٢| جَسد بِلا روح

Start from the beginning
                                    

ولقد كان مُحقاً.

لا أهتم لأنهم خسروا أو لأن المجموعة الأخرى عاملت مجموعتي مثل الفرائِس الذليلة، لقد أهانونِي، وهذا ما يُزعجني بِشدة.

رفعت رأسي بِهدوء، "هل هناك أي أختلاف؟، بالتالي أنا من ضمن فرقتِي يا سيدي."، قلت بِهدوء، أن كنت قد أنزعجت على نفسي أو على فرقتي لا يوجد أي فرق بيننا لأننا بالفعل فرقة واحدة وأن أنزعجت لذاتي هذا يعني إنني قد حسبت حساباً لِفرقتي، هذا ما سوف يفكر به الجميع عند سماع قولي السابق لكن هذا القائد أمامي لم يكن يفكر كذلك.

ما زال ينظر من الأعلى، "أُصبتِ أم لا؟"، لم يرد على قولي السابق، ولم أهتم حقاً لأنني بالفعل أردت تغيير الموضوع، نهضت ثم أستدرت حول نفسي، "هل ترى أي جرح، سيدي؟"، قلت ثم رد عليَّ يُسايرني بِملامح مُتململه، "أبداً."،  وحينما كنت على وشك أن أرد عليه أيضاً، بِطريقة هزلية مرةً أخرى، "إذاً.."، قاطعني بِتهديد، "هل تريدين أن تستمر عطلتكِ إلى الأبد؟"، وَبخني، وهذا ما كُنت أنتظره بالفعل لأن طريقتي بالحديث كانت هزلية، وأيضاً.. لقد تم تهديدي بالطرد للتو.

للأسف أستوعبت إنه قادر على طردي في المستقبل لو حقد عليَّ، أدركت ذلك بوقتٍ مُتأخر، بلعت ما بِثغري ثم قلت بعد أن وقفت بأحترام، "كلا سيدي، لكنَّ سؤالك غير منطقي أنتَ بالفعل لا ترى أي جرح."، رفع حاجباً بِسخرية، "أنتِ من نسل أيفِيريا كيف تريدين مني أن أصدق أنكِ لستِ مُصابة فقط من الرؤية؟"، حسناً لقد كان الموضوع السابق أفضل، ولِتحل اللعنة على هذا النسل المشؤوم، دعني فقط أعطيك دليل على صدقي، "هذا ليس مِقياساً لعدم قولي للحقيقة سيدي، لقد ظننتك قائد ذكي، أنا أرتدي ثياباً تغطي جسدي بأكمله، لو جُرِحت جرحاً صغيراً سوف تتمزق الثياب، هل هذا دليلاً كافياً على صِدقي؟"، نظرت له بِلا تعبير مُعين لكن حاجباي أشعر بهما قد أنعقدا من دون أرادتي بِسبب أنزعاجي.

أستطيع أن أكذب لو جرحت ولم أريد قول الحقيقة، لكنني لست مُولعه بالكذب، رفع حاجباه ثم تنهد قبل أن يُقيمني تقييم آخر، "كان بأمكانكِ الرد على سؤالي بِنعم أو لا، وكان قد أنتهى هذا الحديث، لكنكِ لا تملكين أيَّ سلطة على أنفعالاتكِ."، الآن هو يُقيّم تحكمي بأعصابي، وقدوم القائد أوستن يحمل كوباً من الشاي يقف بِجانبنا جعلني أتمهل بالرد، لقد أردت أن أعبر له أنني أريد أن أتدرب تحت قيادته بالمستقبل، وبِنفس الوقت أردت أن أُبيّن أن لا سلطةً له عليّ الآن لكي يُقيمي، "أذاً يُمكنك أن تعلمني السيطرة على أنفعالاتي عندما تدربني سيدي."، لقد ضننت إنني أتلاعب بِقولي وظننت إنه لن يُلاحظ ذلك، لكن هذا لم يكن بِصالحي لأن بعد ما قاله لقد علمت إنه من الصعب التعامل معه، "أنا حقاً مُتأسف لِكوني لست قائدكِ وإلا لكنتِ مطرودة الآن."، قال من خلف كتفه وهو يعود لمكانه، هنا لقد تأكدت أنه فهم قولي بِشكل خاطئ وليس بالطريقة التي أردته أن يفهمها..

أحمـَـر || REDWhere stories live. Discover now