2- الحلقة الثانية

Start from the beginning
                                    

(منذ سنواتٍ قليلة)

في العام الثاني من أعوام دراستها بعد زواجها شارفت الاختبارات على القدوم و أعلنت الكلية عن بدء الامتحانات دون أن تعلم "سلمى" بذلك، فقد تفاجئت بموعد الاختبارات دون أن تحصل على ما يساعدها في مذاكرة دروسها، جلست على الأريكة تهز قدميها و هي تفكر في الحل، و كعادته دلف من العمل متأخرًا، فوجد ملامحها باهتة و القلق يخيم عليها، سألها باهتمامٍ:

"مالك يا سلمى ؟! حصل حاجة زعلتك ؟! فيه حد ضايقك ؟!"

حركت رأسها نفيًا ثم قالت بتوترٍ:
"الجدول نزل و اتفاجئت بالامتحانات يا أحمد، مجيبتش ملازم و قولت المحاضرات معايا و خلاص، بس اللي حصل أني اتفاجئت، المحاضرات مش كفاية"

ابتسم هو لها ثم سألها بسخريةٍ:
"يا عبيطة ؟! هو دا اللي قالب وشك كدا ؟! أنا قولتي الأكل اتحرق ولا حاجة، و ساعتها كنت هروح اوصلك عند أبوكِ"

طالعته بدهشةٍ من حديثه، بينما هو أبتسم لها ثم أخرج هاتفه يطلب رقمًا لم تعرفه هي حتى وصله الرد و استمعت هي للمكالمة بعد ضغط هو على مكبر الصوت؛ ليصله صوت "عمار" يقول بنبرةٍ هادئة:

"أبو حميد الغالي متقلقش، طلبك جهز و بكرة هيوصلك متخافش، حتى اللي لسه هينزل نسختك محفوظة منه"

رد عليه "أحمد" براحةٍ ظهرت في نبرته:
"الله يباركلي فيك و ينجحك و يرزقك باللي بتتمناه، متشكر اوي و بكرة هقابلك و أخدهم منك"

أغلق معه الهاتف بينما هي نظرت له بتعجبٍ فقال "أحمد" بنبرةٍ هادئة:
"مش عاوزك تقلقي و لا تخافي من أي حاجة و أنا معاكِ، أنا عرفت و الملازم هتوصلك و تذاكري، و مش عاوز منك حاجة تانية، لحد ما امتحاناتك تخلص"

سألته بلهفةٍ:
"طب أنتَ عرفت ازاي ؟!"

أجابها هو بفخرٍ:
"حاجة مش جديدة، أنا متابع كل أخبار جامعتك و عارف كل حاجة، و عمار برضه بيعرفني كل حاجة، ذاكري من محاضراتك اللي معاكِ و أنا بكرة لما أخد الملازم هجيبهم هنا علشانك"

سألته هي بنفس اللهفة السابقة و قد غلف الاختناق صوتها من البكاء:
"ليه تتعب نفسك و عمال تضغط عليها كدا ؟؟ عمال تشتغل أكتر منهم، و مش قابل بمساعدة حتى، و شاغل نفسك بيا، حتى حقوقك مني صابر عليها، أنا زي الحِمل عليك هنا، صدقني لو سيبتني أنا مش هزعل"

رد عليها هو بنبرةٍ جامدة:
"أنتِ بتقولي إيه يا سلمى ؟! حِمل ؟؟ أنتِ حِمل إزاي ؟! و قولتلك كفاية وجودك معايا، انجحي و افرحي و أنا اللي هنجح و أفرح باللي هتوصليله، أنا بحبك يا بنت الناس"

ردت عليه هي بنبرةٍ باكية:
"بس دا كتير عليك، أنا بقيت أحس أني ظالمة، واحد بيحارب علشاني من كل الجهات و أنا في الأخر باخد على الجاهز"

يوم الجمعة (تعافيت بك)Where stories live. Discover now