فيه قبل قليل.

من الغريب أن تكون كُل هذه الأشياء كانت مُجهزةٌ من أجلي! فأنا لم أرَ أحدًا يخطو إلى الكوخ منذ أن أتيت قبل ما يُقارب النصف ساعة تقريبًا.

هل الحَظ يُرافقني حقًا؟

قُمتُ بسحب ذلك الشيء مُجددًا داخل الكوخ بعد أن تأكدتُ من عدم وجود أحد تمامًا، وقد كان جسده يتجمد بردًا، فقد شعرتُ بإرتعاشة جسده وأنا أقوم بإدخالِه.

المنبوذWhere stories live. Discover now