3- |قبيلة آڤاي|

Start from the beginning
                                    

-" ما أمر تلك الساحة؟!"

-" لا أعلم.. حدثي كان يرشدني إلى هنا من الحين للآخر، فيبدو مِن ما حُفر على الجدران أنها كانت لتدريب يافعين عصرنا السابق."

شردت تقول بنبرة حزنٍ:
-" أبي."

لم تعلم "روز" سبب حزنها كونها لا تعلم أيضًا ما يدور في المملكة نفسها، فطوال حياتها كانت داخل الغابة فقط، ولكن شعرت بأن الأمر يستدعي لقول شيء يحسن من مزاجها..

-" تعلمين أن الحزن يمر أليس كذلك؟"

"أجل أعلم، ولكنني مازلت في مرحلة تخطيه."

ألقت عقب نظرتها لها بإمتنان من محاولتها لتخفيف ما تشعر به..

____________________________

-كهف الرموز-

كلٌ منهم بجانب يملؤون حقائبهم بأحتياجاتهم للرحلة، فعقب ما تفوه به "أنس" يجدر عليهم أن يتحركوا فالحال، لا يعلمون إلى أين ولكن يعلمون أنهم سيبدأون من الغابة؛ كالمرة السابقة..

نظرت هي إليه ببسمة متسعة وبادلها هو أخرى شغوفة، فهم الآن يعيشون ماضيهم الذي تسلل إلى حاضرهم للمرة الثانية، رفع كلًا منهم حقيبته على ظهره وهذا تحديدًا عقب تبديلهم لملابسهم، فالطريق شاق وربما يصبح قاسي، لذلك ارتدوا ثياب سوداء غامضة كثيفة السُمك، تتكون من سترة بأكمام وبنطال، كانت الثياب تأخذ وضع أجسامهم بشكلٍ غريب، وكأنها وضعت بغرفة الكهف خصيصًا لهم..

"تبدو وسيمًا بهذه الثياب أيها الأزرق"
تمتم بها "خُضير" وهو يسير برفقتهم متجهين للغابة..

-" مازلت تحتفظ بمشاكتسك الطريفة تلك، يبدو أن السنين هنا لم تغيرك."

قالها "أنس" عقب نظرته الخبيثة له، فضحك هو وقال بملاعبةٍ:
-"كيف الحال"

كان يقصد بعينيه "نور" التي نظرت له ببسمة متسعة وقالت نيابتًا عن زوجها:
-" ماذا تظن؟، أُمسك بيده، و أقع بين أحضانه، أغمغم في أذنيه، وغير ذلك يحتوي أصابعنا على خاتم، ألم يكن ذلك كافيًا لأستنتاج أننا متزوجان!"

قهقهوا هم على طريقتها المغيظةِ بالحديث، بينما أضاف هو:
-" تزوجنا عقب عودتنا من هنا، مر على ذهابنا أربعون عامًا كما تقول أنت، ولكن في عالمنا هم عشرون عامًا فقط."

"بالأضافة أننا نمتلك دَليلة وزينب الآن."
وضعتها هي بآخر الحديث، فاتسعت حدقتيهم بحماسٍ متزايد، فَالحال بالنسبة إليهم أصبح أفضل بكثير، وتفكيرهم ذاك عائد على صورتهم المزعجة التي كانوا يتعاملون معها سابقًا..

"تغيرتم كثيرًا يا رفاق، أعني.. هذه الحالة، كانت مستحيلة من قبل، أهنئكم على ما وصلتم إليه."  وضعت "مُنيرة" جملتها بحبٍ ولطفٍ..

| چُــمَاڤـــيّ | °الجزء الثاني للعالم المعكوس° ✓Where stories live. Discover now