جزء 11

22.5K 155 68
                                    

تضم رجليها بقوة وكأنها تخفي ذلك العار الذي ستعرفه الطبيبة بعد قليل ....
تنهدت فاتن بثقل تعد الوقت ثانية بثانية لتخرج من هنا فهذا المكان أطبق على نفسها بل وخنقه بشدة ....
تطوعت الطبيبة قائلة لها باستغراب وهي تلاحظ ذلك القلق البادي على ملامحها الطفولية:
(إذا ما هي مشكلتك صغيرتي ؟)
أجفلت فاتن بخوف على صوت الطبيبة يسألها للمرة الثانية فالأولى لم تستطع الرد وكأن لسانها انعقد لكنها الآن فتحت فمها بصعوبة ترد عليها بتلعثم :
(أعاني من آلام في مكان الرحم على ما أظن وكل يوم أجد بقع دم على ملابسي رغم أن دورتي الشهرية انتهت منذ ثلاثة أو أربع أيام )
أومأت الطبيبة بتفهم تحاول معرفة مشكلتها ثم أعادت سؤالها بلطف :
(كيف هو لونها غامقة أم فاتحة ؟؟ )
بدأت تفرك فاتن يديها بتوتر أكبر مجيبة إياها بخفوت :
(أحمر عادي ومرات يكون غامق قريب للأسود )
إبتسمت الطبيبة بمودة رافعة يدها وهي تشير للسرير الطبي ثم قالت لها بهدوء :
(تفضلي صغيرتي بعد الفحص سأعرف تشخيص حالتك لأن حسب كلامك لم استطع تحديد المرض بدقة إكشفي عن منطقة الألم هناك واستلقي أنا آتية  )
بدأ فاتن قلبها يعصف بجنون ستكشف أمامها أنها ليست عذراء ابتلعت ريقها بتوتر ثم نهضت متجهة للسرير التي أشارت إليه بعد أن نزعت سروالها الداخلي ولحسن حظها ارتدت فستان طويل
واستلقت عليه  تراقب السقف بخوف
لحقتها الطبيبة تنتعل قفازاتها البيضاء وتضع قناعها الطبي المزرق لتجلس على الكرسي المتحرك مقتربة نحوها
رفعت الطبيبة رجلي فاتن وأثنتهما ثم فرقت ما بينهما ببطأ لتسلط الضوء نحو مهبلها تحاول معاينته بإتقان
كانت الطبيبة تحاول التركيز وقد كان كل شيء يبدو بخير من الخارج.....ثم بدأت تلمسها بروية....
هناك انتفضت فاتن بذعر لكنها حاولت الحفاظ على ثباتها....
ضيقت الطبيبة نظرها في لحظة وهي ترى شيء غريب....كانت عندما تضغط على المنطقة تشعر بشبه خواء رخو  من جهة وصلابة من جهة أخرى....
تريثت قليلا قبل أن تفعل أي شيء خاطئ ثم أحضرت الضوء اليدوي الخاص ووضعت نظارتها المكبرة مقتربة مجددا....
بدأت فاتن ترتجف بشدة وقد عرفت أن كل شيء سيكشف ....
لاحظت الطبيبة إرتجافها وتوترها بداية لكنها حاولت متابعة عملها...وبعد ملاحظات صعبة إبتعدت عنها أخيرا وهمست بخفوت مبتسمة مجددا :
(إنتهيت صغيرتي إرتدي ملابسك ورافقيني المكتب )
زرعت تلك الإبتسامة بعض الثقة في قلب فاتن فنهضت بارتجاف ترتدي سروالها متجهة وراء الطبيبة لتجلس على الكرسي أمامها تراقبها بتوتر
تنهدت الطبيبة ببطأ لا تعرف كيف تبدأ الكلام ثم لبثت أن قالت بهدوء:
(هناك تفاصيل لن أسالك عنها )
هناك عرفت فاتن أنها قد انفضحت بالفعل فأخفضت رأسها بخزي تفرك يديها ودمعة سائحة تريد النزول
(أنظري صغيرتي ليس من الخطأ أن تخطأ لكن من الخطأ أن لا تصحح خطأك إذا لا تتعبي نفسيتك على شيء سبق ومر بل فكري كيف تتخلصي و تمري عبره )
بقت فاتن صامتة ترفض النظر إليها أو البوح بكلمة لكنها بعد فترة أومأت ببطأ....
أشفقت الطبيبة لحال الفتاة المسكينة تبدو نادمة وخائفة بشدة ثم أكملت بصوت حنون :
(أظن أن الحياة منحتك فرصة فحالتك من الحالات النادرة )
رفعت فاتن عينيها الدامعتين تراقب الطبيبة بإستغراب مابها حالتها ؟
وقبل أن تسألها أجابتها الطبيبة بتفهم :
(سبب بقع الدم هي إلتهابات على مستوى عنق الرحم نادرا ما تحدث بسبب الجماع الخاطئ أو جفاف المنطقة لقلة إفرازاتها وبعد الملاحظة وجدت أن غشاء البكرة ممزق )
شهقت فاتن بصمت وقد توقف تنفسها لا تعرف كيف تسترجعه لكن الطبيبة واصلت كلامها بخفوت :
(لكنه ممزق جزئيا إنه من النوع السميك وحتى نوع التمزيق غير طبيعي ما جعل العملية غير مكتملة أي اعتباريا مازلت شبه عذراء لن يستطيع الرجل التفريق بين الشبه  والعادية لأنه في كلتا الحالتين ستتلطخ القماشة البيضاء بالدم.....وأي نوع الفعل الذي قمت به بعد التمزق أدى لهذه الالتهابات....لكن سرعان ماتزول ليست بالشيء ً الخطير )
اتسعت عينا فاتن تدريجيا بصدمة  قائلة في نفسها :
(لأنه مزقه بأصابعه)
ثم همست بشفتين مرتجفتين :
(مازلت عذراء؟)
أومأت الطبيبة بابتسامة عريضة :
(نعم قلت لك لقد منحتك الحياة فرصة ثانية )
إبتسمت فاتن حتى تحولت ابتسامتها لضحك هستيري ودموع غزيرة تملأ جفونها
وبعد أن كتبت لها الطبيبة الأدوية وقاربت فاتن الخروج...
نادتها الطبيبة ببطأ فاستدارت فاتن مجفلة لتهمس لها بخفوت :
(الطابق الثاني الغرفة الأولى مرِ عليها )
ضيقت فاتن عيونها بداية لكنها سرعان ما ابتسمت خارجة من مكتبها وبعض الفرحة تغزو قلبها بعد فترة من الإكتئاب التي عانت منها...
أرادت الخروج لتخبر لجين بالأحداث الجديدة  لكنها تذكرت النداء الأخير للطبيبة ففكرت في نفسها هل تصعد أم تخرج ؟
.........................................................................
دخلت نهى المخبر الطبي بتردد بين الخروج ونسيان هذا الأمر ام الدخول والتأكد حتى يزول شكها ويرتاح بالها
وأخيرا اختارت الدخول....تقدمت نهى ببطأ ترى من هو موجود فوجدت صديقاها في الواقع أحدهما فتاة لا تطيقها لكنها حمدت ربها مئة مرة أنهما ليسا غريبان واقتربت منهما بثقة أكبر
رفع قاسم و ميساء رأسيهما لنهى الواقفة أمامهما التي إبتسمت بارتجاف قائلة بفتور :
(مرحبا !)
بادلتها ميساء الإبتسام ببرود بينما رد عليها قاسم بحرارة :
(أهلا نهى شرفتِ قسمنا كيف الحال )
ضحكت نهى بخجل ثم ردت بمودة:
(شكرا قاسم مررت من هنا ففكرت البقاء معكما قليلا بينما تنتهي الإستراحة المريرة )
تألقت عينا قاسم ببريق ساحر ليهتف بحماس :
(بالطبع بالطبع تفضلي كل الترحيب بطبيبتنا )
وجذب كرسي اتجاهها حتى تجلس عليه بينما كانت تراقبهما ميساء على مضض لتنهض ببطأ متجهة نحو الخارج دون كلمة أخرى.....
تحدق نهى في مذهبها باستغراب لكنها سرعان ما استدارت لقاسم مبتسمة ببطأ ثم همست بخفوت شديد :
(جيد أنها ذهب كنت أحتاج مساعدتك قاسم في شيء لكن لا أعرف من أين أبدا )
سعل قاسم قليلا ثم سألها بنفس خفوتها :
(تفضلي بالطبع وابدئي من النقطة التي تريدين )
تنهدت نهى بثقل ثم جذبت من جيبها كيس شفاف داخله سائل أبيض وقبل أن تنطق شيء ساد الإحمرار أرجاء وجنتيها لتحاول فتح فمها قائلة بتلعثم :
(لا أعرف ماهيته لكنني يجب أن أعرف أرجوك لا تسألني أكثر من هذا فالتوتر يقتلني والخوف ينهشني )
راقب قاسم عيونها ذات اللون العسلي الذي يميل للأصفر شاردا داخلهما واحمرار وجنتيها المنتفختين وارتجاف شفتيها المحتقنتين تعتبر نهى من جميلات القسم اللاتي تأسرانه 
حاول العودة لوعيه والتركيز على كلامها فأخذ الكيس من بين يديها ليرد عليها بتفهم :
(حسنا سأضعه تحت المجهر الإلكتروني ولنكشف ماهو )
وقبل أن ينهض هتفت نهى لامسة مرفقه :
(لا تخبر أحدا قاسم ثقتي بك بلا حدود)
أومأ قاسم وابتسامته تتسع وأحلامه كذلك
اتجه نحو المجهر الإلكتروني يضع اللينة اللزجة فوق الزجاجة المستوية ينتظر ظهور الصورة وهو ينظر من مرقاب المجهر بتركيز....
تفرك نهى أصابعها بقلق وقد اتخذت هذه الخطوة بعد مشاورة عقلها مئة مرة لكن الشك لم يستطع تركها تنام براحة.....
وبعد فترة زمن وقاسم يقلب في المجهر توقف مستديرا لها بإبهام ثم قال وصوته يعتليه نبرة استغراب:
(إنها حيوانات منوية ميتة منذ يومين او ثلاث لأنها لم تتلاشى كليا و افرازات أنثوية على الأغلب )
تنحنحت نهى حتى كادت أن تسقط من شدة الصدمة أمسك قاسم مرفقها ثم خصرها حتى لا تقع فارتكزت عليه تضع جميع ثقلها وقد توقف قلبها تتمنى فقط أن لا يكون الذي برأسها....
انفجرت فجأة في بكاء مرير و قاسم يربت على وجهها هاتفا فيها بهلع :
(مالذي حدث نهى ؟ أنت بخير ؟)
لكنها بقت صامتة ترفض أن تتحدث حول الأمر وبعد فترة من الزمن قد هدأت قليلا فرفعت رأسها نحو ملامحه القلقة وقالت :
(أرجوك لا تخبر أحدا عن هذا الأمر )
تمالك قاسم نفسه بأعجوبة ليرد عليها بخفوت :
(لن أخبر أحدا أعدك لكن ماذا حدث لم أستطع فهم شيء )
نهضت نهى دون الرد عليه متجهة للخارج تشتم بعض الهواء لربما ساعدها على اكتساب بعض من هدوئها السابق....
بينما بقى قاسم يراقبها بحيرة وفي قلبه بعض الأسى اتجاهها....
جلست نهى ببطأ خارج المستشفى تحدق للبعيد و هي تهمس في نفسها :
(هل يمكن أن تكوني فعلتها فاتن؟ لا لا ربما أبي وأمي....تبا هل أحاول إقناع نفسي أنا أتحدث عن شخصان تجاوز عمرهما الخمسين )
ضربت نهى وجنتيها بغضب ثم هتفت بدون إرادتها :
(تبا تبا أنت تقتليني فاتن أرجوكي لا تكون أنت ...أعلم أنك رقيقة هشة تخدع بسهولة....)
أخذت نفسا طويلا آلم صدرها ثم رجعت لمكتبها حاملة حقيبتها متجهة للمنزل......
.........................................................................
جالسة بحنق تحدق في الأستاذة تارة وفيه تارة أخرى....كانت هذه المدرسه بمثابة كآبة لها فمنطقتها السابقة ذات حماس باهر لا يخلو من المشاكل لكن ولحسن حظها أو بالمعنى الأصح لسوء حظها طردوها من المدرسه القديمة....
إبتسمت بشرود ناسية عيونها في اتجاه منير وهي تتذكر كيف طردوها بعد أن كادت تقتل أستاذتها....
لجين ذات الطابع الصعب الذي تعرضت لكل أنواع التحرش في طفولتها بل والضرب أيضا لكن أباها أنجاها في الدقيقة الأخيرة التي كانت ستضيع فيها بين السواد القاتم
مد يده لطفلته الوحيدة من المرأة الأولى على الأقل وعلمها فنون القتال
قد كاد يقتل زوجته لأجلها والكثير مِمَن لمسوا شعرة منها
هناك تغلظ قلبها ....و ماتت الليونة التي كانت تغطيه حتى أنه تشكلت قشرة صلبة من القساوة فوقه
ساحت دمعة وحيدة دون إرادتها وهي على نفس شرودها لتسمع بعد إذ صوت مألوف يقول لها بحيرة :
(هل أنت بخير ؟ )
انتفضت لجين على منظر منير وهو ينظر بحيرة لوجهها والجمع الهائل في ذلك القسم أظن الجرس دق في شرودها ثم ردت عليه بتلعثم :
(أجل ل لما ما ما بي ؟)
حانت عيناه برفق لعيونها السوداء الكبيرة الشبيهة بعيون الغزالة ثم تنهد طويلا ليهمس بخفوت :
(لأنك تبكين)
أجفلت لجين بصدمة رافعة يدها لعينيها ترى هذه الدموع الذي يتحدث عنها وإذ بأصابعها تتبلل
....هل بكت دون أن تشعر ....ظنت أن دموعها جفت لكن على ما يبدو أنه يوجد المزيد....مسحتها بعنف كما لو أنها تشمئز منها وقالت بحدة :
(لا لا أنا لا أبكي فقط شيء دخل عيني  )
أومأ منير بصمت وهو مدرك أنها كانت تبكي وكأن قلبها يحمل وجعا كبير عكس ملامحها القاسية البادية على وجهها كان يراقبها خلسة فيجدها إما شاردة وإما تنظر إليه..فيلتجم قلبه بشعور عاصف قوي...
إبتسم شبه إبتسامة ورد عليها ببطأ:
(ليس من العيب أن تبكين)
ابتلعت لحين ريقها بصعوبة وتوترها يزيد من السيء للأسوأ وبدون إرادتها هتفت فيه بقسوة :
(قلت لك لم أكن أبكي مالذي لم تفهمه ؟ ثم لماذا تريد إقحام نفسك في حياتي )
إتسعت منير عيناه قليلا وهو يدرك أنه ماكان عليه التدخل لذا إمتثل الصمت مستديرا ليخرج للبهو وقبل أن يخطو خطوته الثانية شدته من ذراعه بقوة وهمست بتلعثم :
(آسفة منير لم أرد قول ما قلته لكن أعصابي تالفة جدا )
إبتسم منير ورد عليها بتعاطف :
(لا عليكِ ماكان علي التدخل في خصوصيات الآخرين من البداية أصلا)
وأكمل طريقه بينما هي تركته تحدق في طريقه بذهول ما بين الصدمة والحزن.......
......انتفضت بعدها على هاتفها الموضوع في بطنها وهو يهتز فهي لن تعيد وضعه في حقيبتها أبدا حتى لا تعاد سرقته
بالكاد استطاعت إمساك نفسها  لكي لا تنقض على تلك المسماة بسوسن
جذبت هاتفها ببطأ لترى رقم فاتن الذي سجلته حديثا وضعته في أذنها بسرعة هاتفة بلهفة:
(مالنتيجة لما استغرقت كل هذا الوقت ؟)
ساد الصمت لترد فاتن بصوت يملأه الحماس :
(لن تصدقي المعجزة التي حدثت )
استغربت لجين قليلا ثم هتفت بعنف :
(ماذا مالذي حدث إنطقي !؟ )
أخذت فاتن نفسا عميقا لترد لكنها سمعت صخبا وإذ بالتلاميذ يعودون للأقسام وقبل أن تقول شيء سبقتها لجين هامسة بخفوت :
(أخبريني فيما بعد لقد انتهت الإستراحة )
أومأت فاتن بغباء كما لو أنها أمامها وقالت بهدوء :
(تعالي لمنزلي بعد الدوام )
لم تجد لجين الوقت للرد إذ أقفلت مباشرة جالسة بتوتر ليمر عليها منير دون أن ينظر لها حتى....
نعم لقد كسرت الرابطة الوحيدة التي كانت تربطها بهذا القسم الموحش
.........................................................................
دخلت نهى البيت بشرود لازالت الصدمة تتحكم فيها وقبل أن تخلع حذاءها حتى توجهت لغرفة أمها فاتحة الباب بقوة
أجفلت أمها شاهقة بخوف لكن زال خوفها عندما وجدتها إبنتها فقط لتصرخ فيها :
(مابكي يا فتاة افتحي الباب ببطأ أو دق هل جننت ؟)
تنهدت نهى بعمق تحبس دموعها لتتقدم منها تجلس على سريرها لا تعرف كيف تبدأ الحديث لكنها نطقت في الأخير قائلة بفتور :
(فتحته وحسب أنت تكبرين الموضوع )
نقلت أمها عيونها من إبنتها للباب الذي مفتوح على أقصى إتساع لتهز رأسها بسخرية :
(نعم فتحتيه فحسب خير ما جاء بك )
رفرفت نهى بجفونها تفرك أصابعها بقلق ثم نطقت وأخيرا :
(لا أعرف لكنهم يقولون في المستشفى أنه انتشر مرض خطير يصيب الرجال عامة )
بقت تحدق فيها أمها بصمت لتكمل نهى بتلعثم :
(وعندما قرأت الأعراض وجدتها تصف حال أبي)
اتسعت عيون أمها شيئا فشيء بينما كان قلب نهى يتقطع بشدة هامسة في نفسها:
(بعيد الشر عنك يا أبي )
فهتفت أمها بخوف :
(يا إلهي ما هو هذا المرض إنطقي له دواء بقي لي ذلك الشائب فقط )
إبتسمت نهى بالرغم من حزنها ثم نطقت بهدوء :
(لست مؤكدة أنت ستساعديني على التأكد من خلال الإجابة على بعض الأسئلة )
تنحنحت أمها بلهفة لتومئ قائلة :
(هيا إسألي هيا هيا هيا )
إحمرت قليلا نهى لتهمس بخفوت :
(إنها محرجة بعض الشيء لكن لا حياء في الدين وأجيبيني بكل صراحة  )
شاركتها أمها الإحمرار لترد عليها هامسة أيضا :
(بالطبع )
استقامت نهى قليلا ثم بدأت سؤالها ببطأ:
(هما سؤالين فقط أولهما متى كانت آخر علاقة جنسية لكما ثانيا هل تم القذف سويا )
ثم أغمضت عينيها بخجل كبير تنتظر الإجابة بينما بقت أمها تنظر بإبهام كيف ستجيبها على سؤال مثل هذا وعندما طال الصمت تطوعت أمها مجيبة إياها بصوت يكاد لا يسمع :
(قبل شهر و ليس سويا لكن هل يهم الترتيب ؟)
فتحت نهى عينيها باتساع هامسة في نفسها مجددا:
(قبل شهر !!!!! إذا تلك الإفرازات لا تخصهما )
(ماهذه الصدمة ماذا هل أباك مرضه خطير أجيبيني لي زوج واحد فقط لن أقدر على جذب آخر ولي ثلاثة مثلكم )
استفاقت من شرودها على هتاف أمها وقبل أن ترد عليها سمعوا الباب يفتح وإذ بفاتن تدخل جارة حقيبتها بتعب ووجهها يعتليه إبتسامة عريضة ....
اشتدت ملامح نهى لتهمس لأمها بجفاء :
(ماذا تفعل هذه هنا أليس لديها مدرسة؟)
التفتت أمها ترى فاتن ثم أعادت الالتفات لنهى قائلة بفتور:
(إنها مريضة بعض الشيء إعفيها هته الأيام من عتابك )
زفرت نهى نفسا حادا لتجيبها بإنفعال :
(أنت تدليلنها كثيرا أمي ستصعد فوق رؤوسنا هكذا )
ضحكت أمها بلطف وقالت بصوت يحوي حبا ومودة بعيون تشع بريقا :
(إنها صغيرتي آخر العنقود لتتدلل كما يحلو لها....فاتن قلبها الأبيض الفكاهية المزعجة المشاغبة صحيح أنني حملت بها خطأ لكنها أجمل خطأ لا يقوى قلبي أن أقسو عليها فحنانها لا يساوي ربع حنان العالم كله علي )
إبتسمت نهى بجمال إن أمها تعترف رسميا أن فاتن مفضلتها بعدما إعترف أبوها كذلك....رفعت نهى يديها باستسلام لتهمس بخفوت:
(أرفع قيودي عن مدللتك )
نهضت تخرج من غرفتها وقلبها يحاول خداعها أنه ربما أمها مخطئة أو أي شيء ينفي وجود فاتن في تلك الفكرة....
متمنية فقط متمنية أن تكون اختها بعيدة عن كل هذا القرف .....
.........................................................................
دخلت فاتن غرفتها تدور وسطها كالأميرة الهائمة تبتسم وتبتسم ثم تضحك حتى تختفي حدقاتها أفاقت فجأة على هاتفها الذي وصلته رسالة ففتحتها لتجده سليم نفسه كاتبا لها بإختصار
-سأرسل لكِ الموقع إختاري أنتِ إذا تردين أن تأتِ أم أنا آتِ لكِ-
انتفضت روحها فجأة خارجة من قوقعة السعادة لكنها لم تفقد شيء من ثقتها وردت عليه كاتبة بحروف مبعثرة
-أرسل الموقع-
إنتظرت قليلا لتصلها رسالة ثانية
- "رابط الموقع" سأنتظرك خارجا -
تنهدت فاتن بعمق ثم حملت حقيبتها معيدة الخروج ولحسن حظها كان الجميع بغرفته مقفلا على نفسه الباب....
ركبت سيارة الأجرة ليوصلها للموقع بسرعة البرق  ونزلت منها ببطأ ورجلاها بدآ يخذلانها...
كانت تراه من بعيد واقف بهيمنته وسط تلك القصور الجميلة تعتبر هذه أول مرة تزور حيا مثل هذا الرقي ....
إقتربت فاتن حتى وصلت إليه فابتسم لها سليم قائلا بخبث :
(حسنا أنظروا للشقراء كيف جاءت دون كلام زائد )
إمتعضت ملامحها لترد عليه بحدة :
(لما جئنا إلى هنا ؟)
لم يجبها بداية بل مد يده يريد إمساك يدها ترددت فاتن بداية لكن في الأخير مدت يدها تضعها داخل ساعده فأمسك بها بقوة يجرها وراءه .....
وبينما هما يقطعان الطريق إذ بسيارة مسرعة تمر عبر ذلك الطريق لم يفكر أبدا سليم وهو يدفع فاتن نحو الرصيف ليبعدها عن مرمى السيارة  ولحسن حظه أمسكته هو الآخر فابتعدا سويا....
والسيارة تنحرف بقوة حتى توقفت.....
كانت فاتن تلهث بعنف وقد تملكتها الدهشة ولازالت ممكسة يده ....
رفع سليم يده يرفعها لوجهها الشاحب وسألها بخوف :
(حدث لكِ الشيء )
رفعت فاتن عيونها ببطأ ثم هزت رأسها في حركة نفي وقلبها ينبض بجنون هامسة في نفسها :
(لما تلعب بمشاعري لما !!!!)
بعدها وصلو لقصر جميل ذو إطلالة رائعة وحديقة أروع....
جذب سليم المفتاح فاتحا الباب ثم جذبها معه هي الأخرى نحو الداخل.....
ودون كلمة أخرى قبلها بعمق معانقا إياها بقوة كما لو أنه خائف عليها أن تهرب.....
لم تمنعه لم تدفشه لم تعارض أبدا بل كانت تشاركه تلك القبلة بقلب ينبض بحبه....
كانت تظن أنها كرهته فعلا بعد فعلته الشنعاء ولكن الآن لما تشعر أنها لازالت تحبه
توقفت قبلته وهو يرفع يديه عابثا بشعرها ثم همس بخفوت:
(قبل أن تقولي لي ماذا قالت الطبيبة لا أريد تعكير مزاجي أريدك أنت أولا )
لم تفهم فاتن بداية لكنه حملها فجأة بين ذراعيه كالعروس متجها بها لغرفة في الطابق العلوي لم ترى تفاصيلها فكل ما كانت تنتبه له هو وجهه فقط ....
وضعها على السرير برفق ثم جلس إلى جانبها وقبل أن يقترب فتحت فاتن فمها قائلة بهدوء :
(لا جنس )
ضيق سليم عينيه قليلا لكنه شاهدها تجثي أمام ركبيته وهو جالس لتحدق فيه بملامح غير مفهومة هل ستفعلها حقا؟ أجبرها المرة الأولى والآن مالذي يجبرها؟
إبتسم سليم قليلا وهو يخلع قميصه ثم واصل تحديقه فيها ينتظر منها المباشرة بعملها ....
*يتبع*
*غياب طويل أدرك هذا لكن كانت لي أسبابي آسفة جدا والآن لي كل الوقت بالكتابة وأخيرا لذا لن تنتظروني كثيرا بعد الآن و كنت أقرأ كل التعليقات والرسالات المتواصلة
كانت تعليقاتكم تشجعني جدا على الكتابة بروح معنوية أكبر شكرا لكم جدا على الدعم
كل الأخبار المتعلقة بالمواعيد موجودة في مجموعتي رابطها في الوصف *






لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 20, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

إبقى بعيدا 🔥🔞حيث تعيش القصص. اكتشف الآن