خرج مراد من صاله الاستقبال صاعدًا السلم الكبير المؤدي لجناحه .

" Only gettin' older baby
and i been thinkin' about you lately . "

كان صوت هاتفها ينبهها بمكالمه واردة ، التقطت الهاتف بأنامل مرتعشه و أجابت على الاتصال بصوت مهتز : أيوة يا كريم ... بجد ؟! طيب نتقابل فى كافيه """ كمان شوية ... أنا كويسة مالى ؟؟ متقلقش .. تمام سلام .

أغلقت الهاتف ، ثم تناولت منديل ورقي تزيل به بقايا دموعها و هى تهدىء من روعها عقب عاصفه غضب والدها منذ دقائق.

صعدت لغرفتها ، أخذت حمامًا باردًا تستعيد به نشاطها و تستعد لما ستلاقى فى هذه المقابله.

ارتدت بنطال من خامه الجينز الفاتح " Wide leg '' ، تعلوه كنزه ودرية اللون يصل طولها الى خصرها " Stomach shirt " ، صففت شعرها النارى رافعه إياه لأعلى على هيئة ذيل حصان مع حذاء رياضي باللون الأبيض. اكتفت بوضع مرطب للبشرة و الشفاه فقط مع لمسات من عطرها الأنوثى الساحر ، فهى بطبعها لا تميل كثيرًا لوضع مساحيق التجميل مثل معظم الفتايات فى عمرها بل تفضل أن تكون على طبيعتها دائمًا.

سحبت مفتاح سيارتها الخاصة و اتجهت لجراج السيارات خاصتهم ، لكن قبل ان تركب تقدم منها رئيس حرس والدها .

_ على فين يا هانم ؟؟!!

التفتت له بابتسامة بسيطه ، مجيبه : خارجة يا مصطفى .

سأل رئيس الحرس مجددًا : الباشا عنده علم بكده ؟؟!! أنا متبلغتش بخروجك.

_ أها ... داده أمينه هى بلغته بنفسنا لو عايز تتأكد ... و مبلغكش علشان مضايق و مزاجه سىء حاليًا.

هز مصطفى رأسه بتفهم : عذرًا يا فندم أنا مش بكدبك.

_ لأ طبعًا متقولش كده ده شغلك ... يلا بعد اذنك.

_ دقايق يا فندم و نكون جاهزين.

_ لأ مش عايزة حراسه .... لو سمحت أنا خارجة اتعشي مع صحابي  please يا مصطفى علشان خاطري .. انا مش طالعه الجبهه يعني !!

قلب رئيس الحرس عيناه بقله حيله فهي محقة ، حقًا لا داعى للحراسة ، فهز رأسه موافقًا باستسلام ليجد ابتسامتها تتستع و هى تشكره كثيرًا ثم دخلت الجراج لتأخذ سيارتها. وقف مشدوهًا للحظه كيف أن تكون تلك اللطيفه ابنه ذلك الشيطان مراد ، يا للعجب !!

علي الطريق الدائري ، كان عمر يقود سيارته في طريق عودته.  دق هاتفه الموصل بكاسيت السيارة. فأجاب بهدوء كعادته : نعم ؟!

أتاه صوت رعد من الجهه الأخرى يسأل : وصلت فين يا Boss ؟! مستنينك عشان ناكل .

ابتسم عمر و هو يدير عجله القيادة باحترافيه ، و هو يقول : علي الدائري أهو ربعايه كده و أكون وصلت .

رعد : اشطا مستنينك ، سلام .

ودعه و أغلق الاتصال و ليركز ناظرية على الطريق مجددًا.

على بعد بعض الأمتار في ذات الطريق ، كانت سيلين تقود سيارتها بشرود و تركيزها أبعد ما يكون عن الطريق أمامها . عادت إلى أرض الواقع و هى تضغط على المكابح بقوة لكن للاسف كانت صدمت السيارة أمامها فتوقفت . تنهدت بسأم و هى تراقب سائق السيارة المقابله يترجل من سيارته بملامح غاضبه واضحه للعيان ، فنزلت بدورها لتعتذر .

كان الرجل يطالع سيارته ذات الفانوس الخلفي المكسور بغضب و ما إن وجدها نزلت امامه ، حتى صرخ في وجهها : إيه يا ست عميـــا ؟؟!!

ضربت بكفها على مقدمة السيارة بحده و هى تقول : متغلطتش !! عارفه إني غلطت و بعتذر و هعوض حضرتك عن الخسارة اللي اتسببت فيها .. لكن مش هسمحلك تغلط فيا.

تعجب الرجل من قوه دفاعها عن نفسها ليقترب منها على حين غرة يدفعها ارضًا فستقط بالفعل : لا و كمان بجحه .... و الله لاوريكي .

أخذ يكيل لها الضربات و الصفعات بغل غير مبرر . و هى تحاول و تقاوم لكن لا فائدة فكلما حاولت النهوض أو المقاومة كانت ضرباته تزداد قوة .

في نفس التوقيت كان عمر مارًا في ذات الطريق  و جذب أذنه صوت صراخه انوثى عالٍ ناهيك عن منظر وقفه السيارتين ، فاقترب من مصدر الصوت بحذر و هو يمشط الوضع بعيناه ، ليجد ذاك المنظر الذى جعل الدماء تغلي في عروقه . فأوقف السيارة فورًا و سحب سلاحه و بدون تفكر نزل من السيارة و فرغ طلقتين في الهواء ففزع الرجل و ارتد بعيدًا عنها .

كانت شبه فقدت الأمل في النجاة من يد ذلك الرجل ، لكن صوت الطلقات النارية في الهواء أفزعها !! نهضت بسرعه عندما ابتعد عنها ذاك الذى كان يضربها ، لتجد رجلًا آخر يقترب منهم مشهرًا سلاحه في وجه صاحب السيارة و هو يطالعه بعدائيه .ضش

كادت تتعثر و هى تنهض بسبب ارتجافه أطرافها ، لتجد ذاك الغريب يلتقط ذراعها بلطف ، يسندها كي لا تسقط و هو يطالعها بلين ، ثم نبس بهمس عميق حنون : متخــافيش .

أمسكت ذراعه العضلي و استندت عليه ، استسلمت له و هو يسحبها لتقف خلفه . ليلفت أخيرًا لذاك شبه الرجل الواقف امامه ، هو يقول بحده : سايبه هى ؟! بتضربها كده ليه ؟؟

اهتز ثبات الرجل جدًا ، لكن أبى أن يظهر و وقف أمام عمر بثبات واهٍ : خبطت العربيه أعملها إيه يعني أسقفلها و أقولها برافو ؟!

وزع أنظاره على السيارة بتدقيق ، ليجد فقط أنه خدش في فانوس السيارة .

نظر للرجل مره أخرى و ظهرت ابتسامته مرعبه ، فأجزم الرجل حقا ان نهايته إقتربت .

قبض عمر علي رقبه الرجل بقوه : فتضربها كدا يا حيوااااان  ....... لا حيوان أيه خساره نظلم الحيوانات و نشبههم بيك !!

وضع الرجل يده على كفي عمر المحيطين برقبته و هو يكاد يختنق : خـــلاص ي يــا اســتاذ كــح كــح كــح انــا ... اســف و الله كــح كــح حــ ... حــقكم عــــلي راســــي .

نظر عمر لوجهه المحمر بشده ثم تركه ، و بصق على الارض بقرف ثم دفعه و هو يحذر : غــور من وشــــــى !

نهض الرجل سريعًا ، و هو لازال يسعل بقوة ركب سيارته و رحل .

التفت عمر لتلك الواقفه خلفه ، ترتعش بقوه واضحه يستطيع الشعور بها . زفر انفاسه على مهل و هو يعيد السلاح لجرابه المخصص على خصره ، ثم سألها : أنتِ كويسه ؟!

رفعت سيلين عيونها الزائغه له و شفتاها ترتعشان بخوف .

To be continued 🥹 ✨️

سويا تحت ضوء القمر.  Where stories live. Discover now