تقدم الملك بجذعه للأمام يبصق السؤال من فمه فجأة  .. "هل وجدت موعودتك؟!" ..

إرتجف الخنجر في يده فجأة ليقبض عليه معيدًا إياه لغمده الصغير مجيبًا بهدوء جامد ..

"ولماذا تقول ذلك؟!" ..

"في الآونة الأخيرة تغيرت وقد شعرنا بذلك .. إضافة إلى أنك تتغيب كثيرًا عن الممكلة مدعيًا بأنك تقوم بتلك الدوريات التافهة .. هل هناك ما تود الحديث عنه؟!" ..

أشاح رآيغال ببصره بعيدًا قبل أن ينزلق في الكلام ويضطر لجلب ريدآ إلى هنا دون تمهيد الطريق مُسبقًا لها ..

"هل حقًا وجدتها عزيزي؟!" .. هتفت الملكة بفرح وهي تتعلق بذراع رآيغال بأمل تستنجي الإجابة التي تنتظرها بلهفة ..

"أنا...-" .. حاول تبرير موقفه البائس ليقطع جملته فور ماوقعت عيناه على آماروا المبتسم بطريقة غريبة يدخل لغرفة المعيشة مُلقيًا قنبلته عليهم ..

" طاب مساءكم جميعًا .. مرحبًا .. لقد جئت أخيرًا .. ولدى أخبارٌ ساره .. لقد عثرت على موعودتي .. أعرفكم على موعودتي إيرينا وهي إبنة الدوق فيليب!" ..

دخلت إمرأه طويلة ونحيفة بقوامٍ مكتنز ترتدي ثوبًا ملتصقًا بجسدها وخصلاتها السوداء مصففة فوق رأسها بعناية كتاجٍ لامع .. وقد تزينت عيناها السوداء بقلمٍ داكن أظهر تلك الحدقات الحادة والأعين اللوزية وشفاه مكتنزة مصبوغة باللون الأحمر الباهت ..

إستطاع رآيغال ملاحظة نظراتها المُستعلية تحدق حولها برضي تام قبل أن تتقدم بكعبي حذائها الرفيع قائلة وهي تحني جسدها بصعوبة نسبة للثوب الضيق قائلة بصوتٍ ناعم منخفض .. "مساءُ الخير جلالة الملك والملكة وسمو الأمير ..  أدعي إيرينا فري فيليب وأنا أتشرف بأن أكون موعودة الأمير آماروا كادغار .. تسعدني مقابلتكم !" .. ظل رأسها منحنيًا بطاعة فيما إبتسم آماروا بإتساع يحدق في والديه برضي ..

ضيق رآيغال عينيه ينظر لهيئتها الصارخة ببعض الإستغراب ..

هذا الوجه ليس بغريبٍ عليه ..  إنه يظن بأنه قد رأها في مكانٍ ما ..

"أهلاً بكِ إيرينا .. لقد بذلت جهدك وعثرت عليها آماروا وأنا فخورٌ بك .. وبفعلت هذه اثبت لي بأنك الآن أصبحت رجلاً مسؤولاً .. ويسعني أن أعلن الآن وبكل فخر بأنك أنت آماورا كادغارد قد أصبحت الملك المستقبلي لمملكة تآريسيك .. ستقام مراسم التتويج يوم الأربعاء!" ..

إزدادت إبتسامة آماروا إتساعًا بينما قبضت إيرينا على يدها وهي لا تزال منحنية الرأس تبتسم بخفة ..

تقدمت الملكة تعانق آماورا وتُهنئه بحرارة بينما لم يتحرك رآيغال من مكانه بل يظل يرمق آماروا بحاجبين أسودين معقودين ..

"ألن تُهنئني أخي؟!" .. أردف آماورا بعين ساخرة وهو ينظر لرآيغال الجالس بجمود في مكانه على كرسيٍ وثير واضعًا ساق فوق الآخرى بعنجيهة وعدم إكتراث لمنصب أخيه الجديد كونه أصبح الملك المتوج ..

 TARESIC KINGDOM Where stories live. Discover now