ما إن دخل إلى العيادة تقدمت الممرضة مسرعة تساعده على الاستلقاء على السرير القريب من الباب و أول ما قامت به كان قياس نسبة السكر في دمه

" أنت تهمل وجباتك أليس كذلك ؟ "
سألت بينما تمد له قاروة مياه و قطعة حلوة ليخذها من يدها بصمت و يفتح الغلاف الشفاف للحلوة يضعها داخل فمه

" ابقى هكذا حتى يخف الدوار ثم إذهب لتأكل شيئا "
قالت بعد أن وقفت ثم أغلقت الستارة البيضاء عليه و تركته بمفرده ليظل مستلقيا حتى تحسن حاله قليلا

شعوره بالضيق جعله ينهض و يذهب لطلب الإذن لمغادرة المدرسة متحججا بحالته الصحية

تمشى في شوارع المدينة من دون وجهة و هذا لم يزده إلا تعبا لذا قرر العودة لكنه وجد نفسه في مكان لا يعرفه و لم يتذكر أيا من الطرق التي سلكها

نظر بضياع إلى جميع اللافتات محاولا إيجاد طريقه لكن كان الأمر بلا فائدة لذا هو أراح ضهره على عامود الانارة القريب منه مقررا انتظار اتصال سائقه بعد أن تنتهي ساعات الدراسة المتبقية

يد تشبثت بذراعه فجأة جعلته ينظر بتفاجئ إلى صاحبها
" كنت أراقبك منذ مدة تبدو ضائعا"

جونغكوك سحب يده و خطى أول خطواته مبتعدا عن تايهيونغ لكن يداه أمسكت ذراع جونغكوك مجددا تمنعه من أن يخطو خطوة أخرى ثم وقف أمامه و قرأ بطاقة اسمه الموجودة على صدره فوق شعار المدرسة
" لي جونغكوك ، مدرسة سونغجي الثانوية"

رفع رأسه ينظر إليه باستياء مغلقا نصف عينيه كأنه استوعب شيئا لتوه
" لقد تجاهلتني عندما أتيت للاطمئنان عليك في تلك المرة و ها أنت تتجاهلتني الأن أيضا "

احتضن ذراعه بكلا كفيه ثم اراح ذقنه على كتفه و قرب شفتيه من أذنه هامسا بتهديد
" أكثر ما يغضبني هو التجاهل ، تجاهلني مرة أخرى و سأبرحك ضربا "

جونغكوك أدار رأسه له ليقابل وجهه بقرب شديد أتاح لتايهيونغ رؤية الفراغ الذي كان مستحوذا على عينيه

عينا تايهيونغ أبحرت داخل خاصته بفضول و كأنه إن أطال النظر سيستطيع الوصول إلى دواخله و يكتشف سبب هذا الفراغ

جونغكوك ابعد جسده منزعجا من تحديقه المتواصل بينما ذراعه كانت لا تزال بين كفي تايهيونغ ، تمنى لو أنه يمتلك فقط القليل من الطاقة ليسحب يده أو حتى ليصرخ عليه و يأمره بالابتعاد فهو يكره أن يلتصق به أحد هكذا

" يبدو أنك هربت من المدرسة مثلي إذا ما رأيك أن تشاركني نزهتي ؟ "
سأل تايهيونغ سوالا لم يهتم بسماع إجابته و مشى يجر جونغكوك معه ، هو استغرب من استسلام جونغكوك التام له لقد ظن أنه عندما يسحبه سوف يدفعه أو يرفض التحرك على الأقل لكنه فهم أن به خطبا ما عندما لمح خطواته العشوائية

Drown in gray Where stories live. Discover now