ثلاثُ ليالي

Start from the beginning
                                    

وضعَ آدم أصابعهُ بينَ خصلات شعرهِ الأسود الطويل نوعاً ما، وبَعثر شعرهُ بطريقه عشوائية تنمُ عن الانزِعاج وتمتم بصوتٍ مبحوحٍ خافت بعدما سَمِعَ رنينُ الهاتف "من الذي يتصلُ فَجراً"

رَفعَ الهاتفُ ليِرى أن الاتّصالَ واردٌ من صديقِ عُمره فردّ عليه دُون ترددّ "مالذي أتى بي في عقلكَ في هذه السّاعةَ يا بنيامين"

أجابهُ صوتُ صديقهِ مُتردداً "بِتّ لا أحتملُ هذا الحُلم ، أراكَ منذُ ليلتين مع .."
قاطعهُ آدم عاقداً حاجِبيه بِفضول "أفعى"؟
سكتَ بنيامين لثوانٍ ثُم قال باستغراب "نعم، كيفَ عرفتَ ذلك"

"الحُلُمُ يُراودني منذ تلكَ الليلةِ المشؤومة من ليلتين" قال آدم بامتعاض

"كانَ يجبُ عليكَ ألّا تقتُل تلك الحية اللعينةَ في الغابة، أخبرتُك ألاّ تفعل" قالَ بنيامين بشيءٍ من الحَذر

أجابهُ آدم بامتعاض "أكان من المُفترض أن أترُكها حتى تنقضّ علينا؟"

صمتَ بنيامين لمدةٍ ليست بالقليلةِ ثُم قال "أعرفُ مُعبر رؤى لا يُخطئ أبداً، ما رأيكَ أن نذهبَ إليه بعدَ شروقِ الشمسِ بالكامل"

"لا داعي لذلك، مجرد كابوس وسينتهي، أمرٌ طبيعي" أجابَ آدم بشيء من البرود الذي يُخبئ وراءهُ قلقاً كبيراً

قال بنيامين بانفعال وبدأت نبرة صوتهُ بالعُلو "أَمِنَ الطبيعي أن نرى نحن الاثنان الحلم نفسه! سأكونُ لديكَ في السابعة لندهب معاً ولا تُجادلني في ذلك"

تنهّد آدم موافقاً على مَضض ، فلم يَكن آدم من المصدّقين بتعبير الرؤى، لكن ماقاله صديقهُ صحيح، فكيفَ لهما بأن يريا المنامَ نفسه وفي الوقت نفسه !

السحر الأحمرWhere stories live. Discover now