001- Dark Night With Wolves

17 4 4
                                    

تمشيت في أرجاء الغابة محاولا تذكر المكان لكني سرعان ما أدركت أني لم آت إلى هنا من قبل.

"ركضت كثيرا من الخوف دون أن أدرك أين انا متجه..." خاطبت نفسي بينما كنت أنظر للسماء.

مشيت أكثر قليلا لأجد نفسي واقفا امام بحيرة مياه نقية، ركعت على ركبتي و بدأت في غسل وجهي و روي نفسي من العطش ثم نظرت قليلا إلى الماء و همست قائلا:- "سوف انتقم منهم...لن اغفر لهم." كانت روحي مملوءة بالغضب و الحقد تجاه أهل القرية لسلبهم مني الشخص الوحيد الذي حماني في هذه الأرض.

ثم فجأة هلوست بأوهام غريبة و رأيت انعكاس آلن على الماء يقول لي "ليو، لا توسخ يديك بدمهم فهم لا يستحقون إضاعة وقتك عليهم. عش حياتك يا بني."

"عمي؟! " غمرتني الصدمة و أصبحت غير مصدق ما إذا كان هذا خيالا أم حقيقة.

" بشحمه و لحمه، ربما روحه فقط هههه" حك رأسه قليلا و هو يضحك ثم نظر إلي مجددا.

"ك.كيف أ.أنا متأكد انك ..." لم أصدق أيا مما كنت أرى لكنه رد علي قائلا:- " قمت باستخدام تعويذة تمكنني من رؤيتك لمدة دقيقة في أي وقت، لكنها ستكون مرة واحدة. لهذا استمع إليّ جيدا يا بني."

صمتت بقيت انصت له و هو يقول:- " لا توسخ يديك بدماء اولئك الحمقى، لابد من أنك تمتلك قدرة غريبة أجهلها مكنتك من الهرب منهم، و أعلم أن مشاعر الانتقام تغزو قلبك لكني لا اريدك هكذا. صحيح أني عشت معك لأسبوع فقط، لكني شعرت انه ولمرة في حياتي أني امتلك طفلا." ليغمض عينيه بعدها و يبتسم في وجهي من أجل اراحتي.

نظرت إلى الأرض ثم أجبته قائلا: "ح.حاضر." و سرعان ما بدأت دموعي تنهمر.

صرخت قائلا: "عمي.. أنا آسف! لم استطع حمايتك..تسببت بفقدانك لحياتك ، لربما أني لو تركت نفسي اؤكل من قبل حيوان بري كان ليكون احسن من ان تفقد حياتك لأنك قررت رعايتي أنا حقا اسف!!"

كانت الدموع تنهر بغزارة و مشاعر اليأس الكراهية تجاه نفسي تتفاقم شيءا فشيءا لكنها هدأت ببضع كلمات قالها ألا وهي:- "ليو، عزيزي. لا تقل كلاما كئيبا عن نفسك هكذا، انا سعيد حقا أني ضحيت بنفسي من أجلك، فأنت الشخص الوحيد الذي جعل هذا العجوز المسن سعيدا في حياته."

رفعت رأسي و نظرت إليه بتعجب من كلامه ليكمل بعدها قائلا:- "احببتك يا فتى حقا، لا تهدر حياتك هباءا اتفقنا؟"

مسحت دموعي و قمت بالرد عليه قائلا:- "أعدك...أعدك اني لن اهدر حياتي ... أعدك اني لن اقوم بحركة سيئة تجاه أهل تلك القرية..أعدك ...بأن اعيش حياتي قدر المستطاع."

ابتسم بعدها ابتسامة مشرقة لم يبتسم مثلها من قبل و رد علي:- " هذا هو ليو الذي أعرفه .والآن،وداعا يا صغيري. أنا فخور بالوقت الذي قضيته معك." و بدأ في التلاشي مثل شظايا النور.

The Banished DragonWhere stories live. Discover now