رفع عينيه عن الحاسوب ، ظهر شبح ابتسامه على ثغره لم تصل لعينيه : Bonsoir , حبيبتي.

حافظت على إبتسامتها مانعه إحساسها بتلك الدموع التى تتراكم بين جفنيها بسبب فتور نبرته و عدم اكتراثه ، حيث أنه أعاد بصره لحاسوبه مجددًا. فقالت مجددًا فى محاولة لخلق أي موضوع : حضرتك إتعشيت و لا نتعشي سوا ؟؟

_ لا اتعشي ... أنا مش جعان .

لم يكلف نفسه عناء النظر لها حتى !! تهدل كتفيها بخيبه أمل حقيقيه من ذاك الكائن المدعو والدها !! صمتت قليلًا لتحزم أمرها أنها ستتحدث ، لن تصمت أكثر . ظلت صامته منذ سنوات ... منذ آخر مرة تكلمت و أخبرها أنها صغيرة ، صغيرة !! بعد كل ما عانته و عاشته يعتبرها صغيرة ... مسكين أبي .

طرقت على تلك المنضده أمامه بهدوء : Papa ... ممكن نتكلم شوية ، لو تسمح .

اغلق الحاسوب ثم أسند مرفقيه لركبتيه ، و شبك أصابعه معًا واضعًا اياهم أسفل ذقنه و هو يطالعها بجمود لم يتغير : اتفضلى .

شبكت اصابعها بتوتر ، ستخبره الحقيقه يجب أن يعرف . نعم !!! لعل كل هذا يتغير . تنفست بإرتباك ثم قالت : أرجو إن حضرتك تسمعنى للاخر ... الموضوع يخص أمي و اليوم ...

أغمض مراد عينيه بحده و صوت انفاسه يدوى بشده ، قاطعها و هو يهمس بحده خطيرة : إخرســـــى ... قولتلك مش عايز أسمع كلام فى الموضوع ده !!

إحمرَّ وجهها قليلًا بغضب ، و هبت واقفه فجأه تشهر اصبعها فى وجهه باصرار : لا هتكلم !! علشان حضرتك مش فاهم حاجه.

وقف مقابلها و قد احتل الغضب أوصاله عندما داهمته تلك الذكريات مجددًا ، و صرخ بصوت جعلها ترتد للخلف بخوف : قــلت إخـــــرســــــى !! كنــــتـــى صــغــــيــــرة مـــــش فــــاهمــــــه و لا مــــســــتـــوعـــبـــه حـاجه !!

_ لا كنـــــت فــــاهمـــــه .... و كنت كبيرة كفايـــة إني أفهم و أستوعب إيـــه بيجرى حواليا !! شفــــت و كان قدامــــى اسمعنــــي .

قاطعها هذه المرة آخذا خطوات غاضبه تجاهها و لأول مرة تراه يخرج عن شعوره و يغضب بهذا الشكل ، قبض على ذراعها بعنف حتى شعرت باظافره تخترق ذراعها و سببت لها جروح بالفعل ناهيك عن شعورها ان عظمها سيكسر من قوه الضغط.

_ أقسم بالله العلى العظيم يا سيلين لو السيرة دي اتفتحت تاني أنا هتناسى تمامًا إنك بنتي و هوريكي وشي التاني اللي الكل بيخاف منه ، فاهمه !!
كلامي مفهوم و لا لأ ؟؟!! مش ســــــامع ؟؟!!

هزت رأسها عده مرات برعب و رغمًا عنها تساقطت دموعها أنهار تجرى على خديها و هي تهمس بشفاه مرتعشه : مفهوم ... مفهوم !!

حملق فى دموعها لثوانٍ و هو يشعر بغصه كالعلقم فى قلبه بسبب دموعها ، لكن كالعاده تجاهل قلبه و مشاعره . تركها بعنف لتهوى على الاريكه فورًا ، قدميها لا تسعفانها على الوقوف .

سويا تحت ضوء القمر.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن