10- | صاحب الوجه المُلثم |

Start from the beginning
                                    

هبطت للتو ورقة شجر خصراء على كتفها، طالعتها بجانب عينها لبصع ثوانِ ثم انتقضت بخوفٍ من تلك الورقة التي ظهرت لها عينان وبدأتا تحملقان بها!

-" أوه يا إلهي!"

طارت الورقة بعد أن تفوهت هي ذلك وبدأت بالإلتفاف حولها بسرعة كبيرة وكأنها تعبر عن مدى سعادتها بوجود شخص يسطيع فهمها..

فقهقت هي بإعجابٍ شديدٍ ثم بسطت كفيها حتى سقطت عليها الورقة، ولاحظت للتو أنها خفست عينها ولم تعد موجودة، تسللت الريبة بنظراتها ثم استمعت إلى صوت زئيرٍ طفيفٍ يأتي من الخلف، حيث أنها كانت تجلس وخلفها العديد والعديد من الأشجار المتقاربة وكأنها غابة صغير داخل الوادي..

ابتلعت غاصتها ولم تنبث ببنت شفة وبدأت بالوقوف بهدوء عسى إلا تثير غضب ما خلفها أكثر، لم تكن تعلم ماهيتة ولكن صوتها الدفين داخلها لا يستطع أن يحاوطها بطمأنينة أم لطفلها الرضيع، لا بل شعرت وكأن ما في داخلها يصرخ فزعًا، وكان ذلك الشعور كافيًا لجعلها تبتلع غاصتها للمرة التي لا حصر لها..

بدأت بالتقدم ناحية أصدقائها دون الإلتفاتة للوراء ولكن أزداد صوت الزئير وكأن الكائن لا يريدها أن تتحرك، ولا حتى أن تطلب المساعدة.. من هؤلاء الثرثارين الذين لا يلتفتون إليها حتى بدافع الفضول!!

-"تبًا.."

أغمضت عينها بعد أن القت بها ثم التفتت للوراء وفجأة، قام ذئبٌ بني ضخم الهيئة بالإنقضاض عليها، كان صوت الارتطام كافيًا للفت انتباههم ووقفوا يطالعون "قُوت" القابعة أسفل الذئب بخوفٍ، أما هي فكانت في وضعٍ لا يُحسد..

كان الذئب يزئر بصوت عدواني طفيف حتى ظهرت أنيابه الضخمة الملطخة ببعض اللعاب السميك، وكأنه الغداء الذي وقع بين يديه بعد طول إنتظار ..

-" تبًا، لقد خرجت الحيوانات عن السيطرة!"

قالها "خُضير" وهو يطالع الحيوانات الوادي تلتف حولهم بنظراتها الغير مبشرة..

-" اثبتي قُوت"

نثرت بها "روز" التي أخرجت من حقيبة جلدية معلقة خلف ظهرها سيفٌ حاد لامع، ثم تقدمت ناحية الذئب بسرعة، وما إن شعر الذئب بأنها مصدر تهديد له، ترك من أسفله "قُوت" وأصبح يدور برفقة "روز" في دائرة وهمية وعينه تشر غضب..

لم تكن خائفة، إطلاقًا.. فهذا بالنسبة لها مجرد تدريب عاديّ، ولكن ما كان يقلقها قليلًا هو حجم ذلك الذئب الذي يفوق حجمها، زئر الذئب بقوة وقامت هي بالإنقضاض عليه بالسيف، حاولت ولكنها فشلت عندما قام بإصابتها بمخالبه في كتفها الذي بدأ بالنزيف فالحال..

لمن تكن صرخات "قُوت" وبقية الفريق تفي بالغرض، حيث أن الحراك نشب بسرعة البرق، ولكن لم تستسلم وحاولت أن تصيبه ونجحت في ذلك عندما اسقطته أرضًا، وقعت على ركبتيها تمسك بجرحها بتنهيد، والتفوا هم حولها ولكن حينها..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now