2¦ مكينة القهوة.

104 11 50
                                    




حين وصلت رسائل قبول الجامعات، كان الأمر صادمًا.

جونغ إن يعلم أنه لم يحصل على نسبةٍ جيدة في اختبار قبول الجامعة، لكنه في ذات الوقت، هو لم يقدم على تخصصٍ قد يحتاج ذكاءً علميًا، أو دراسيًا بشكلٍ عام. هو فقط طلب أن يكون شخصًا مهتمًا بالفن.

لكن على ما يبدو فإن هذا الطلب كان كثيرًا جدًا.

لذا، أتته رسالة الرفض، وهو في غارقٌ في أعماق نومه، واستيقظ عليها.

كان نومه في حالةٍ يرثى لها حينها، لذا هو رآها في الرابعة عصرًا، بينما هيسونغ أرسل رسالةً مختصرة قائلًا فيها أنه لم يقبل كذلك ووضع بجانبها قلبًا مكسورًا وكأنها لم تكن معلومة القرن.

كان الأمر أشبه بكابوسٍ عجز عن الاستيقاظ منه، فقط يتأمل الرسالة وانتظر الوقت الذي تكون فيه الساعة عدة أرقامٍ تتغير وتتشكل لشيءٍ لا يستطيع فهمه، وانتظر.

وانتظر.

أصبحت الساعة الرابعة وست دقائق.

وانفجر.

هو لا يعلم لما هذا حدث، لماذا انفجر رغم انعدام وجود ضميره الدراسي على أية حال، لكن وكأن هنالك خيطٌ انقطع، وانفجر كل ما بداخله.

لقد طالت نوبة البكاء، يعتقد أن ساعةً قد مرت، أو ربما كانت ساعةً ونصف، في كلتا الحالتين الأمر كان طويلًا وبالكاد أخذ آخر شهقاته المؤلمة التي أصابته بنوبة سعالٍ تكاد تنتهي به يتقيأ عصارة معدته.

لكنه توقف لحسن حظه، ويعتقد أنه سمع طرق كوان حينها، لكنها لم تقتحم غرفته قط.

هي هكذا دومًا، مترددة، حذرة، رقيقة في تصرفاتها رغم حديثها الذي يكون أشبه بسهمٍ يخترقه صدره.

بعد أن لملم شتات نفسه، خرج من الغرفة بعد أن وجدها أصبحت الساعة الخامسة والسابعة عشر دقيقة، الدوار يصاحبه في كل خطوةٍ يسير بها نحو دورة المياه ليقضي حاجته ويغسل وجهه بعنف.

رغم أن جونغ إن يعتبر نفسه شخصًا محبًا لذاته، وغير معادٍ لها غالبًا، إلا أنه في بعض الأيام النادرة، يشعر بهذا الشعور القبيح في أعلى معدته، وهو ينتشر داخل جزئه العلوي بكل بطء، وتلك الأصوات التي لا تتوقف عن الحديث عن كمية الكره لذاته. ذاك الشعور، الذي حين يشعر به، يعتقد أن الحياة أكبر منه، وأنه ليس سوى حشرةٍ تستحق أن تدهس من قِبَلِها.

لذا هو غسل وجهه بعنف، واستعار غسول الوجه الخاص بكوان الذي قد سرقه مسبقًا من مجموعة الاعتناء بالبشرة الخاصة بها، يعتقد أن الغسول لا يناسب بشرته لكنه يستعمله على أية حال.

وقد فرك، وفرك، وفرك حتى شعر بوجهه يحترق أسفل كفيه.

وغسل.

حين فتح عينيه ونظر للمرآة وأخيرًا، عينيه الحمراء، وجهه الأحمر لقوة غسله، وغرته التي أصبحت تقطر من الماء، وتساءل لما لم يستحم منذ البداية، لذا هو فعل ذلك.

Succulent lady.Where stories live. Discover now