2- الحلقة الثانية

ابدأ من البداية
                                    

زفر هو بقوةٍ ثم تحرك يجلس على ركبتيه أمامها و هو يسألها بنبرةٍ هادئة حنونة:

"أنا أشتكيت ؟! أو تعبت حتى ؟! أنا الحمد لله ربنا مقدرني أوي، و صحتي بقت الضِعف، و طاقتي كبرت من غير ما أعرف السبب، كل دا علشانك أنتِ، و هحارب علشانك أنتِ، و لو أخر نفس فيا أنا هحارب بيه علشانك أنتِ، اللي بيحب الورد بيراعيه مش يقطفه، و أنا قولتلك أرضي معرفتش الخير غير بوجودك فيها، بلاش هرمونات الامتحانات تطلع عليا، بدل ما أبوظ وشك دا"

ضحكت من بين دموعها، فيما ضحك هو الأخر ثم رفع جسده يحتضنها و هو يربت بكفيه عليها ثم قال بصوته الرخيم:
"يعني عمال ألمحلك بأغاني بهاء سلطان، و عمال أقول هتفهم أني بعمل كدا علشانها، و البت مفيش مُخ خالص"

سألته بصوتٍ مختنقٍ بعدما مسحت دموعها:
"فين أغاني بهاء سلطان دي مسمعتهاش، جدول الامتحانات نكد عليا و مشوفتش حاجة"

ضحك هو عليها ثم أخرج هاتفه يضعه أمامها بعدما فتحه على فيديو قصير خاص بصورهما سويًا في مختلف الأعمار يمر بتلك الصور و يرافق ذلك المرور صوت الكلمات الآتية:

"أنا مش معاهم أنا معاكِ....مطرح ما هتروحي وراكِ..... أنا كنت تايه و صغير....و الحب خلاني أتغير....أنا كنت حبيبتي كأني شيطان و بقيت ملاك و أنتِ ملاكِ.... صدقيني أنا عاوز أعمل أي حاجة علشان أرضيكي، عاوز ابقى حد يستاهل بجد يبقى ليكِ....صدقيني أنا عاوز أعمل أي حاجة علشان أرضيكي....عاوز ابقى حد يستاهل بجد يبقى ليكِ....كنت تايه و لما شوفتك أبتدت أحلامي بيكِ....و اللي فات بقى ذكريات دا أنا ابتديت عمري بـهــواكِ"

ابتسمت هي بسعادةٍ بالغة و انفرحت اساريرها، فيما قال هو بنبرةٍ صوتٍ رخيمة:
"كل ما أحب افرح بنفسي و أحس أني إنسان بجد، بعرف أني لازم أفرحك و أساعدك أنتِ"

بعد مرور ساعة تقريبًا بعدما تناولا العشاء سويًا، حينها أمرها بالجلوس حتى تستذكر دروسها، بينما تحرك هو للداخل يقوم بعمل النسكافيه لهما سويًا، ثم جلس يتابع عمله على الحاسوب و هي بجواره تُذاكر المحاضرات التي سبق و دونتها في دفترها، و سرعان ما أتت فكرةٌ ببالها لتقول بحماسٍ:

"وقف شرب بسرعة !! استنى"
توقف "أحمد" عن ارتشاف مشروبه فيما أخرجت هي هاتفها بسرعةٍ ثم أمسكت كفه تُشكل بإصبعيه نصف قلب و أكملته هي باصبعيها، و قامت بالتقاط الصورة و سط حاسوب عمله و دفتر دروسها، ثم قالت بحماسٍ له:

"أحلى US في الدنيا كلها"

خرجت من تلك الذكرى لتذهب لأخرىٰ أكثر سعادةً و فرحًا حيث
كانت "سلمى" ترتدي زي التخرج و القبعة أيضًا و تبتسم بسعادةٍ و بجوارها العائلة بأكملها و أولهم هو و على ذراعه صغيرته "ليلى".

كانت "سلمى" حينها تشعر بالفخر و الحماس و كأنها امتلكت الدنيا لنفسها، ففي كل دور فُرض عليها؛ أثبتت نفسها فيه بجدارة، ذُكر اسمها من وسط أكفأ الطالبات و أكثرهم تفوقًا في الدُفعة التعليمية، فحثها "أحمد" يشجعها بقوله:

يوم الجمعة (تعافيت بك)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن