«علمَا تضحكِين؟! لستُ بذلِكَ الغباءِ لتنطلِيَ عليّ ألاعِيبُك حاجِزكِ الذّي تحتمِينَ بهِ سيتحطّمُ خلالَ دقائق».

«هل أنتَ واثِق؟»قالَت بسخريةٍ وفجأةً شعرَ السّاحِرُ الأسوَد بضغطٍ هائلٍ فرفعَ رأسهُ للأعلى وإذا بهِ يجدُ نيزكًا عملاقًا فوقَهُ مباشرَةً، فأيقنَ أنّهُ هالِكٌ لَو سقطَ فوقَه.

حرّكَت أستل أصابعهَا ورسمَت تعويذةَ تقيِد باستعمالِ حروفِ الرّون ولكنّ السّاحِر عكسَ التّأثير لتصِيبَها.

- أقرّ بأنّكِ قويّة، حتّى أنّكِ تجيدِين طرِيقةَ الإلقاءِ القدِيمَة ولكِنكِ جنيتِ على نفسِك بالاقترابِ مِن ساحِرٍ مخضرَم مِن المؤسِف أن تختفِيَ موهِبةٌ كموهِبتِك.

مدّ السّاحِرُ يدَهُ ففتِحَ شقّ أسوَدُ فِي الفرَاغ:«بمجرّدِ أن أغادِر سيتحطّمُ المكانُ وستختفِينَ معَه، كنتِ تسليةً جيّدَة ولكن غبيّة، لو أنّكِ ألقيتِ النّيزكَ بدلا مِن محاولةِ تقييدِي لربّمَا نجحتِ فِي قتلِي».

خطَى نحوَ البوّابة ولكنّ قدميهِ رفضتَا التّحرّك لذَا نظرَ نحوهَا ليجِدَ أنّهَا حرّرَت نفسهَا بالفِعل.

«أنت.. ما الذّي فعلتِه كيفَ جعلتِ ظلالِي تطيعُك ولَم أسمعكِ تلقِين أي تعوِيذَة؟! لَم أسمَع قطّ بساحِرٍ يمكنُهُ إلقاءُ التّعاوِيذِ دونَ ترنِيم!»

أزالَت أستل الحاجِز ثمّ أردَفت: «ربّمَا سأجيبُكَ لو كسرتَ اللعنَةَ التّي ألقيتهَا على عنقاءِ الظّلام، وقَد أبقِي على حيَاتِك».

- إذن كنتِ تهدفِينَ لكسرِ اللّعنة.

قهقهَ بجنونٍ وتشوّهت ملامِحه وقالَ شامِتًا:«أنتِ تحلُمِين، حتّى لو قتلتِنِي اللّعنةَ ستبقَى، ولن أكسِرهَا مِن أجلِك».

خفضَت أستل ذراعهَا فإقتربَ النيزكُ أكثر، ممّا جعلَ السّاحرَ يرتعِدُ داخِلَ أعماقِه:«لَن تجرئِي على قتلِي لأنّكِ تحتَاجِيننِي».

ضحِكَ بهستِيريّة وفي طرفةٍ عينٍ دوّى صوتُ إنفجارٍ تهشّمَ جسدُهُ على إثرِه ومُحِقَ دونَ تركٍ أثرٍ يذكَر:«لا أخبّ العبَثَ معَ المختلّين».

قالَت بإشمئزازٍ واضِح، واستعدّت للرّحيلِ بعدَ أن تحطّمَ المكَانُ باختِفاءِ مَن كَانَ يحافِظُ عَلى استِقرَارِه.

بعدَ أن استعَادَت وعيهَا، فتَحَت أستل عينيها وانتفضَت جالسَة مِمّا أخافَ فاير التّي كانَت بجانِبهَا، أخذَت الأخرى تتفحّص جسدَهَا بحثًا عن أي أثرٍ لجرحٍ أو ما شابَه وحينَ لَم تجِد شيئًا زفرَت بارتِياحٍ ثمّ أردَفت صارخَةً بوجهِهَا:

|The Stone | ~ الحجر : ساحرة القمرWhere stories live. Discover now