الحلقة الواحدة وعشرون

ابدأ من البداية
                                    

_يعني نسيبك لوحدك ؟؟ جايين معاك.

هتفها الاثنان في آنٍ واحدٍ جعل "وليد" يقول بسخريةٍ:

_الكلام دا لما تكونوا ولاد رزق وابوكم داخل خناقة، روحوا يا حبايبي ربنا يهديكم مش عاوز هطل على المِسا.

ضحك كلاهما عليه، بينما هو انتظر حركتهما ثم التفت خلف عمه يقول بزهوٍ يعلن به فخره بأولاده:

_خلي بالك أنا عيالي في ضهري جامدين اوي، يعني اللي هيقرب مني الله يعينه بقى.

التفت له "محمود" يقول بسخريةٍ:

_بتهددني يابن مُرتضىٰ ؟؟

حرك كتفيه وهو يقول ببراءةٍ:

_لا عيشت ولا كنت، قولي بس عاوزني في إيه ؟؟

تنهد "محمود" ثم سأله بنبرةٍ غَلظة:

_بتقل أدبك على الجيران ليه يا "وليد" ؟؟ هو أنتَ من غير مشاكل متعرفش تعيش ؟؟ دماغك تاكلك يعني ؟؟

أشار نحو نفسه مستنكرًا ومُرددًا:

_أنا !! لا حول ولا قوة إلا بالله، عملت إيه بس؟؟

رفع "محمود" حاجبه وهو ينطق بتأكيدٍ:

_آه أنتَ، صاحب البيت اللي الست ساكنة فيه كلمني و اشتكالي علشان هي مش عاوزة تسكت، بتقول إنك شتمتها، حصل الكلام دا ؟؟.

حرك رأسه نفيًا ثم أضاف:

_محصلش، أنا شتمتها وشتمت أبوها كمان.

اتسعت عيناهُ وهو بدهشةٍ غلفت حديثه:

_يخربيت أبو قلة أدبك يا شيخ، أنتَ عينك مكشوفة يالا؟؟

سحب "وليد" نفسًا عميقًا ثم قال بثباتٍ كعادته:

_دي واحدة جاي تجر شكلي، العيال في بيتهم بيلعبوا فوق السطح عمرهم زعلوا حد ؟؟ محصلش بعدين هي مالها عددهم كبير ولا لأ، هو احنا هنحاسبها بالجُملة؟؟ مفيش ماشاء الله ؟؟ مفيش ربنا يحفظهم ؟؟ بعدين هي علشان صاحب البيت مانع عيالهم يدخلوا السطح هتقرفنا في عيشتنا؟؟.

انتبه له عمه فسأله باهتمامٍ:

_أنتَ عرفت منين إن صاحب العمارة ممانع دا ؟؟

ابتسم بثقةٍ وهو يقول:

_مفيش حاجة أنا عاوز أعرفها مبعرفهاش، لو كانت اتكلمت باحترام من الأول أنا كنت كلمتها باحترام إنما اللي يرفع مناخيره عليا أكسرهاله أحسن.

علم "محمود" أن الحديث معه لن يُفيد بشيءٍ لذلك آثر طريقة أخرى وهي اللين فقرر محادثته بقوله:

_بص يا "وليد" الإنسان مننا عايش بس على شوية الونس اللي حواليه، مكانكم هناك بعيد عن هنا، يعني لو حصل حاجة بعد الشر عنكم يعني، احنا هناخد وقت لحد ما نجيلكم هناك، إنما الجيران هما اللي هيلحقوكم، أبوس راسك يا شيخ بلاش مشاكل وحمقتك دي خفها شوية، ينفع ؟؟.

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن