لا شيء يمكن أن يُعيد للانسان أمانه التام بعد لعنةٍ من الخوف
و لا شيء يمكن أن يطمئن رعب الانسان بعد عاصفة من الهلع
و نحن الذين نسكن في الخوف دائمًا و أبدًا لن يُنجينا شيءٌ منه إلا نحن
لكننا دائمًا ما نتيقّن بأن الخوف أمانٌ بشكلٍ أو بآخر
نبقى في الخوف خوفًا من الانكسار مرةً آخرى
حتى و ان بدت الدلائل غير ذلك

بعد يومان على الأحداث الماضية
يتمدد مهاب على قدميّ والدته بهدوء ظاهريّ ، لكن العواصف تلعب برمالها داخل وجده
يتنهد بضجر تهمس والدته و هي تمسح على حاجبيه : اشقيت عمرك و اشقيت بنت الناس و اشقيت قلب امك
يُقبل يدها : ما اشقاني في حياتي الا هي و حبها
ام عبدالله : الانسان اللي ينكسر من أعزّ ناسه ما يتعالج طول عمره
مهاب : طيب ليه ما تشوف الا غلطتي قدامها ؟ كل محاولاتي في اني اداويها تتجاهلها
ام عبدالله : جيتها بعد هالسنين كلها بعد م كلتها النار ؟ ما بتلقى الا الرماد ان بغيته خذه و الا خله للرياح
يشد بيديّ والدته على وجهه و يشتمها ثم يقول : يمه ادعي لي انها ترضى والله اني ما اشوف من الدنيا الا هي

يخرج إلى غرفته
يدخل بهدوء و يلتفت حوله لا أحد
يخرج ملابسه من الخزانة و يدلف لدورة المياه

تجلس اليمامة على الكنبة المنفردة في غرفة ياسمينا ، بينما الأخرى تتربع أرضًا أمام طاولةٍ عليه بعضًا من الأوراق
تقول ياسمينا : شرايك تحلين الورقة ذي دامك فاضية ؟
تبتسم اليمامة : لا طبعًا الشاطر يحلّ لنفسه
تبتسم لها ياسمينا : اشرحي لي طيب لو انك فاهمة
تنزل إليها اليمامة و تبدأ بالشرح
فمرةً تتجادل معها على حلِّ مسألة و مرةً تشرح

يدخل سند متجهًا نحو اليمامة يقول بضجر : خلينا نرجع بيتنا هنا مو حلو
تقول ياسمينا بصدمة : افااا ليه ؟
تبتسم اليمامة : وش فيك ؟
يميل سند على كتفها : مافي احد العب معاه و هذاك اللي اسمه رشاد م يوديني البقالة
تقول ياسمينا : رح علم جدو عليه يخليه يوديك غصب
اليمامة : يمكن مشغول عشان كذا م وداك لما يجي بابا قله يوديك
يعتدل سند و يقابل وجهه اليمامة و هو يضيّق عيناه كمن يكتشف شيء ثم يقول : علميني انتي تحبين بابا والا لا ؟
يحمّر وجهه اليمامة و تنفجر ياسمينا ضحكًا ثم تقول : سنودي وش ذا الكلام ؟
يقول سند : بابا زعلان لانه ماما ما تحبه
تقول اليمامة و هي تقف ب احراج و تأخذ ب يد سند : بابا دلوع يزعل ع اي شيء
ثم تلتفت الى ياسمينا : اذا بغيتي شيء تعاليني
تبتسم ياسمينا : مزعله اخوي و هاربه عندي يعني اقول روحي شوفي اخوي الدلوع بس انا ادبر اموري
تبتسم اليمامة ثم تأخذ علبة المنديل و ترميه عليها : سدي حلقك يالورعه


نبتعد قليلًا من هنا
هناك على رفّ الحب قلبين تلفهما شرائط الحنان
وربما الجُنان
يدخل بغضبٍ عارم : ليه تاركه جلالك هنا و نازله بدون شيء ؟؟
تجيب عليه : كنت اظن بس عمي هنا
يمسك يدها بقوة و يتحدث بغضب مكتوم : مره ثانية لعد تظنين و بتطلعين خذي جلالك معاك
يتركها و يخرج ، تجلس بتعب كثير الغيرة دائم الغضب و يعود بعد دقائق يعتذر

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now