الفصل الثالث

764 41 7
                                        

الفصل الثالث
اختارت نرمين الرجوع مع والدها بالرغم من أنها تعلم أنها ستذوق المر أكثر مما كانت تتذوقه من ذي قبل، ولكن بالنسبة لها أفضل من السخرية التي تجدها في عيني زوج شقيقتها، خاصه بعد هذا الحدث، هي لم تحاول أن تخرج من المشفي بسبب والدها فقط و لكن بسبب زايد وسماجته.
شعرت نرمين بالسخرية من القدر فألقت حقيبتها بإهمال علي الفراش ثم أردفت بقلة حيلة وتنهد:
- موقف للأسف سخيف، كنت عارفة إني هتحط فيه.

- أفاقها من شرودها دلوف والدتها إلى الغرفة وخلفها والدها، تجر أذيال الخيبة بعد رفض والدها القيام بإجراء العملية لها؛ لأن من سيقوم بها هو طبيب رجل، لو كانت طبيبة لوافق.
- شعرت نرمين بالطعنات في قلبها بسبب كلام والدها، تجمعت الدموع في عينيها، ثم تسألت: هل هذا هو قدرها؟ هل هذه النهاية حقًا؟.
- هنا ندمت أشد الندم علي اختيارها للعودة معهم، كان عليها أن تتحمل سخرية زوج شقيقتها في مقابل أن تظفر بصحتها.
أنفطر قلبها، شعرت أنه تمزق إلي أشلاء، فكان والدها يعاملها كالخادمات، وبينما كانت تنظر في الفراغ تخيلت جاسم، بإبتسامته المبهجة، تذكرت جملة جاسم، وتخيلت أنها معه لتشعر بسعاده لا توصف.
ثم حدثت نفسها وقالت:
- ربنا لو رايد اننا نتقابل تاني هنتقابل حتي ولو إيه، وبرضه بمشيئته ممكن نتكلم ويمكن نكون قريبين.

خرج والد نرمين من الغرفة بعد ما أصدر قراره بعدم إجراء العمليه لتربت روحية علي ركبتي ابنتها و تبكي:

- هتفضلي مصممة بعد اللي قاله ده انك متروحيش لأختك و تعمليها؟ ده أنا اللي كنت متفقه معاها وهو كان راضي تروحي عندها.
أردفت نرمين بجفاء وقسوة بعدما خرج والدها فهو من جعلها في تلك الحالة:
- مش رايحة هو خلاص حكم عليا أعيش مشلولة مفكر إنه ده الصح، خليه يندم بقي لما كل الأدويه والعلاجات تفشل، خليه يشتال ذنبي.
أردفت روحية وهي تبكي بكاءً شديدًا ممزوجًا بشهقات عالية:
- يا بنتي أنا اللي هتحسر عليكي في الآخر و هو مش فارقة معاه، أنا بسببه معرفتش أخلف بعدك، كل ده إني كان لازم أولد قيصرى علي إيد راجل وبرضه مرضاش جابلي ممرضة،  ومن يومها كل ما أحمل أسقط.
تساقطت الدموع من أعين نرمين، تلك العيون العسلية الممزوجة بالتشققات الحمراء  والمحدقة في الفراغ، جعلت روحية تشعر بإنشطار قلبها علي فلذة كبدها.
أردفت نرمين:
- هو مفكر إنه كده صح، بس انتي اللي غلطانه يا ماما عودتيه إننا نتهان و كلامه ينفذ.
أردفت روحية ببكاء:
- علشان مليش ضهر، مليش لا أب، و لا أخ، كان نفسي يكون ليكم أخ ضهر و سند بس مفيش نصيب.
أردفت نرمين بصوت عالٍ بعد أن شعرت بالغضب من سوء قدرها.
- و احنا بقينا زيك هو مش أب بمعني الكلمه بالنسبه لينا و ملناش أخ، و هويدا بتعافر مع زايد علشان تحافظ علي كرامتها.
استقامت روحية من علي الأرض وهي تحتضن ابنتها وتربت علي رأسها.
- و هو زايد يستجر يجي جمبها، ربنا يرزقك بواحد زيه، آه هو صعب مع أختك بس بيجي لحد عندي و بيقف بيعتبرني أمه.
قبضت نرمين علي يديها ثم أردفت بعناد
- لا زايد بيزودها مع هويدا و هي مش بتحكي ليكي، عارفه ليه؟ علشان خايفة لا ترجع للهم هنا تاني، ما صدقت تهرب، و هربت بعقدة.
تنهدت روحية ثم وضعت يدها علي كتفي نرمين ثم أردفت لعلها تنصح ابنتها وتجعلها ترجع عن قرارها في المكوث هنا.
- مبقتش تفرق يا نرمين، حتي لو قالت مين هيسمعها، و انتي قولتيها هي خايفه، يعني زايد اللي مش عاجبك ناره أحسن من جنة أبوكي.

في محراب الحبWhere stories live. Discover now