11- | عودة الفَارس |

Começar do início
                                    

-" كيف حالك أيها الضخم؟"

نبست بها "چود" التي تقبع أسفل يمينه أما هو فإلتقط والدته ووضعها أسفل يُسراه، ثم رد وهو يدور بعينه عليهما:
-" مشتاق، وسعيد."

ضحكت والدته التي غطت عينها الدموع بالكامل ثم تساءلت:
-" ما سبب عفوكَ عنا يا تُرى؟"

-" أُمي أرجوك لا تبدأي في الأسئلة الآن أنا جائع!"

ضحك عليه والده ثم قال وهو يخرج من ساحة القصر:
-" لدي أعمال مهمة الآن، سأذهب لإنجازها، وسأخبر نرچس بأن تعد لك أفخم أنواع الطعام"

-" هذا هو أبي أُقسم!"

كانت "چود" ترمقه بسعادة، فبالكاد تحاول إخفاء لمعة أعينها المشتاقة، هي ترىٰ فيه عزيزها فهو يكبره بعامين فقط، ثم استوعبت للتو أنه كذلك.. إن كان على قيد الحياة للآن!

•••

كانت داخل غرفتها تلهث بصعوبة، وعلى شفتيها علامات التقشر من كثرة العطش، تجلس خلف الباب تحاول مرارًا وتكرارًا الطرق عليه لعلَ وعسىٰ أن يرق قلبه عليها ويعطيها القليل من الماء أو الشراب، تنهدت بضيقٍ واضح ثم تحركت تجاه شرفتها الضخمة تطالع السماء القاتمة، ولكن القليل من النور البرتقالي النابع من تلك الشمعة يفي بالغرض..

جلست على حافة الشرفة واتكئت برأسها على السور الحديدي وظلت تبكي بصمت، كيف له أن يأسرها هكذا دون دليل، كيف له أن يصدق بأنها لا تعلم إلى أين ذهب ومع مَن، كيف استطاع أن يظهر خوفه ورهبته من فقدانه له أمامها هكذا دون أن يشعر بالخجل!

ثم تعود لتلك النقطة السوداء، هذه الحقيقة التي تحاول جاهدة ألا تعترف بها، حقيقة بأنه لم ولن يكن بمثابة أبٍ لها..

استمعت إلى نعيق حنون، ذلك النعيق التي تحبه ويشعرها بأنها ليست وحيدة؛ رُغم كونها كذلك..

رفرف على سور شرفتها غرابٌ أسود اللون، يلتف حول عنقه شعر أرجواني أتخذ شكل الطوق بإنسيابية، يمتلك لوني عينيها، رفعت هي رأسها بابتسامة عريضة وهي تمسح وجنتيها من الدموع، بينما هو ألقى ما كان يقبض عليه بمخالبه الصغيرة..

التقطته هي وأخذت تعبث به إلى حين أن تيقنت بأنه فتات خُبزٍ وقطعة تفاحة متآكله بواسطة منقاره الصغير..

ضحكت بحبٍ تزامنًا مع سقوطه على كتفيها وأخذ يلامس وجنتيها الباردتان - على ما يبدو- بتهوينٍ، أما هي فقالت بعد أن تقاسمت معه قطعة الخبز:
-"ممتنة لوجودكَ بجانبي، أوين.."

نعق الغراب بخفوتٍ بينما أكملت وهي شاردة بالأُفق:
-" تُرى ما الذي سيحدث آتيًا برأيكَ؟"

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Onde histórias criam vida. Descubra agora