جحيم اللقاء

491 14 1
                                    

الساعة تشير للثالثة صباحا بتوقيت روسيا البلد البارد و الغامض و الذي يحتوي اشخاصا اكثر برودة منه , كان الصمت يعم المبنى و لا شئ يسمع سوا صوت طرقات كعب عال لسيدة تسير داخل رواق طويل يمتلأ بجثث لحراس كانو احياء قبل لحظات كان فستانها الابيض ملطخا بلون الدماء الاحمر و خنجراها الفضيان كانا ملطخين مثلها تماما فإنحنت تمسحهما على قميص احد ضحاياها ثم خرجت من المكان تسير بثقة و راحة كأنها لم تفعل شيئا و من ثم صعدت سيارتها البورش و غادرت مسرح جريمتها و اتجهت إلى منزلها الفاخر و دخلت تسير مباشرة نحو مكتبها و مشت بهدوء شديد إلى طاولة المكتب و جلست تسحب دفترها و اوراقها و قلمها الفارغ من الحبر إبتسمت ببرود ثم قالت : ليس اليوم فالالهام موجود و الحبر كذلك ، ثم اخرجت قارورة زجاجية تمتلأ بالدماء التي جمعتها من عملية الاغتيال الاخيرة لها و اعادت تعبأت الحبر لتكتب جزءا جديدا من روايتها التي تدور حولها كانت تستخدم فيها القليل من الخيال أحيانا لكن غالبا كانت تدون ما يحدث معاها بكل حذافيره ,كانت تتفاعل كالمجنونة مع كل جزء تكتبه لم يهمها فستانها و جسدها المتسخان بالدماء يقدر ما أهمها انها وجدت فكرة جديدة لروايتها فكرة دموية طبعا إستمر الوضع معها هكذا لثلاثة ساعات اخرى و لم يقطعها شئ سوا رنين هاتفها فردت بإنزعاج قائلة : ماذا تريد مني الان لقد اتممت ما طلبته لليوم
_ لماذا انت عصبية هكذا أردت فقط التأكد من أنك نفدت المهمة بشكل دقيق
نت تعرفني جيدا يا مرسيل أنا لا اعود إلى منزلي إلا عندما اتأكد من انني اتممت الامر بإحترافية ، _اجل اعلم انك الافضل بهذا لست قلقلا بشأن كفائتك
_ اذا كنت كذلك لما تزعجني بإتصالك ، لا تتصل بي مجددا إلا عندما تكون لذيك مهمة جديدة لي و اغلقت الهاتف في وجهه فقال وهو يحادث نفسه : ماتزال ضيقة الخلق كالعادة ... .
... كانت هناك حالة استنفار داخل إحدى الشركات كل العمال يركضون كي يجهزو لقدوم رئيسهم الذي يبدوا أنه قد دخل عبر البوابة الرئيسية بالفعل و حوله حاشيته من الحراس و المساعدين و المدراء كان الجميع يلقون التحية عليه و يتجه إلى عمله خوفا من ان يلاحظ على احد منهم التقصير و يطرده ، هم يعرفون سيدهم إنه عصبي و قاسٍ للغاية خطأ واحد منهم سيجعلهم يواجهون غضبه لذلك كانوا يحرصون على أن يكون كل شئ مثالي حتى يتفادوا إغضابه ، لقد كان مسيطرا و مظهره يظهر أنه كذلك بالفعل فحتى مشيته في رواق الشركة يوضح ثقل شأنه و قوته و هو يسير لإنجاز مهامه ، و من ثم  دخل الى قاعة الاجتماعات مع اعاونه و بدأ بعمله قالت مديرة القسم المسؤول عن الإعلانات و الترويج لأعمال الشركة : سيدي ان الوضع يزداد سواء منذ وفاة زوجة جيروم تأثر و لم يعد يكتب لنا مقالات جيدة كي نروج لأعمالنا مما أثر على عمالنا كله سلبا  صمت المعني بالكلام و قال مساعده: مالعمل سيدي هل لدينا اية حلول ، صمت الرئيس قليلا ثم قال : أقترح ان نحضر بديل له أعتقد أنه حان الوقت كي يتقاعد فقالت المساعدة : سيدي محق لكن من أين سنحضر البديل نحن نحتاج لشخص محترف في الكتابة كي يروج لنا ، ثم إشتعل حوار بين مختلف الحاضرين كل منهم أخد يقترح بديلا و يحاول أن يفرض رأيه على الجميع فعمت الفوضى داخل القاعة حينها طرق الرئيس على المكتب طرقتين جعلت الجميع يصمتون دون أن ينبس بكلمة نجح في إسكات الجميع ، بعد صمت قليل تكلم جيروم قائلا : سيدي اني اقترح عليك شخصا كفأ للأمر و أرى انها الشخص الوحيد الذي قد تتفوق علي كما ان العديد من الفئات متأثرة بكتاباتها خاصة الشباب كلهم متأثرون بها وهذا سوف يساعدنا لجذب اشخاص أكثر و من مختلف الفئات ،نظر الرئيس نحو جيروم بفضول ثم قال :  تكلم من هي هاته ،
_ انها كاتبة تلقب نفسها ب الوردة السوداء لديها العديد من الروايات و القصص و المقالات المميزة و الكل يقرأ لها إنها محبوبة القراء التقيمات لديها كلها عالية جدا و هي دقيقة في كتابتها بشكل مثالي أنا حقا معجب بطريقة كتابتها و أسلوبها هي محترفة حقا ، لكن هنالك مشكلة صغيرة بشأنها
_ و ماهي هاته المشكلة؟
_  لا أحد يعرف هويتها الاصلية او شكلها انها ترفض ان تظهرها لأي أحد كان لكنها تنشر القليل من يومياتها على صفحتها على الانستجرام و تمتلك متابعين يقدر عددهم بعشرة ملايين متابع كما انني امتلك حساب بريدها الالكتروني و لنتواصل معها و  و نعرض عليها العمل معنا مقابل مبلغ طائل من الاموال و لن ترفض عرضه ، هز الرئيس رأسه موافقا ثم قال : سنبحث في الامر ثم نقرر فل ننهي الاجتماع الأن يكفينا هذا اليوم ، فرد جيروم قائلا : كما تشاء سيدي نيكولاس ... ٫ غادر نيكولاس شركته تاركا عالمه الطبيعي خلفه في هذه اللحظات ماعاد يتقلد شخصية رجل الأعمال الثري نيكولاس باسلينيي Николай последний
هو الان ذاهب ليكون الوحش زعيم المافيا الروسية الذي لا يرحم لقد ذاع صيته على أنه اكثر الرجال وحشية و قوة و نفودا و ثراء فلا ند له ولا احد يقدر عل مجابهته لقد نجح و اصبح زعيم روسيا في الخفاء حتى الحكومة تتجنب مواجهته مباشرة او التورط معه خوفا من حدوث صراع لا نهاية له فإتجه كثر إلى محاولة اغتياله بشتا الطرق و كل من حاول ذلك كانت نهايته الموت المحتم فبطبع لم ينجح احد في مس شعرة منه ، ما ان وصل إلى مبنى عصابته وجد رجاله يربطون احد الأشخاص و يقومون بتعذيبه بشدة لذا سار نحوه و سحبه من شعره و قال اخبرتك ان لا تفعل لانك لست ندا لي لكنك لم تستمع و حاولت الاطاحة بي لذا خد ماتستحقه ٫ ثم اخرج مسدسه و اطلق على الرجل طلقة واحدة في الرأس و واحدة أخرى في القلب مباشرة ، لكي يتأكد من موته المحتم ... .
عادت صاحبة الخناجر الفضية الى منزلها في وقت متأخر من الليل و كالعادة كانت تخفي ملابسها الملطخة بالذماء بمعطف طويل للغاية لذا استحمت و جهزت طعامها و جلست قرب حاسوبها تتفقد اخبار متابعيها حين وجدت رسالة عرض عمل من شركة الاكبر في روسيا شركة أل باسلينيي ، قرأت العرض بإهمال شديد ثم تجاهلته ، لقد إعتادت على أن تصلها هكذا عروض عمل لكنها لم تكن تهتم البتة فهي تحب أن تبقى حرة تعمل لذاتها لذلك قرأته دون أدنى إهتمام و تابعت تفقد اخبار متابعيها حين وصلتها رسالة من حساب شخص ما كان اسم المستخدم نيكولاس قرأت الرسالة القائلة : مالذي يجعل الورد الاسود يخفي نفسه عن العالم اذا كان بهاته القوة و الجمال ربما . فإبتسمت وهي تعرف معنى هذا الكلام جيدا حينها وصلت رسالة أخرى من نفس الشخص : لست بمجرد عابث يهوى تضييع الوقت لدي سؤالان لك ايتها الشاعرة و اخشى ان فضولي سيقتلني ان لم تجيبي يا عاشقة الكلمات ، ترددت قليلا فالاجابة و قررت تجاهل الامر ربما هو مجرد مهووس من بين اللذين يقرأون لها ، و استلقت لتغفو على سريرها بعد كتابتها لفصول طويلة من روايتها بدماء الذي جمعتها من ضحاياها طبعا ، في صباح اليوم الموالي نهضت و مباشرة تفقدت حاسوبها فطوال الليل كانت تفكر بذلك الشخص الذي ارسل لها الليلة الماضية و كما هو متوقع وجدت رسالة أخرى منه تقول : ما رأيك هل ستجيبين ام نستمر بالعبث ايتها المخفية في العتمة ، دون وعي منها ابتسمت ابتسامة عريضة و هي ترى هذا شخص يخاطبها بعبارات من كتبها ، كانت من النادر ان تبستم و تضحك او تظهر هاته التعبير بسهولة لكن هذا الاخير جعلها تبتسم لمجرد استخدامه لكلماتها على الرغم انها متعودة على هذا من متابعيها ، ترددت قليلا و هي تعيد قراءة الرسالة ثم بدأت تنقر بأناملها الناعمة احرف الحاسوب لتخط ردها له قائلة : ان الورد الاسود يذبل عندما تسلط عليها الضوء كثيرا و من شدة جماله يحتاج عناية خاصة به و ليس بمقدور الجميع الحصول عليه او على بتلة منه لكن ها أنا و بصفتي الوردة السوداء سأمنحك إجابة لسؤالين وحسب فلا انت تريد العبث و لا انا كذلك ،... كان نيكولاس يقرأ رسالة الوردة السوداء من داخل مكتب شركته بتمعن شديد فقال لنفسه و هو يقرأها : اللعينة تمتلك ثقة عالية بنفس ، و اخد هاتفه و ارسل رسالته : حسنا ايتها الجميلة الواثقة سوف اطرح أسئلتي لكن عليك أن تجيبي و ألا تكوني جبانة ، فردت مباشرة: حسنا ايها الجريئ اعطني أسألتك و سوف اقدم لك إجاباتي ، فرد عليها : لما قد تخفي جميلة نفسها بشكل يجعل من اقوى شخص في البلاد عاجزا عن تحديد هويتها هل انت تخفين شئ غير شكلك و اسمك ، و ايضا هل ستقبلين عرض العمل معي اما لا ، اندهشت قليلا و هي تفكر في أنه بحث عن هويتها و لم يعثر عليها و مازاد اندهاشها أنه وصف نفسه بأقوى شخص في البلاد مالذي يقصده بكلامه هذا فأخدت حاسوبها و حاولت البحث عن معلومات عنه فأرسل إليها رسالة أخرى : انا " نيكولاس باسلينيي" لا داعي للبحث عن معلومات عني يا حلوة ، انا من عرضت عليك العمل معي هل توافقين ، تنفست الصعداء و هي تتأكد من هويته لكن قلقها لم يزل بعد فقد كانت تفكر كيف عرف أنها تبحث عن هويته و لما قال أنه أقوى شخص في البلاد فضولها هو ما يقودها الأن  فأجابته : كيف علمت انني أبحث عن هويتك ، فقال : لانك كنت تحاولين اختراق حسابي ، من المفترض انني انا من أسألك لكن إنقلبت الأدوار بيننا أيتها الوردة السوداء لذا هيا أجيبيني ، فقالت: لأنك انت من خرق الاتفاق أولا لقد طرحت اكثر من سؤالين ، ثم اضافت : حسنا سيد نيكولاس  متى أتي إليك من أجل مقابلة العمل ، فرد عليها : حسنا أراكي عند الساعة الثانية ظهرا غدا هل هذا يناسبكِ . ردت عليه : لقد إتفقنا سؤالان فقط و هاد أنت ذا تسأل مرة أخرى ، التوقيت مناسب لي و ثم اغلقت حاسوبها و جلست تفكر و هي تذاعب قطتها هل تذهب شخصيا ام ترسل شخصا أخر لقد بدأت تندم لأنها لم تعين مدير أعمال ينوب عنها لكن كان هناك شئ بداخلها يجعلها ترغب في الذهاب للقائه تريد رؤية نيكولاس هذا شخصيا ، لذا نهضت و اتجهت الى خزانتها و التي هي عبارة عن غرفة كبيرة و دخلتها و بدأت تختار ثياب اجتماع يوم غد ، كانت تعشق ثلاثة ألوان الابيض و الاسود و الاحمر لكن غالبا كانت تفضل اللون الأبيض في الملابس لذا اختارت فستانا ابيضا قصيرا مع أكمام طويلة و حذاء ابيض بقاع أحمر و حقيبة حمراء و باليوم الموالي إستيقظ كل منهما لكي يتجهز للإجتماع ، ارتدى نيكولاس بذلة سوداء مع قميص اسود ثم وقف يختار ربطة عنق بتحير لذلك إختار أن لايضعها و ثم رش عطره الذي فاحت رائحته ثقيلة و جميلة في الجو ،  و غادر لشركته يبدأ عمله و هو ينتظر لكي تصل الساعة الثانية ظهرا لقد كان اول شخص سيقابل الوردة السوداء ، اما هي فإرتدت ملابسها و انطلقت نحو الشركة و إختارت أن تغطي وجهها بقبعة رياضية حمراء تجنبا لأي مشاكل قد يتسبب فيها هذا الاجتماع ، عندما وصلت اندهشت قليلا فقد كانت الشركة اكبر حجما مما تبدوا عليه في الصور التي وجدتها عندما بحثت عن معلومات عنها ، و لذلك دخلت بهدوء حتى لا تلفت الأنظار لها و ثم اتجهت إلى مساعدته و قالت : عذرا يا انسة لدي موعد مع سيد نيكولاس . نظرت المساعدة لقائمة اعمال و جدول مواعيد سيدها لليوم و بالفعل وجدت ان لديه موعد بعد لحظات مع شخص يلقبه بالوردة السوداء ، و لأن مساعدته لم تكن تقرأ لم تتعرف على انها الكاتبة الشهيرة قالت ببراءة :هل انت الوردة السوداء يا أنسة .
_ نعم  انا هي هل أستطيع الدخول من فضلك .
نعم تفضلي سيدي لم يحضر بعد هو في إجتماع أخر لذلك  ادخلي إلى مكتبه و إنتظريه هناك .
لا بأس سوف انتظره هنا .
_ لا يا أنستي انها اوامر هو من طلب مني ان اجعلك تنتظرينه بالداخل و قد قال لي أن أقول لكِ الورد الأسود لا يحب الأنوار أليس كذلك؟ .
أومأت برأسها و إبتسامة كانت تعانق شفتيها لقد أحبت كيف كان يعبث معها بالكلمات  ، وهي تهم بالخدول إلى مكتبه بهدوء شديد و جلست تنتظره ، لم يكن التوتر من طباعها لكن بدأ يتسلل لقلبها قليلا و شئ بعد شئ خاصة أنه تأخر قليلا ، و بدأت تندم لقدومها إلى هنا و مازاد توترها سماعها لباب المكتب ينفتح فإستدارت لتشاهد راجلا ذو بنية رياضية و جسد قوي و طويل يؤكد على ان صاحبه حريص على اداء تمارينه ، و حينها إلتقت أعينها مع عينيه السوداء المطابقة للون شعره الاسود الحريري ، كانت بشرته بيضاء صافية مثل صفاء الملائكة من الخطايا ، كان وسيما بحق ، كل انش فيه يستحق ان يعبد و يقدس بطريقة مثالية ، و هذا ما كان يدور في بالها ، حينها قاطع هو تفكيرها قائلا : اهلا بك يا أنسة ، و صافحها قبل أن يجلس في مكتبه سائلا إياها : هل انت مديرة أعمال الوردة السوداء يا أنسة؟ ، صمتت قليلا مترددة حول إجابته حينها تابع كلامه قائلا : انا لا اتوقع قدومها و مخاطرتها بهويتها بعد كل هذه السنين من اجل مجرد صفقة عمل بسيطة فقالت: تنعتها بالصفقة البسيطة لكن انت تدفع مقابلها اكثر من مليون دولار ؟ فقال : هذا مبلغ بسيط جدا بالنسبة لي يا أنسة ، لم تعرفيني بنفسك بعد بالمناسبة ؟ ، صمتت قليلا وهي تفكر هل تعترف انها هي الكاتبة شخصيا ، لسنوات اخفت الامر عن الجميع حتى والديها و اشقائها ، لما قد تكشف هويتها لشخص غريب لم تعرف عنه شيئا سوا بضعة معلومات عامة عنه لقد بحثت في سجله جيدا و بدوره كان نظيفا تماما فمثلما اخبرها ذلك اليوم أنه بحث عن معلوماتها ، هي الأخرى فعلت و لم تحصل على شئ بذلك الأهمية ، كان نيكولاس يحدق بالفتاة التي تجلس شاردة امامه لقد اكتفى بالصمت ريثما تجيبه و إستمر بالتحديق فيها ، لقد اكتشف انها جميلة حقا بشرة بيضاء و عيون زرقاء و شعر أشقر يميل لأن يكون ذهبيا و جسمها يبدو مثاليا حقا وهي انيقة للغاية و كأنها دمية او ملاك ما ، و ها قد بدأت افكاره بالانحراف قليلا و هو يحدق بها كأنها فريسة جديدة ، حينها نطقت كلماتها قائلة : انا ماريا بلاك و لست مديرة أعمال الوردة السوداء ، فقال : اذن من تكونين يا حلوة؛ فإبتسمت بمكر و ثقة قائلة : انا هي الوردة السوداء شخصيا أيها الوسيم . تفاجئ للحظات لم يتوقع ان تأتي هي بقدميها إليه ، فهي لم تكشف هويتها لأي أحد كان ، أراد أن لا يصدقها لكن شئ في داخله أخبرها انها لا تكذب ، فطوال سنوات عمله في المافيا تعود على قراءة ملامح الأشخاص و بات يعرف كيف يفكرون و يشعرون من خلالها سواء كانو سعداء او حزينين او يخفون شيئا عنه أو حتى يكذبون ، و من ملامحها في هاته اللحظات هي لا تكذب و نبرة صوتها الواثقة و الموزونة كذلك تأكد على صدق موقفها  ، فقال : اذن يا ماريا أثبتي لي انك الوردة السوداء كيف أصدق انك هي ، فأخرجت حاسوبها و وضعته نصب عينيه و قالت : انظر إلى هنا و ارته انها تمتلك و تدير جميع الحسابات الرسمية للوردة السوداء و كل مايتعلق بها و ارته الفصل القادم من روايتها الجديدة و التي لم تقم بنشره بعد ، فقالت : ما رأيك نيكولاس أنا لست مضطرة لأثبث لك لكن افعل هذا من اجل صفقة العمل خاصتنا كما تعلم ، فقال : أرى انك اسقطت الرسميات بيننا بمناداتك لي بإسمي هكذا ، فقالت : انت من فعل هذا أولا يا نيكولاس ام نسيت . فقال : اذكر ، و أذكر انك قلتي ان الورد الاسود لا يحب ان يكون تحت الأضواء ، مالذي يجعلك تكشفين نفسك لي ألا تخشين ان افضح انك الكاتبة التي يبحث عنها الجميع؛ فقالت : سيكون هذا شرطا اساسيا في بنود صفقتنا ايها الذكي؛ فقال : ماذا لو رفضت و اصررت كل كشف هويتك للعلن ماذا ستفعلين حينها؛ فقالت : لن يصدقك احد سأنفي الامر تماما فقال : انك في شكرتي و مكتبي و توجد كاميرات هنا فهل تفهمين قصدي ، فقالت : اعتقدت انك تعلم انني لم اظهر وجهي على أي تسجيل لكاميرات المراقبة خاصتك ، كان يعلم بهذا مسبقا لقد تفقد كاميرات المراقبة حتى يراها مسبقا قبل اجتماعه لكنه دهش عندما رأها تدخل شركته دون أن تظهر وجهها للكاميرات و في أحيان أخرى كانت تنجح في الاختفاء عن انظار كاميرات المراقبة كأنها ترسل له رسالة مضمونها انها هي التي سمحت لها بإلتقاط أثرها منذ البداية و لو أرادت لن تسمح بذلك و لقد تفاجئ لهذا كثيرا كيف لشخص ان ينجح في اختراق امنه لم يحدث هذا من قبل أبدا كل من حاول فعل ذلك فشل و قتل لهذا تأكد ان الفتاة ليست شخصا عاديا و هي بارعة في ان تكون في الخفاء بل هي سيدة الخفاء و فضوله كان يدفعه إليها هو يحب العبث كثيرا و يكره ان يخفا عليه شئ لذا قرر اكتشافها ٫ فقال : اعلم بهذا مسبقا و انا متفاجئ قليلا من ذلك فلا احد قبلك فعلها و هذا ثاني دليل يؤكد لي أن هناك شئ فيك اكثر من مجرد كاتبة و سأكتشفه حتما ، لكن هذا زاد من احترامي لك و لقدراتك اكثر ، لذا هل نتفق على ينود صفقتنا يا حلوة ، ابتسمت له و قالت : لابد ان الدليل الاول هو مقدرتي على اخفاء هويتي و اي شئ يخصني و الثاني هو مقدرتي على التسلل أليس كذلك ، ان ستمررت هكذا يا سيد هولمز سوف أقدم لك دليلا ثالثا ، لذا تفضل لنبدأ بوضع بنود هذه الصفقة ، فقال : سأكون في انتظار الدليل الثالث اذن ، بعد مدة من تشاور اتفقا على الشروط و التي من ضمنها أن لا يكشف عن هويتها إلا بتصريح رسمي يحمل توقيعها ، و انه من حقها ان ترفض حضور التجمعات الخاصة بالشركة ، و انها لن تحضر أي اجتماع بشركته و الشخص الوحيد الذي ستجتمع به اذا حدث شى طارئ هو نيكولاس ، اما شروطه فكانت أن لا تتعاقد مع اي شركة اخرى مهما كانت و ان فعلت فبعد انتهاء العقد بينهم ، و ان تلتزم بحقوق النشر التي يمتلكونها ، ثم نهضت كي تغادر بعد توقيعها للعقد معه ، فقال : تمهلي لقد استغرقت في الحديث معك يا ماريا و لم اضيفك شئ مالذي تريدين ان تشربي ، فإبتسمت بخفة و أرادت الرفض بقدر ماكان شئ داخلها يريد شرب شئ و الحديث معه ، لم تفهم سبب رغبتها في الحديث معه ربما لأنه امتلك لسانا معسولا او لأنه محاور جيد ، فقالت : اسفة علي الذهاب لم اتناول غدائي بعد ولا اريد افساده على نفسي لذا شكرا لك نيكولاس ، و نهضت و صافحته و غادرت و قبل أن تفعل اعادت وضع القبعة الحمراء على رأسها و عادت إلى منزلها فلذيها عمل لتنجزه من اجل شركته ، عندما وصلت إلى منزلها أتصل بها مرسيل و قال : مساء الخير يا حلوة لدي عمل كبير من اجلك سوف تفرحين به كثيرا ، فقالت : هل هناك بينهم اصحاب الزمرة الدموية A+ ، فقال : كثر منهم هناك ، فإبتسمت و قالت : سأذهب لتقطيعهم من اجلك أتصل بي بعد ساعتين ، و اغلقت الهاتف و دخلت المطبخ أولا و وضعت الطعام لقطتها و ذهبت إلى غرفتها و اخرجت بذلة سوداء اسمها ( الوردة السوداء ) طرز باللون الفضي عليها و ارتدت تنورة سوداء ايضا و ثم ضغطت زرا مخفيا على جانب الخزانة كي تفتح و تظهر غرفة سرية تضع فيه أسلحتها ، و أخدت مسدسا فضيا مع خنجراها الفضيين و وضعتهما في حقيبتها السوداء و خرجت إلى سيارتها و انطلقت ، من ينظر إلى مظهرها الانيق يعتقد انها سيدة أعمال رقيقة ذاهبة إلى عملها ، لكن في الحقيقة هي ذاهبة للقتل ، نعم ماريا الكاتبة الرقيقة كانت قاتلة مأجورة احترفت تقطيع الاجساد و دفنها ، و كان مرسيل صديق طفولتها رجل عصابات ذو نفود و سلطة و ثراء فاحش و هي تعمل عنده و دائما ما كان يرسلها لقتل الأشخاص المهمين و حسب لأنها قوية جدا و عملها مضمون و متقن تماما فمن المستحيل ان تذهب و تفشل في عملها او تترك أبسط دليل عليها ، و بعد كل عملية قتل تنفدها تأخد الدم من ضحاياها و تكتب به رواياتها و كانت حريصة على اختيار الزمرة الدموية A+ لانها من وجهة نظرها الزمرة الارقى فهي و حسب الترتيب الأبجدي تحتل المركز الاول ، .....

بعد تنفيدها لعملها رفعت ماريا رأسها و هي ترى جثث أربعة من ضحاياها امامها كانت سعيدة بهذا المنظر و هي تشاهد نجاحها و تفوقها و بعد ان قامت بتعبأة الدم الذي تحتاجه اتجهت إلى منزلها ، و استحمت كانت الساعة تشير للثالثة صباحا لم يراودها النوم اذا أخدت تكتب المقال الترويجي لشركة نيكولاس ، كانت تبحث عن الافضل لذا كانت تمزق الصفحات مرارا و تكرارا ، و عندما وجدت ظالتها و أخيرا قامت بنقل العمل إلى حاسوبها و أرسلته إلى نيكولاس و كانت الساعة حين إذن الخامسة صباحا و عندما ذهبت كي ترتاح قليلا أطلق الحاسوب رنينا هادئ معلنا عن وصول رسالة إليه فنهضت نحوه و شغلته لترى نيكولاس قد أرسل لها رسالة حول مقالها الترويجي قائلا : متى كتبتي هذا يا ماريا هل انت من كتبها ، فردت قائلة : لما ألم تعجبك هل هي سيئة لهذه الدرجة ، لم استطع ان انام فكتبتها خلال الساعتين الاخيرتين و ان لم تعجبك سأغيرها ،
_ لا قد اعجبتني حقا انها مذهلة لا أصدق انك كتبت هذا خلال ساعتين .
_ حقا هل اعجبتك ام انك تجاملني و حسب
_ لا تجعليني أشتمك يا ماريا لا أريد أن تري هذا الجانب مني ، ان هذا أجمل ما ستقدمه شركتنا على الاطلاق ، حتى انك تفوقتي على جيروم .
_ شكرا لك ، هذا يرفع الثقة و المعنويات لدي حقا
_ عليك ان ثتقي بنفسك أكثر انت أعظم كاتبة حاليا و الكل يهتف لك و مندهش من مهاراتك و انت ماتزالين قليلة الثقة لا أصدق ان هذا قد يصدر من الوردة السوداء
_ أحيانا يراودني شعور انني سيئة جدا في الكتابة و ابقى مستيقظة لساعات متأخرة اعيد كتابة الفصول و التدقيق فيها حتى اقتنع بها
_ لهذا انت ماتزالين مستيقظة لهذا الوقت اذن
_ اجل لهذا سبب ماذا عنك ؟
_ اعمال كثيرة عزيزتي ، اعمال جعلتني اتعود على السهر للعديد من الايام فتعودت على الامر
_ يا ترى ماهي هاته الأعمال؟
_ ستعلمين ان أراد القدر ذلك ، 
ثم بقيا يتحدثان معا و يتعرفان اكثر على بعضهما البعض عن أمور حول الاعمال و التعب و السهر  حتى اشرقت الشمس و حلت الساعة السابعة صباحا ، حيث هي استلقت لتنام قليلا و هو ذهب إلى عمله ، كلاهما كان مشحوننا بمشاعر إجابية و بسعادة غريبة جراء محادثتهما ، عقد نيكولاس اجتماعه حول مقال ماريا و كان الجميع معجبا بالمقال لدرجة الصدمة لذا اتفقوا على نشره في نفس اليوم بالمساء فأرسل نيكولاس رسالة لها يخبرها ذلك فردت عليه سريعا ، و حال ما انتشر المقال على صفحة الوردة السوداء و صفحة شركة باسلينيي اندهش الجميع و اصبح الامر حديث الساعة و انتشر كالنار في الهشيم و بدأ المقال يعمل و تضاعفت الأعمال لديهم خلال يومين فقط ، كانت ماريا سعيدة جدا هاته اول محاولة لها في مجال التسويق و قد نجحت حقا و خلال هاته اليومين كانت تتواصل بكثرة مع نيكولاس وهو كذلك كان سعيدا لحديثها معه ، في ليلة اليوم الثاني كانت ماريا تجلس في شرفتها تقرأ التعليقات على مقالها الاخير بسعادة حين أتصل مرسيل و قال : ايتها الجميلة لدي لك ضحية مهمة للغاية الاهم في روسيا يا عزيزتي

Rose with bloodTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang