48

1.3K 18 1
                                    

.
.
شهُور مرّت لا واحد ولا اثنيـن خمسـه قضاها كل من ريمَا وعناد بالسفر للدول اللي في بـال كل منهم ، وكانت من اسعد الايام واللحظـات اللي عاشُوها
وكان اليوم الثالث من الشهر السادس هو موعد رجعتهم لتركيـا، تحديدا الخامسـه مساء
حطّت طيارتهم تحت سماء تركيا الغايمـه ، وهاجمت اجسادهم برُودة طقسـها من لامست اقدامهم ارضيّتهَا
حاوط ظهرها عناد وسحبها لتحـت ذراعـه وبلُطف نبرتـه اللي من دخلت حيـاته لحد هاللحظـه ما تغيّرت عليها ؛ لا تبرديـن خليك قريب منـي
ابتسمت بعُمق وهي تحاوط ظهره بيمينها ،
وعلى طلعتهم من المطار الا بصوت غيـث يعتليّ ويجذب اسماعهم المرتعشه وكامـل تركيزهم ؛ حمدالله على سلامتهم اللي مابغوا يرجعون لديار قلبـي ويحييُوني!
فلتت نفسها ريمَا من تحت ذراع عناد وتسارعت بخطواتها لحد غيث قلبها اللي استقبلها بلومـه المحبب على احتضانها له ؛ خمس شهور و3 ليالي !!
كيف طاوعك قلبك يابنت قلبي تبعدين عنّي!!
ابتسمت بخفـه ، وهي تبعد عن حضـه وتقبّله على راسـه ؛ عساها ترضيك وتخفف لومك والزعّل!
استنكر فعلتها وناظر لعناد اللي مثّل انشغاله عنهم ونظراته كانت بكل شي الا عليهم
وما شعر الا بيد غيث اللي يسحبه مع اذنـه ويهاوشـه بشبه حدّه ؛ وش هالعادات الجديده وش معلمّها بعـد!
ابتلع ريقـه عناد وهو يفكّ نفسـه بصعُوبه منـه ويناظره وهو يمسح على اذنـه ؛ وانت هذا انت شريّ مع احبابك ما تتغيّر، واذا حبّت راسك شفيها؟
رمقه غيث بنظراتـه الحارقـه وبوعيـد؛ حسابك مو هنا حسابك عند الجمـاعه اوريك
مثّل عناد زعلـه ؛ على الاقل استقبلني زي الاوادم وتحمد لي بالسلامه
رفع حاجبـه غيث بإعتراض وهو يمسك يد ريمـا ويسحبها معـه ؛ ماعندي لك لا حمدا على السلامـه ولا استقبال ، عندي لك العقاب اللي بيندمّك على افعالك
تمتمت له ريمـا بخفُوت؛حرام عليك خفّ عليه اخاف يأخد كلامك بجديه ، ترا ما ارضى عليـه
ابتسم غيـث اللي رجّع انظاره للخلف وشاف عناد يمشي وراهم وهو يجّر شناطهم بخيبه
ورجع نظراتـه لريما وهو يفتح لها الباب ويردف ؛ يستاهل خليـه ..
حارمني منك خمس شهور ويبيني اقابله بإبتسامـه
وفوقها كل شهر يقول لي هذا الشهر بنرجع ويكذب علي الكذاب
نطقت ريمـا على اقتراب عناد منـهم ؛ كان صادق بس انا اللي فجأه يطلع بخاطري دوله ثانيـه ونغير الخطـه
يرضيك يعني عشان يرضيك يترك بخاطر بنت قلبك شي
انت محرصه وموصيـه علي يعني لا تلومـه
قفّل الباب غيث عليهـا بدون لا يرّد وهو ينطق بتزفيره ؛ بس الرجال يكون قد كلمتـه ما يعطي كلمـه ويسوي عكسها على الاقل يعتذر عنهَا
حس عناد انـه يهرج ونطق على اقترابـه ؛ تكلمنـي؟
هزّ راسه غيث بالنفي وبتعقيد حاجب ؛ انتبـه لتصرفاتك وبس ومالك شغل فيـني
لامس عناد جديـة غيث بكلامـه بس ما حب يتجادل معـه او يزيد النار حطب وهو يردف بهدُوء ؛ اسف اذا ازعجتك .. بس لو ماعليك امر افتح الشنطـه بحط شناطنا
فتح الشنطـه غيث قبل يركب ودخل عناد الشناط بالسياره وقفلها
فتح الباب اللي قدام ورادف غيـث بالمرتبـه وكانت خلفه بالمقعد ريمـا ولأنه كان طُول الطريـق صامت ،كان صمتـه مزعج لريمـا اللي كانت تسولف طول الوقت مع غيـث وعناد ما يشاركهم بأي شي
وقف غيـث أمام المكـان اللي متجمعيـن فيه كلهم
ونزل وكان بينزل عنـاد وراه لولا نبرة ريمـا اللي استوقفتـه ؛ عناد
التفت عليـها وبعذوبة نبرته ؛ لبيـه .. تبين شي ؟
عضت على شفتها بضيـق ؛ لا تاخذ كلام غيث بخاطرك تراه يعاقبك على غلطي انا
ابتسم عنـاد ؛ مابينـا انا وانتِ .. ولا تهتميـن انا اعرف كيف اتصرف معـه وارضيـه
تنهـد بضيـق ؛ متأكده انك بترضيـه ، لكن انت من يرضيك؟ مو عاجبني حالك اللي انت فيـه !
نزل من السيـاره بدون لا يجاوبـها ، وهو يفتح الباب من جهتها ، ساعدها تنزل وهو يمسـك يدها ، ويركز عيـونه بعيونها المشغولـه بحالته وبوضعـه واردف يطمنّها؛ صمتـي مو زعل ولا حاله ينشغل بالك فيها ، صمتـي احترام لردة فعل اخوك اتجاهـي ومتى مابرد خاطره بتلقين خاطري زين قدامـه
لكن ما يعني ان حالتـي بتستمر بغيابـه ، فلا يبقـى بداخلك يا الريـم وتنسين تستمتعيـن بأسبابه !
شدّت على مسكتـه لها ؛ بس هذي ثاني مرّه اشوف غيث كذا إتجاه اشخاص يهمنُونه وهالشي ما يعجبنـي
مشـى فيـها لحد غيث اللي كان قبال المدخـل وينتظر منهم يفتحُون لهم
والتفت غيث على نبرة عنـاد ؛ ترا اختك حسـاسه تصرّف !
وفورا سقطت عيُونـه على ملامح ريمـا اللي طفت بعد ما كانت مبتهجـه قبل لحظـات ؛ ما تمشـي علي هالحركـات ، وخصوصا اتخاذ طرف الزوج على الاخ بعد الزواج
توسعـت عيُون ريمـا بصدمـه وبشبه انفعال ؛ غيث خيـر ! زودتها تراك
انفتح الباب ودخـل غيث متجاهل كلامها والرد عليـه ، ناظرت بعناد ؛ وش الحل معـه ماينفع معـه اي شي
ردّ عليها عناد ؛ وتعلميـني فيـه ، المواقف القليله اللي جمعتنـي فيه خلتنـي اعرفه زين وخصوصا اتجاه اختـه
دخلوا وراه وعلى دخلتهـم الا بصوت غناء عزيز ينتشر و يعتلـي وهو يغني متناغم مع عزف سيّـاف وهو يمشُون بإتجـاه عنـاد وخلفهم عمـاد وسمى وليليان ونادين وجُود
" هلا يا مرحبا وأهلا، هلا بالغالي المفنود
هلا به يا هلا وأهلا، اللي في خافقي مغلاه
هلا ويا مسهلا ورحبت، به ترحيب عد النود
هلا باللي زها داره، وداري وتركيا مرباه
هلا يا مرحبا وأهلا، هلا بالغالي المفنود
هلا به يا هلا وأهلا، اللي في خافقي مغلاه
هلا ويا مسهلا ورحبت به، ترحيب عد النود
هلا باللي زها داره، وداري وتركيا مرباه "
انتهـى عزيز من غنِائه وترحيـبه متزامن مع انتهاء عزف سيّاف ليردف الكـل بصوت واحد من غيـث الى جُود وبجمله وحده " نورت تركيا نورت برجعتكم "
انتشر صوت التصفيق والتصفيرات والترحيبات الحاره واختلط بجُملة غيث اللي رماها على عنـاد؛ وهذا العقـاب اللي ينتظرك سيّد عنـاد عساه اعجبك!
ما امداه عنـاد يستوعـب جُملته والترحيب اللي شافه منهم الا يلمح اسفهلال خاطـره ويشعر بإحتضانه له بحراره ؛ الحمدلله على سلامتك ياعنيد
ابتسم عناد بعدم استيعـاب على كلام ريمـا اللي كانت تحت تأثير الي شافتـه ؛ قسم بالله انـه مشى علي حتى انا عبالي عقاب صدق وربي حمار انت اكرهك
ابتسم غيث وهو يسحبـها له ؛ وكان لازم تصدقين عشان يصدق هو .. اصلا ساعدتيـني احول الموضوع لجديـه
والا كان هالغبـي ما مشت عليه
ضحك عناد بخفـه ، والتفت على نبرة سيّاف ؛ يا مجرم خمس شهور ما بغيت ترجع!!
حضنه عنـاد ، على احتضان ليليان ونادين وسمـى وجُود لريمـا وكلهم بنفس الوقت وكانت شويّ وتختنق بينـهم لين ما سحبها عناد من بينهم لحضنه ؛ ياليل الدفاشـه تعلمو تكونون رقيقات زي رقتها شوي شوي وبالدور وش هالهجوم الساحق
رمقته جُود بنظراتها وبشبه صدمـه ؛ اخص ياهو بخمس شهور بس قضاها معها وباعنا ، صدق مالك صاحب ولا خوي
وبحلطمـه من نادين ؛ انتِ من حضنه لها اغسلي يدك وكأن اللي حوله وحووش مو اهلها وش ذا الخوف ياساتر !
ليليان اللي كانت نظرتها تختلف عن نظرتهم وايجابيـه بعض الشي نطقت ؛ قصدك وش ذا الحُب ما شاء الله شوي ويخبيها بصدره الله يرزقنا مثله
ناظرها عزيز وتلفظ بدون لا يشعـر بنفسه ؛ ليه ست ليليان مو عاجبينك احنا حاطه عينك على حب غيرنا!
انحرجت ليليـان وبدفاع من عمَاد ؛ اقول اش انت الا اختي عاد ما تقصد بس وش فيها لو مدحت اثنين حلوين مثلهم
ناظرته ناديـن بصدمه ؛ اقول انت هيه لا تنسى نفسك وقدامي بعد
ابتلع ريقـه عمَاد وانتفض داخله وهو يوجه نظراتـه لسياف ؛ الله يسامح زوجتك بس وش ذا الشراره اللي اشعلتها ، بدال لا نرحب فيهم بينتهي يومنا مفارقين
زوجاتنا
ضحك غيث اللي سحـب سمى عنده ؛ الحمدلله على عقل زوجتي بس والله يعينكم
رفعت حاجبها سمَى بغرور وناظروها ليليان وجود ونادين وبصوت واحد ؛ والله هذي اللي مالها صاحب جد
تبسمّت ريمَا واردفت ؛ ياحلوكم قسم بالله اني اشتقت لكم
ناظرتها جُود وهي تنطـق ؛ انتِ بس خليه يفكك ونعلمك كيف ننهي شوقك
شدّ عنَاد عليها ورفع حاجبـه بالنفي؛ما راح اتركها لكم لا تحلمون
ناظرته ريمـا وهي تقرصه مع ظهره وتمثـل التفاتتها للخـلف وهي تهمس قريب من سمعـه ؛ لا تحرجني ترا ماسكـه نفسي بصعوبه
ابتسم عناد ورد عليها بذات همسهـا ؛ لك السمع والطاعـه ياريمـي
ارخى بإحتضانـه لها ومن بعده حررها ونطق بهدُوء ؛ لعيون الريم بس تركتها لكم
رمقته نادين بتعقيد ؛ عشتو يا قيس وليلى على غفله!
اردف عنـاد بثقه ؛ ولاهم شي عندنا اصلا .. حنا معنى الحُب وحنا اصله عندك اعتراض؟
استسلمت ناديـن عن محارشه وهي تتقدم لحده ؛ عليك سوالف بس لو تتركها
ضحك عناد وهو يحضنها لصدره ويتسائل عن حالها ؛ عساك مبسوطه ومرتاحه؟
ابتسمت وماردت وهالشي اثار قلق عناد اللي تلفظّ بخوف ؛ لايكون عماد مزعجك عشان ادبّه!!
ضحكت بخفّه ؛ لا ياخوي ترا مثلك انا ماني هوينه مارحت بعيد ما اسمح لإبن امـه يأذيني ، لكن عماد ما تجهله كيف يداريني
ابتسم بإرتياح ؛ اي زيـن ، عبالي بعد
نطقت جُود بغيـره مازحـه ؛ لك الله ياجود الاول ريما والحين نادين وانتِ بالكاد تنشافين ، اي متـى يجي دوري اخوي!
ضحك عنـاد ؛ انتِ مالك دور انتِ اول احباب عنـاد واهمهم بعد لا تنسين وما تجين عناد بنفسه يجي لك
نزلت دمعتها رغم مزحتها معـه لكنه مازال عناد اللي يبين اهميتها عنده بكل مكان وزمان وما يهون عليـه ابدا انها تتأذى منـه
سحبها لحضـنه وقبّل راسها ، على ابتسامـة نادين ؛ الشي الوحيد اللي صعب الواحد يوصل له هو مكانة جُود بقلب عناد ، الحمدلله انه اخوي بس راضيه
ابتسمت سمـى وهي تفلت نفسها من غيث وهي تحاوط نادين وريمـا بنفس الوقت وتسحبهم معها
وامّا غيث وعماد وسيّاف وعزيز راحو تاركين عناد ياخذ راحتـه مع جُود
واول ما اختفو ابعد جود عن صدره وبهدُوء ؛ اخباركم ؟
استغبت جُود وسوت روحها ما فهمته ؛ اخبارنا قصدك ميـن انا وعيالي؟
عقد حاجبـه ، وابتسمت بخفـه ؛ كلنا بخير والله ابشرك ..
بس ادري ان مالي حق لكن ابي اطلبك زور امي وتطمن عليها والله تعبت من بعدك حتى لو ما كنت ولدها الحقيقي لكنها امّك وانت اول فرحتها
تنهّد بضيـق ؛ ان شاء الله ، واكون صادق معك ياجُود ، مازال خاطري ماطاب من ناحيتها وناحية ابوي لكـن حق التربيـه بوفيه بأي ثمـن ، وغير اني مشتاق لميس بروح اشوفها واسلم عليها
ابتسمت بهدُوء ؛ هذا العشم ياخوي هذا العشم والله
...
.
مرّ الوقت عليهم وهم مو حاسيـّن فيه من شدّة فرحتهم والوقت الممتع اللي قضوه برفقـة بعضهم
لين حـلت السـاعه العاشـره مساء
جلست ريمـا وسحبت سمـى معها وجلسّتها جنبـها وبدت تأخذ كامـل اخبارها واخبار غيث بغيابهم ، واكثر شخص جلست تسأل عنـه ، كانت الغيم وكيف تأقلمت بعد بُعد ريمـا عنها وكيف شرحت لها سمـى صعُوبة الوضع عليها ولحد الحيـن تشعر بشعُور الغيـم وكيف هي فاقده ريمـا
لدرجـه طبعت لها صور ريمـا وخلتهم معها وصارت تشوفهم بكل وقت
وبالوقت اللي كانو فيـه يسولفون عنها صحت الغيـم من نومتها وطلعت لهم ، شافتها سمـى وابتسمت ؛ صحت غيمتنا على طاريها
ابتسمت ريمـا وهي تخبـي راسها خلف سمى وبخفوت ؛ بشوف تلاحظني وتجيني او لا
ضحكت سمـى بخفـه ؛ م اعتقد لانها ما تدري انك موجوده .. بس بتسحب علينا وتروح لابوها صدقيني فلا تتأملين لانها قاهرتني تحب ابوها اكثر مني .. يازين سحابي بس
ضحكت ريما بخفه على حلطمة سمى وهي تبعد عنها ؛ اوما اجل صايره ما تعترف فيك
تنهدت سمـى ؛ يختي صايره عوبا واهاوشها فصارت تكش مني عكس سحاب وبدر ، وغيث ما شاء الله الاب المُدلل والخراب بنفس الوقت
الغيم كانت تمشي بخفه وتتلفتت حولها تدوّر على ابوها .. وزي ما قالت سمى ما تعترف فيها بوجُوده
، لكن انصدمت من خطواتها وهي جايـه ركض بإتجاها
ابتسمت سمى بغرابه واردفت بأمل وهي تفرد ذراعينها وعيونها مابين ريما والغيم ؛ شكل غيمي راضيه علي معقوله تخطت ابوها عشاني!
ما امداها تنهي جملتها سمى الا بغيـم ترتمـي بحضن ريما ، تحت اندهاش وصدمـة الثنتين
وتحت ابتسامـة غيث اللي كان معطي الغيم خبر بوجود عمتّها واللي كانت تجهل عنه سمـى
حطت يدها على كتفها ونطقت بصدمه ؛ كيف عرفت بوجودك ، بسم الله ؟
ضحكت ريما اللي احتضنتها بقوه وهو تبوّسها بكل مكان ؛ دليلها قلبها اللي يحملني بوسطه اكيد
ضحكت سمـى بإستنكار ؛ ما شاء الله الله يرزقنا ، انا لازم احسن علاقتي معها احس غرت خير بنتي وتحبكم اكثر مني ، مايصير
تعبي فيها وين راح الخايسه !
ضحكت ريمـا بخفه وهي تبعد الغيم عنها وتجلسها بحضنها لكن الغيم عارضت هالفعـل منها والتفتت ورجعت تحضنها ، وكأنها تبي تعوض الفتره اللي قضتها بدونها
حركتها العفويـه اللي صدرت منها خلّت ريمـا تشعر بأهميتها عندها وكيف نزلت دمعتها لأنها مثل ما وصفتها سمى ماقدرت تنساها
وما كان امام ريمـا الا انها تبوسها مع خدّها بقوه وبلُطف نبرتها ؛ يارب احفظ لي بنت قلبي
ضحكت الغيـم ببراءه واللي استشعرت ان بوسـة ريما لها دغدغـه مو بوسه وهي تبتعد عنها وتناظرها ببراءتها ، وكانت تبي تتكلم لكن لصغر سنها كان صعب عليها ، التفتت لابوها اللي شعر فيها وفهمها وجاها .. وجلس قبالهم ونطق يلقّنها الحرُوف .؛ ع م ه
كررت الغيـم وراه ؛ امّه
وكمّل غيث ؛ ريما
وردّدت وراه الغيـم ببراءه؛ ايما
ورغم عدم نطقها الصحيح لإسم ريما لسنّها الصغير الا انّ ريما استلطفت منها كلمة " امّه " واللي تعني فيها عمّه وكيف جابتها من اقصاها وحسّت روحها تطير من سمعتها ، دفنتها بصدرها وهي تنطق ؛ ياربي انا هالغيم بأكلها ، بأكلها
ضحكت الغيم بعلُو من شعرت بعضات ريما الخفيفه لها واللي مثلت انها بتأكلها فيها
وهالضحكـه كانت ارق شي يلامس قلوبهم ويخترق مسامعهم مما اجبر ثلاثتهم يدعوه بنفس الدعوه" يارب تديمها "
جلسّتها ريما بحضنها ، على قومـة غيث وجلسته بجنب سمـى ، وهو يهمس قريب لسمعها وكان ملاحظ غيرتها ومشاعرها الغريبـه ؛ ما يكفيك ماخذه قلبي معقوله ما اغناك عن قلب بنتي؟
كان ينطق بجملتـه وهو قريب منها بالحيـل وانفاسه تضرب على عنقها اللي حست بقشعريره فضيعـه تحتويـه ، ومن شدة رجفتها من اللي سمعتـه ومن قربه ومن خوفها من جرأته ونسيانـه لنفسه ، ضربته على بطنه بخفـه واول ما ابتعد ناظرت فيـه بحرارة عيُونها ؛ مستغل ما تتوب
مسك يدها وبضحكـه خافتـه سرقت قلبها عن كل اللي حولها ؛ احب استغلك احب كل شي ينتهي بك لانه يسعدني ، وانا الزم ماعلي سعادتي صراحةً
تبستمّت بقّل حيله وهي تشدّ على يده اللي مسكتها وتمسح عليها ، وكانت بتتكلم لولا الصوت اللي اعتلى وكان صوت عزيز وهو ينادي على الكل ؛ بنلعب لعبـه اختاروا اي مكان واجلسو فيـه
عند غيث ، والا عند عناد وسيّاف المهم بمكان واحد وقراب من بعـض
رفع نبرتـه عماد بهدُوء ؛ وش لعبتك عشان اعرف اذا تغيير مكاني يسوى او لا!
ردّ عليـه عزيز بهدُوء ؛ اعتقد من مهنتك تحب تعاق عشان تعاقب غيرك
قام عماد من مكانه ونطق بثقه وكأنه ما راح يخسر ؛ جوي والله ، يلا نروح عند غيث لأن المكان اوسع وبيكفينا كلنا
سيّاف وعناد اللي ماكانو متحمسيّن لكن من لمحو الثقه بصوت عمَاد ، شعروا بالتحـدي واردف عناد ؛ خلنا نقوم بس ونكسر غروره ، خله يعرف من عناد وسيّاف
ضحك سيّاف وتبعـه ، وكلهم اتخذوا مكان خاص فيهم
لين رتبهم عزيز وبالترتيب المناسب واللي كان الكل يجهل اهميـة مشاركة البنات معهم
ولما اعاد ترتيبهم عزيز ، حطّهم بالترتيب المناسب وعلى شكـل دائره
ريمـا على يسارها غيث ومن ثمّ سمـى ، وعلى يمينها عنـاد ، وعلى يميـن عناد جُود ، واللي على يميـن جُود سيّاف ، وجنبـه عماد ، ومن ثمّ ليليان ومن ثمّ عزيز اللي كمّل الدايره واصبح على يسار سمـى
والكل استغرب من الترتيب وصابهم فضُول اي لعبـه ، راح يلعبّم
اخد يتلفت حولـه ، وشاف علبـة المويا اللي واضعتها ريما امامها واردف بهدُوء ؛ ريما اذا ممكن العلبه اللي قدامك ارميها عليّ
عناد بإعتراض ومن شدّة غيرته نطق ؛ تخسي تشرب من موية زوجتي ما بقى الا هـي تشاركني سورها!
الكل انفجر ضحك عدا ريما اللي دفنت نفسها من الاحراج ووقفت الغيـم امامها تعزل انظارهم عنّها
نطق غيث بهدُوء اللي خمّن مقصد عزيز ؛ عناد ترا يقصد انه يحتاج العلبه عشان اللعبه ما راح يشرب ياغيور
رفع حاجبه عناد بإعتراض ؛ حتى ولو مافيه
اخذ العلبه وناظر لريما اللي تناظره من خلف الغيم وتتحلف فيـه ، لكن عناد مايهمـه ، يحبها وهذي طريقة حُبه ما يتنازل عن اي شي يرتبط فيها ،
فتح العلبـه وشربها دفعـه وحده ، ومن ثمّ قفلها ورماها على عزيز ؛ هاك الحين تقدر تأخذها
تعقدت حواجب عزيز ؛ يع رجعت عناد الكريه الاول .. الحب ما سوى فيك خير لا الاول ولا الثاني
الكل انصعق من كلامـه ورغم انه قاله وما يقصد فيه شي لكن حرك بقلوب اربعتهم شي منتهـي
الغيره والحب الصعب اللي استدركوه كل من عناد وسمى وغيث وريمـا وبصعُوبـه
وانجبر عناد يرّد عليه ويوضّح من شاف انقلاب حال اربعتـهم ؛ زلّة لسان ما يقصدها
نطق عزيز بنبرة متسارعـه وبلكنـة اعتذاز ؛ اي وربـي ما اقصد شي طلعت مني بدون قصد اسف
الكل ما يجهل اللي عاشوه كلـه لكنه ماضيّ بالنسبه لهم وانتهى ، وحبّ سيّاف ينهي الشرارات اللي حس فيـها بعيونهم ونطـق ؛ عزيز اشرح لنا قوانين اللعبه
هزّ راسه عزيز بـ " طيّب " وهو يتأمل العلبه الفارغـه من الوزن وبدا يشرح اللعبـة اللي بيلعبونها
اللي تطيح عليه جهة الغطاء هو اللي بيجاوب ، والجهه الثانيـه هو اللي بيسأل
لكن من الحيـن عندكم خيارين لا ثالث لهم ، تسوون التحدي او تقولون الصراحه ، اللي عنده اعتراض من الحيـن يطلع !
الكل ما ابدأ اي اعتراض ، وهالشي سمح لعزيز
يحط العلبه بالوسط ويثبّت يده عليها وينـطق " يلا اجل بسم الله " ودوّرها زي العجلـه
وبعده بلحظـات ، جهة الغطاء اصبحـت امام غيث ، والجهه الأخرى كانت من نصيـب ليليـان
واللي شعرت بنوع من التوتر لأن مالها علاقـه بغيث ولا تمُون عليـه ، وما حبت انها تسأله او تقُوله شـي
ناظرت بعزيز اللي فهمها مُباشره واردف ؛ كانت تجربـه بس
ورجع وثبتها وحركّها من جديد ، وتوقفّت هالمره وكان اللي نصيبه يجاوب سمـى ، واللي يطرح السؤال او يطلب التحـدي عناد
كان الوضع موتر بالنسبـه للإثنين ، لكن عناد كان جريء وما حب انـه يخليها تشعر باللي شعرت فيه ليليان وسألها ؛ صراحه او تحدي؟
ردّت عليه بهدُوء ؛ صراحـه
ابتسم ، وبدون تردد طرح سؤالـه عليها ؛ هل مريتي يوم بلحظـة ندم على احد قراراتك؟
كانت فاهمـه سؤاله ومغزاه ، وجاوبتـه مُباشره بإبتسامـه ؛  كل قرار اخذته لحد اليوم كانت نهايتـه اجمل من المتوقع عشان كذا لا ما حسيت بأي ندم صراحةً
ابتسم عنـاد لانها فهمته وجاوبته الجواب اللي تمنـى انه يسمعـه ، لأنها بينت له انه نجح برعايـة الأمانـه اللي انتركت له المهم انـه وصلّها لطريق سعادتها ، وبنفـس الوقت كان سؤالـه لبث روح الإطمئنان داخل قلُوب كل من ريمـا وغيث
نـطق عزيز قبل لا يحرك العلبه للمرّه الثالثـة " حلوين حلوين "
هالمّره صار نصيب السؤال او الطلب لغيث ، واللي يجـاوبـه عماد
ابتسم غيث وما راح عن باله كلام عماد وثقته وغرُوره وابتسم  بخباثـه  ولأنه كعادته مستغّل للفرص صعب عليـه ما يستغـل هالفرصـه ويحرجـه ؛ مابكون مثل عنـاد واخيّرك ، لا بعطيـك تحدّي واذا انك قدّه سوّه
رفع اكتافـه عماد بثقـه ، لكـن استكمـل غيث ؛ خل في بالك اذا ما نفذته راح تعاقـب
ما اظهر عمـاد اي ردّة فعـل عن تردده او عدم ثقتـه ، وهالشي اجبر غيث يكُون جري في طلبـه وهو ينقل نظراتـه ما بينهم ؛ ناقصنا شخـص واحد واعتقد تعرفه ، ابيـك تروح وتجيـبه لكـن شرط انك تحمـله على اكتافك
معك ثلاث دقايـق بس
قام عمـاد اللي ما تردد ثانيـه ، ودخل للداخـل وشافها مشغوله بالتؤام " ريناد وعناد "
توجّه لحدها وابتسم ، ودنى منها وهمـس ؛ اسف على اللي بيصيـر ، لكـن مضطر لإحراجك قدامهم
ناظرتـه بعدم فهم واستنكرت اللي تسمعـه منه ؛ هاه !
ابتلع ريقـه وبتوضيـح ؛ كنا نلعب لعبه وصار من نصيبي اسوي تحـدي ، وانطلب مني اني اطلعك معـي لكن وانا حاملك فوق اكتافـي وا..
قاطعته هزّت راسها بإعتراض : لا خير عمـاد استخفيت ماني بزر تشيلني على اكتافك مو حلو شكلي قدامـهم
ضحك عمـاد ، وبخباثـه اكثر ناظر فيـها تحت توترها ومخاوفها .

احباء تحت المطر ☔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن