الفصل الرابع عشر (قرار صادم)

Start from the beginning
                                    

أنهت كلماته تنظر له بحزن شديد ومن ثم جلست علي المقعد بجوار سدري بحزن ووجع تضع يديها علي قلبها الذي يُولمها الان بشدة تشعر أنه يريد الخروج من مضجعه حتي يرتاح قليلا من ذلك الوجع الماكث به الآن ويضغط عليه زوجها بكل برود هي لم تُشفي بعد من فقدان أبنها فلذه كبدها أمامها بعد فهي رمرمت فقط جرحها ولكنه ما زال ينزف فكيف لأم أن تتحمل وفاه أبنها بين يديها  و لا تحزن فتلك البصمة الذي تركها وفاه أبنها وزوجته ما زالت موجودة لم تُمسح بعد
نظرت لها سدري بقلق تضع يديها علي كتفها تتحدث بخفوت ووجع

:"جدتي حضرتك كويسه "

هزت زينب رأسها بنعم و تبكي دموعها تنساب من عينيها وهي تغمضها تذكرت كل شي موت أبنها و دفنه في مكان لا تستطيع الذهاب له كثيراً موت زوجه أبنها التي ماتت دون أن يقول لها شئ أو تخبرها بما يهدي قلبها قليلا تراها تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي ترمقها برعب وخوف تتذكر احفادها التي قامت بتربيتهم وكل وقت والآخر يظهر امام عينيها ذلك الطيف المخزي يهددها بوفاتهم كل ذلك كثير عليها وعلي طاقه تحملها.  لم يمهلها زوجها الكثير من الوقت كي تستكين بل تحدث بصوته الذي أصبحت تبغضه كثيراً تكره سماعه وبشدة بعدما كان احب الأصوات لقلبها ها هي الآن تبغضه وبشدة

:"أنا قولت كل اللي عندي وعايز كمان اقول ليكم أن المعاد اللي هتدخلوا فيه المملكة قرب لأن ظلم الملك زاد ومفيش حد هيقدر يوقفه غيركم"

أنهي كلماته وهو يفتح فجوة في الهواء أمام أعينهم جميعاً ويدخلها دون أن يُكلف نفسه عناء أن يستدير ويري ملامحهم الحزينه التي تشعر بالخذلان دلف لتلك الفجوة لتختفي تماماً

هنا وقد ظهر صوت بكاء عالي و نحيب استدار الجميع تجاه ذلك الصوت الذي لا يكون سوي لأمواج وهي تبكي بشدة متحدثه بخوف شديد

:"يعني ايه احنا كده خلاص مجرد ما هنوصل هنحارب مخلوقات كائنات منعرفهاش وأحنا محدش فيها يعرف حاجة يعني ايه احنا كده رايحين علشان نموت هناك لأ طبعاً أنا لا يمكن اسمح بكده ده حتي ربنا سبحانه تعالي قال في كتابه العزيز "لا ترموا بأنفسكم في التهلكة "هو في تهلكة اكتر من كده ده اسمه جنان "

أنهت حديثها لتنهض من مكانها متجهه صوب. المنزل فور أن لمست مقبض الباب أصيب جسدها بدفعه كهربية جعلتها ترتد للخلف بقوه تنظر لذلك الباب بخوف ولكنها أبعدت ذلك الخوف بعيداً وهي تنهض من مكانها بعنف تحت نظرات الجميع المصدومة وتتجه تجاه الباب مره أخري ليحدث نفس الشي ركضت صوب جميع النوافذ ليحدث معها نفس الشي وقفت أمامهم جميعاً تنهج بتعب شديد تتحدث ببكاء

:"يعني ايه احنا كده اتحبسنا هنموت خلاص يلعن كده انا جايه هنا مجبروة يعني مخطوفه ليه كل ده يحصل أنا عايزه أرجع بيتنا تاني عايزه أرجع لروني ادفي في حضنها "

ظلت تصرخ وتبكي و زمزم تشاركها البكاء بصمت حتي فقدت وعيها ترحب بتلك الغمامه السوداء التي حاوطتها من جميع الاتجاهات كأنها ابتلاعتها في منتصفها أتجه لها رسلان بحزن ينظر لها بوجع وضيق يحملها برفق ويتجه صوب الغرفه بخطوات بطيئة تُحاكي الموت فما قاله جدة ليس بالهين علي أحد حتي جدته فقدت تحكمها في أعصابها وانهارت هي الأخري وضعها برفق علي الفراش واستدار ليجد جدته وزمزم وسدري خلفه تنحي جانباً لتقوم زمزم بعملها ينظر لسدري بحزن ليجدها تبكي بصمت تدفع وجهها بين كفه يديها تبكي بوجع وصمت اقترب منها يقف أمامها ومن ثم جلس علي ركبتيه أسفل مقعدها ينزع يديها برفق من علي وجهها فور أن ظهرت نظراتها له أصابت قلبه في مقتل فجذبها لاحضانه بشدة يربت عليها بحنان شديد يمنع تلك الغضه التي تنازع للخروج أخذ يربت عليها بحنان متحدثاً بهدوء عكس ذلك الحزن الذي يقبع بداخله

مملكة الظلام والنور Where stories live. Discover now