عقدة أوديب

142 42 79
                                    

هو تعبير استخدمه "سيجمان فرويد" عالم النفس الشهير لوصف ذلك المرض النفسي الذي يقوم فيه الطفل بالتعلق في امه بشكل مرضي

الا وهو عقدة أوديب ان سمعتو بها من قبل...

وفسر ذلك على أنه مجموعة من الاحاسيس الموجودة في العقل الباطن للطفل إتجاه امه

مما يجعله متمسكاً بها طوال الوقت ولا يستطيع التخلي عنها أبداً

ولكن هل تساءلنا يوماً من هو أوديب؟!

ستكون الإجابة السريعه انه ملك اغريقي مجنون قتل والده وتزوج من أمه.

لكن القصه أو الاسطورة الاغريقية ابعد من هذا التعريف
فهي ليست أسطورة عادية، بل مإساة ويضرب بها المثل في استحالة الهروب من القدر والنهاية المأساوية مهما حدث.

تبدأ أحداث القصة

داخل قصر الملك لايوسي وزوجته جوكوستا عندما أخبرته انها حامل، وذالك بعد أن ظلا فترة طويلة من دون إنجاب
فرح ملك طيبة بهذا الخبر وانتظر قدوم المولود بفارغ الصبر

وعندما ولدت جوكوستا طفلها أخذه الملك إلى معبد أبولو في دلفي لمعرفة مستقبل وطالع الطفل
حيث اشتهرت كاهنة المعبد بصدق نبؤتها

وعندما رأته الكاهنة قالت للملك ان هذا الطفل ما هو إلا سوى قاتل له وسوف يتزوج من أمه جوكوستا

انزعج الملك من نبؤة العرافه وانطلق في طريقه حتى وجد راعياً للأغنام، طلب الملك من الراعي ان يتخلص من الطفل وان يرميه من فوق الجبل

ولكن الراعي لم يستطع ان يفعل ذلك...

واما الملك لايوس أخبر زوجته ان طفلهما قد مات.

ذهب ذلك الراعي واعطاه لراعي آخر ليعتني به
وما كان ذلك الراعي الآخر سوى راعي الملك بوليبوس الذي كان يعاني من عدم الإنجاب هو وزوجته ميلوب
فإعطا الراعي الطفل للملك بوليبوس فقاما تربيته وأطلقوا عليه اسم أوديب

كبر أوديب وصار شاباً قوياً وذات يوم وبينما هو يمشي في الطريق قابل رجل مخمور وعايره بإنه لقيط
اسرع لأمه وابيه الذان بدورهما انكرا الأمر
فذهب إلى العرافه في معبد أبولو حتى يعرف منها طالعهُ.

فإخبرته انه سوف يقتل ابيه ويتزوج من امه
فأسرع أوديب للخروج من بلدته للهرب من هذا المصير المشؤوم

وفي طريقه قابل رجل كبير في السن وتعاركا حتى قتلهُ أوديب
وما كان هذا العجوز سوى والده الحقيقي الملك لايوس كان قد ضل طريقه عن الحرس الخاص به

وبالطبع لم يكن أوديب يعرف او يعلم حتى بإن النبؤة قد تحققت...

استمر أوديب في طريقه حتى استوقفه الوحش ابو الهول الذي كان حارساً على مدينة طيبة

إذا لا يستطيع أن يدخل احد الا بعد أن يجيبه على احجيته
والا كان مصيره القتل أو الاكل

سأل ابو الهول اوديب

من هو الذي يمشي على أربع عند الصباح واثنتان بعد الضهر وثلاث عند المساء؟!

فإجابه أوديب الإنسان
يحبو على أربع وهو طفل، ويمشي على قدمين وهو شاب ويستخدم عصا عند المشي في الشيخوخه.

وهنا سمح الوحش ابو الهول لأوديب بالدخول إلى مدينة طيبة مرحباً به

كانت طيبة يسودها الهرج والمرج بعد اختفاء ملكهم
لايوس... فقررو ان اول من يدخل المدينه وينجو من ابو الهول سيصبح الملك عليهم

فكان أوديب اول من دخل طيبة
فزوجوه ملكتهم جوكوستا ونصبوه ملكاً عليهم.

عاش أوديب فترة طويلة معها وانجب اربعه أطفال منها
وبعد فترة حلت مجاعه شديدة على القرية
وبعد أن استدعى أوديب العرافه أخبرته بإن المدينه ملعونه ولن تنفك اللعنه الا بعدما يجدون قاتل الملك لايوس
واقسم أوديب ان يجده ويفقأ عينيه ويطرده خارج طيبة

فقام أوديب بإستدعاء عراف يدعى تريسياس حتى يخبره عن مكان قاتل الملك لايوس

الا ان تريسياس أصر على عدم الكلام مع أوديب وبعد مشادة كلامية طويلة بينهما اعترف تريسياس
لأوديب بإنهُ هو من قتل لايوس أثناء مروره بالطريق

فتذكر أوديب الرجل الذي قتله وحزن عليه حزن شديد
فقد شعر انه السبب في هذه المجاعه
بعدها بيومين وصل رسول له من مدينته وهو راعي الملك يخبره بإن ابيه الملك بوليبوس قد مات
حزن أوديب لموت والده رغم فرحته بعدم تحقق النبؤه

وبدأ يخبر زوجته انه نجح بالهروب من القدر وبإنه لم يقتل اباه كما تنبأ العرافون

فإخبره الراعي بإن الملك بوليبوس ليس والده الحقيقي
والذي قد حصل عليه من راعي الملك لايوس الذي قد اخبره بإنه يجب أن يقتله لكنه لم يستطع ذلك

وقعت الكلمات كالصاعقه على جوكوستا فقد شعرت بالعار لأنها تزوجت ابنها وانجبت منه

فقامت على الفور ودخلت غرفتها واغلقت الباب ثم شنقت نفسها
كان أوديب يسمع كلمات الراعي بذهول فقد تحققت النبؤة فقام للحاق بها فوجدها قد شنقت نفسها وماتت

جلس أوديب بجانبها يبكي ثم تذكر قسمه فإحضر دبوساً من ثياب امه وفقأ عينيه

ثم خرج هائماً على وجهه يمشي بلا مرشد ولا صاحب

المغزى من قصة أوديب ووالده الحقيقي انه مهما حاولوا ان يغيرو قدرهم فقد دارت بهم الدنيا واعادتهم إلى نفس النقطة

وتلك النقطة هي مصيرهم المحتوم

فلا هروب من قضاء الله وقدره

غرائب وعجائب On viuen les histories. Descobreix ara