3- ماذا يجري

Start from the beginning
                                    

وقفت عن الحركة وأخذت أنظر حولي بعشوائية في اماكن متفرقة ثم همست باكية: (كيان) لو أنت سامعني أ.....

قطعت حديثي وصمتُّ لبرهة قصيرة، أطرقت رأسي وزاد بكائي مدركة سوء ما كنت سأتفوه به ثم تنهدت وأردفت : أوعى تأذي بابا

كنت عدت لعقلي في تلك اللحظة السريعة، فيمَ كنت أفكر، الشيطان عبث بعقلي لأقول _بين نفسي_ أشياء لا أعنيها ولا أتمناها أبدًا، كيف أفكر في إيذاء أبي؟ كيف سيطرت عليّ هواجس سوداوية كتلك؟! قوة ونفوذ ذاك الكيان حقيقية ومخيفة وقد رأيتها بنفسي فكيف أتفوه بالحديث هذا وإن كنت لا أعنيه؟!

تنهدت مرة أخرى وأفترشت على سريري بينما اتفحص عنقي وأمسه بخفة وأدلك قدمي التي ارهقتها بإنفعالي من ثَم امسكت بمشرط ووضعت خطًا رأسيًا على مقدمة سريري الخشبي بجانب خمسين خطٍ آخر .. كل تلك الخطوط جروح ورضوض وألم.

تنهدت بوجع وزممت شفتاي، ولم اجد ما أفعله سوى أن أتصل بأكثر شخص يهون عليّ أمري .. صديقتي (حياة) ..

هي في الواقع خالة رفيقتي (ليلى) .. امرأة خمسينية تعمل بأحد الهيئات الحكومية التابعة لوزارة الثقافة، جمعتنا الصدف اول مرة منذ ثلاثة شهور في مكالمة هاتفية دامت لأكثر من ساعة لآخذ الأمر بشكل دوري كلما شعرت بالحزن؛ فأتحدث معها وأفرغ جوفي مما يؤرقه، وهي بالوقت نفسه تشارك معي علمها الواسع وخبرتها حتى صارت لي اعز صديقة، لدرجة ان لدينا أسماء مستعارة نسميها لبعضنا؛ هي طلبت مني ان اناديها بأسماء كـ(وايني) و(ڤوليم تي) و(لو بيم تا) وأخبرتني انها أسماء من الحضارات حول العالم وأنا طلبت ان تناديني بـ(الموكوسة) كاسم ووسم مكتسب في الوقت ذاته

هي امرأة شديدة الذكاء والحكمة بشكل لا أعتقد سأراه يومًا غير منها، حديثها الهادئ الرزين دائمًا ما يشعرني بالراحة، واسعة الثقافة فأسمع منها مختلف العلوم من كل حدب ولا أمل قط..

لم أقابلها وجهًا لوجه من قبل ولا أعرف شكلها لأن والدي لا يسمح لي بالخروج أو زيارة أحد ولكنها دائما ما تعوضني عن غياب أمي المتوفاة وتسمع لي وتخفف عني بالحديث.

حكيت لها كل ما حدث، بما في ذلك تفكيري وحتى جزء (كيان) فهي بالفعل تعلم بأمره وكثيرًا ما تخبرني أن تحقق أحلامي مجرد صدفة أو أبتكار من عقلي للخروج من واقعي ... هي انسانة منطقية وواقعية لذلك اعزي لها تكذيبها للأمر لهذا في المقابل أنا أحاول التغاضي عن الرد ، وبعد أن انتهيت زفرت هي بضيق وقالت:
انا فخورة بيكِ انك رجعتي عن تفكيرك بسرعة ... بس ... مش عارفة ابوكِ مش ناوي يجبها لبر ليه ... تحبي آجي أكلمه؟ أنا أكبر منه لو كان لسة عنده شوية من الرجولة ممكن يسمع مني

_متغلطيش فيه لو سمحت عشان دا والدي، وبعدين انا بجد ارتحت اني أتكلمت وخلاص كدا، شكرا يا ماما (حياة)
همست بنبرة غاضبة معاتبة ثم أبتسمت في الأخير ومسحت عبراتي

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 22 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أحلام العصرWhere stories live. Discover now