١٦. شَجرةُ الاعدام.

Start from the beginning
                                    

تسللت بأعينها بحثاً عمّا ينظرون اليه، ثم اتسعت كالمروج و هي تلاحظ حبال مشنقةٍ معلّقة بأغصانها المنخفضة.

حبالٌ تلتف حول اعناق الجثث كقلائد شرف... جاعلةٍ اياها كثمارها المشؤومة.

هذا هو جزاء من يكسِر القوانين.

لفت انتباهها صبيّ مراهق يكادُ يناهز عمرُه الرابعةَ عشر، أصهب ركض فمر من جانبها بسرعة،  شقّ طريقه في الحشد بعنفٍ كي يقف مخدّراً امام جثّةٍ معلّقة من بينهم.

تقلّص بؤبؤه لدرجة انّه صار نقطة سوداء ضائعة في خُضرة عينيه، يحدّق بفاهٍ مفتوح الى جثّة الشّابِ المعلّقة امامه.

" لقد كان يعتبِره كأخيه... لابدّ ان كيران محطْم الان "
همسَ بعضهم من ورائها، استنتجت زارا ان اسم الولد كيران و انه كان مشهوراً كفاية ليعرفه الجميع هنا.

اعينه الخضراء امتزج فيها الحزن العميق مع الحقد الذي بدأ ينتشر بسرعة.

" ماذا فعل كي يتلقّى عقاباً كالموت؟ "

سألت زارا جوهان الذي كان واقفاً بجانبها يحدق بأعين غير مبالية للجثث المعلّقة.

" أراد الهرب مع المرأة المعلـقة بجانبه "

اجابها بعد لحظةِ صمتٍ طويلة بصوت فارغ ، حوّلت بصرها الى المرأة بجانبه فَشعرت بقشعريرة تنتشر كالبرق بِجسدها...

" جوهان، الامّ تنتظرك "

صدر صوت غير مألوف من الوراء، من شابٍّ بدا في مثل عمرها، كان اسمه اندر، و كان مساعدَ المرأة التي ينادونها الام... اي أعلى هيئة بين حراس البروج.

اسمُ الامّ كان بيترا، شابةٌ ذات بشرةٍ داكنة و جدائل كثيرة طويلة ، ذات عيون بنية متقاربة و شفاهٍ على هيأة قلبٍ... و رغم الوجه الملائكي الذي خُلقت به هذه الشابة، الا ان نظراتها الحادة كانت قد جرفت كل اللطافة معها.

كانت بِيِيترا امرأةً شابّةً في العشرِين و حسب من عمرِها، لكنّها حملَت على كاهِلها أهمّ مهمّة بينَ الكيانات.

حراسة الابرَاج التّسعة.

تأمينُ محاربينَ و أفضل عدّة قتال... الاعتناء بهم و حماية هذه الارض الشاسعة.

رغم ان حراس البروج تابعون ايضا لسلطة المونديجو عبر القوانين التي تشملهم جميعا، الا انهم نوعا ما اكثَر تحرّراً منه على عكس الظلال.

تربّى حراس الابراج على حماية القوانين و اتباعها بسذاجة عمياء.

في حين ان الظلال تعلموا كيفية استعمال القوانين لبلوغ غاياتهم و النجاة... و دون شكّ قربهم و اشراف المونديجو عليهم جعلهم عبيدا له لا للقوانين.

" اندر، دُلّ الانسة على غرفة الضيوف... اريد التحدث لجوهان على انفراد "

كان صوتها فصيحاً و قويا، و لكنتها تدلّ على ثقافتها الواسعة... امرت فأومأ اندر بطاعة ريثما هو يقود زارا للخارج.

Empty Crown | تاجٌ فَارِغWhere stories live. Discover now