الفصل الثاني عشر

ابدأ من البداية
                                    

ظفر بقوة كي يستعيد رباط أجاشه ثم سارا باتجاه المصعد بخطوات بطيئة فالوقفة كثيرا أرهقته.

استقل المصعد ومن ثم ضغط الزر الخاص بشقته وانتظر
وبعد أن انفتح المصعد ابتسم باستماع كي لا ينكشف أمره أو كي لا يفسد ما خطط له أمام الحية التي تقطن في منزله.

❈-❈-❈

في أحد الأماكن العامة يجلس كل من الحاج سعد ورؤوف ينتظران علي الهادي وشقيقته وصديقه فقد أخبروهم في الهاتف بأنهم يودون رؤيتهما.
وما هي إلا دقائق حتى أتوا وجلسوا برفقتهما.
رحب بهم الحاج سعد ثم طلب من النادل أن يحضر لهم المنجو فلقد رفضوا أن يتناولوا شيئا لكن الحاج سعد اختار لهم مشروبا كي يهدءوا قليلا.

وبعد ثواني أحضر النادل أكواب العصير والماء ومن ثم انصرف.
هتف الحاج سعد دون مقدمات: أنا عرفت كل حاجة يا جماعة وصدقوني زعلت جدا طبعا احنا عارفين ان ما فيش شماتة في المرض ولا في الموت بس لكل ظالم نهاية وربنا -سبحانه وتعالى-  يمهل ولا يهمل وكانت دي نتيجة أعمال حسام السودة.

أومأ الجميع موافقين على حديثه.
فاستطرد هو: ودلوقتي احنا الواجب علينا أننا نبلغ أهله وكمان أنا عرفت إن أنتم خدعوا كل اللي وراه واللي قدامه مش بطلب منكم أنكم ترجعوا له حاجة بس على الأقل ادفعوا له فلوس المستشفى اللي هو هيتعالج فيها.

هتف علي بجدية: فلوسو أحنا مش محتاجينها يا حاج سعد احنا ممكن نرجعها له.

فغمغم الحاج سعد: والله يا ابني هو مش محتاجها دلوقتي خلاص بعد اللي أنتم حكيتوه ده حسام محتاج رحمة ربنا بس لكن غير كده الفلوس مش هتعمل له حاجة
عموما اتصرفوا زي ما انتو عيزين يلا بقى اشربوا العصير قبل ما يسخن واتمنى ان انتم تبقوا تزوروني بلاش تقطعوا بيا مش عشان خلصت حاجتي من جارتي يبقى خلاص.

ابتسم الجميع على مزحته ومن ثم انصاعو لاوامره وراحوا يشربون العصير لكن بداخل كل منهم حزن شديد منهم من يعرف سببه ومنهم من لا يعرف.

❈-❈-❈

خلف مكتبه يجلس يراجع بعض الأوراق لكن بعقل شارد.
فبعد ما حدث بينها وبين زوجها السابق طلبت منه أن يتركها بمفردها وهو بدوره انصاع لطلبها لكن ما أسعده كثيرا أنها وافقت بشكل مبدئي عليه حتى إنها قالت هذا بشكل صريح أمام زوجها.
لكن هو ليس بالغبي فربما استغلت ذلك كي تبعد زوجها عنها.

ترك الأوراق بعنف فوق سطح المكتب ثم رفع سماعة الهاتف الداخلي وطلب رقمها وغمغم باختصار: مدام غزل -من فضلك-  تعالي لي ثواني.

لأنني أحببت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن