البارت الأول (صدمة)

Start from the beginning
                                    

ولكنها شعرت بعدم خفة في جسدها، فمرت أمام المرآة لتجد نفسها ليست نفسها !
هُلعت، و أخذت تقفز كثيراً بكل الغرفة، وهي تصرخ علي الارض، و أحدثت فوضي، وضجة كبيرة بالغرفة، حتي سمعتها والدتها من الخارج، وفتحت عليها باب الغرفة تطل عليها، وحينما شعرت ملكة بفتح الباب عليها أسرعت وجلست علي السرير وهي ممسكة بأحد الورود من حولها وتغني وتقول :
_ يولاد قطاطتنا يوم الخمييييس هكتب كتابي وهبقي عريس
فضحكت أمها علي سعادة ابنتها الليلة، وأغلقت الباب في هدوء دون أن تتحدث

عندما تأكدت ملكة من مغادرة والدتها، و أبتعادها عن الغرفة
توقفت عن تمثيل الغناء، وظلت شاردة تفكر في الكارثة التي حدثت اليوم، وكيف ستتخلص منها.
فتحركت من سريرها محاولة الوقوف علي قدميها فقط أولاً، في البداية اخذت تقع بطرق ضاحكة كأنها تحاول الوقوف علي خيط رفيع، وليست أرض عادية، حتي تمكنت من السيطرة على أعصابها، وأخذت تتحرك ببطئ مثل طفل صغير يأخذ اول خطواته.
حتي فعلتها وضحكت وهي تقول لنفسها بصوت عالي :
_ طب ماهي سهلة اهي اومال البشر عاملين فيها جامدين لييييييييييــ
وسقطت علي وجهها مرة أخري قبل أن تكمل جملتها.

فتسحبت لباب الغرفة علي أناملها لتحاول الهروب من تلك الكارثة التي وقعت فيها مرغمة، وما إن ظهرت خارج غرفتها، رآها( حودة ) إبن خالتها الصغير ذو السبع سنوات بالطرقة، ليصرخ بفرحة، وهو يركض تجاهها ويقول:
_ العروسة اهييييي العروسه اهييييي

فتجمع باقي الأطفال علي صوته، وأخذوا يركضون عليها فرحين بها، لكنها لم تعتاد علي مثل هذه الأشياء، و أخذت تركض هاربة منهم، وهي تصرخ في الطرقات هاتفة:
_ اللحقونااااااييييييي اغيثونااااااااااااايييييي

ونزلت السلم الذي يفصل بين الدورين بالقصر، وهي تركض بنفس الخوف، والهلع من الأطفال صارخة، لتجد نفسها بمنتصف القصر وسط كل عائلتها المجتمعين ليوم زفافها، بشعرها الطويل الغير مرتب أثر النوم، وثوبها العاري من الاعلي، وهي بالطبع لا تهتم لكل هذه التفاصيل وأخذت تصرخ، و تتصرف تصرفات جنونية حول عائلتها وهم في ذهول مما يحدث، حتي خرجت هاجر من غرفتها بالطابق العلوي لتري ما سبب هذا الازعاج، فرأت ما يحدث بالاسفل بين ملكة، والأطفال فركضت للأسفل صارخة هي أيضاً :
_ العروسة اتجننتتتتتتتتتت

ظلت تركض وهي تحلق علي ملكة، والأطفال محاولة الفصل بينهم، وامسكت بيد ملكة، وهي تركض بها للأعلي وتقدم الاعتذارات من الخلف للحاضرين:
_ اسفين جدااا يا جماعة دي كانت فقرة في الفرح وبنتدرب عليها
ووقفت بالاعلي، وهي تصرخ في الأطفال محذرة:
_ مشوفش جنس طفولي في الدور اللي فوووق
اللي هيطلع هيتسلق ويتحط في البوفيه أنا بقولكم اهووو

وأخذت ملكة إلي غرفتها تدفعها للداخل، وهي تقول بتعب من الركض:
_ خشي يا مصيبة، ممكن تفهميني انتي اي اللي بتعمليه انهارده ده من اول اليوم؟
واي اوضتك اللي فوق بعضها دي انتي عمرك ما كنتي بتحبي الفوضي دي؟

فكرت ملكة أن تخبرها بالحقيقة، ولكنها تعلم أنها ستأخذ كل شئ علي سبيل الفكاهة فقط، فقالت في تلعثم :
_ انتي عارفة بقا يا زميلي توتر اليوم ده عامل إزاي!

امتعضت ملامح هاجر من حديثها، قائلة بفقدان أمل منها:
_ زميلي ! دانتي مش اتغيرتي دانتي اتبدلتي
اجهزي يلا ماما هتجبلك الفطار دلوقتي افطري كويس عشان اليوم طويل
و الله يكون في عونك يا عريس الغفلة.

فرحت ملكة، ولمعت عينها قائلة:
_ فطار ؟
فطار بجد صح
طب بقولك اييه خليها تحطلي لبن كتير
و ولانشون وجبنة المثلثات دي كتير هاااا

ثم فكرت مرة ثانية:
_ ولا اقولك خليها تسلقلي فرخة كبيرة كده

و أكملت وهي تحول صوتها إلي التوسل:
_ انتي عارفة بقا انا عروسة ومحتاجة اتغذى وكده ربنا يكرمك يارب ويطعمك ما يحرمك

كل هذا تحت نظرات هاجر المتفاجئة من أسلوب شقيقتها العجيب، فملكة دائماً الأخت العاقلة الهادئة طوال الوقت، وهاجر هي الاخت الاكثر حماس، وشقاوة منها
ضربت هاجر كف علي كف قائلة:
_ فراخ ع الفطار؟
ويطعمك ما يحرمك؟
لا لا لا دانا اكيد بهلوس وكل ده مصحتش أساساً م النوم
وخرجت وهي تصرخ من الغرفة هاتفة:
_ يا مامااااااااااااا العروسة باظت

ضحكت ملكة عليها، وهي تقفز، وترقص بطريقة جنونية في مكانها قائلة بفرحة، وحماس:
_ هيجبولييي فطااااار هيجبوولي فطاااار

وفي الخارج دخلت هاجر المطبخ لوالدتها، فوجدتها قد أحضرت بعض سندوتشات المربي، وكوب النسكافيه الخاص بملكة فضحكت ساخرة، وهي تقول:
_ بقولك اي يست الكل الأكل ده تديه للعياال الغلسة اللي تحت دول عشان بنتك مش هتاكل الكلام ده

فتسألت والدتها:
_ ليه يبنتي ماهو ده فطارها بتاع كل يوم دي مبتفوقش غير بيهم
اجابتها هاجر:
_ ملكة بتاعت انهاردة مش بتاعت كل يوم يا ماما ونبي اسمعي كلامي بس عشان ملقيهاش المرة الجاية بالبرنص وسط المعازيم وخلينا نعدي الليلة الغريبة دي علي خير

فأومئت لها امها وهي تقول بأستغراب:
_ طيب أحضرلها إيه يعني؟
فقالت هاجر بإبتسامة بلهاء:
_ اسلقيلها فرخة، ولو مفيش استني هجبلك عيل م اللي تحت دول عشان غايظني

فتعجبت والدتها اكتر، وهي تقول :
_ فرخة ؟ ع الصبح كده ؟ ده من أمته ده هو في بني ادم طبيعي بيفطر فرخة
فردت هاجر، وهي تاخذ سندويتش المربي وتأكله بلا مبالاة:
_ من انهاردة، أصلها ناوية تخرب بيت العريس تقريباً، أو تاكله ايهما اقرب

فضحكت أمها علي مشاكسة ابنتها الصغيرة المدللة، وهي تقول بحنان:
_ عقبالك يا نور عيني

ــــــــــــــــ

قولولي رأيكم وفهمتوا اي من اول بارت!

لعنة مصر القديمة (أوغلو العاشق)Where stories live. Discover now