الفصل الثالث

Start from the beginning
                                    

«يا له من أسلوب غبي في الاعتناء بمبنى ! »
قالت لاهثة وهي تلقي بنفسها إلى داخلها. كان عليها أن ترمي عصاها وتتعلق بالباب المفتوح بغية أن لا تُدفع خارجًا مرة أخرى.

وحين أخذت تلتقط أنفاسها،أدركت أن أحدًا يقف أمامها، ممسكًا بالباب أيضًا. كان أطول من صوفي بقدر رأس، لكنها رأت أنه ليس إلا طفل، يكبر مارثا قليلًا.
وبدا أنه يحاول إغلاق الباب دونها ويخرجها من الغرفة الدافئة المضاءة بالمصباح ذات العوارض الخفيضة خلفه، إلى الليل ثانية.

«لا تكن وقحًا فتغلق الباب في وجهي يا بنّي !»قالت.

«ما كنت سأفعل، لكنك تبقين الباب مفتوحًا
احتج،«ماذا تريدين؟»

نقلت صوفي نظرها فيما استطاعت رؤيته خلف الصبي. كان عدد من الأشياء التي تعود للساحر على الأرجح تتدلى من العوارض،
سلائك من البصل، وحزم من الأعشاب، ورزم من الجذور الغريبة. ثمة أشياء أخرى تعود للساحر قطعًا من قبيل الكتب ذات الأغلفة
الجلدية، والقناني المتصدعة، والجمجمة البشرية البنية القديمة الباسمة. في الجانب الآخر من الصبي كان الموقد وفي مصطلاه تشتعل نار صغيرة. كانت نار أصغر بكثير مما يوحي كل الدخان في الخارج، ولكن هذه ليست إلا غرفة خلفية من القلعة مثلما تبين.
ما كان أكثر أهمية في نظر صوفي أن هذه النار قد بلغت مرحلة الاضطرام الحمراء، وفيها لهب صغير أزرق يتراقص على الجذول،
ووضع قربها في أكثر المواضع دفئًا كرسي خفيض عليه مخدة.

دفعت صوفي الصبي جانبًا وتهاوت على الكرسي. «آه! يا لحظي!»،قالت، وهي تريح نفسها عليه. كان ذاك نعيمًا، فقد بثت النار
الدفء في أوجاعها، وأسند الكرسي ظهرها وعرفت أنه إن أراد أحد إخراجها فعليه استخدام سحر شديد عنيف لفعل ذلك.

أغلق الصبي الباب، ثم حمل عصا صوفي وأسندها بتهذيب على الكرسي من أجلها. ادركت صوفي أن لا أثر لحركة القلعة عبر التلال، ولا أثر لقعقعة أو أدنى اهتزاز. يا للغرابة ! «أخبر الساحر هاول»،قالت للصبي، «أن هذه القلعة ستتداعى أمام ناظريه إن تحركت أكثر».

«القلعة تحت رقية تحفظها متماسكة»،قال الصبي،«لكني أخشى أن هاول ليس هنا الآن».

كان هذا خبرًا سعيدًا لصوفي.

«متى سيعود ؟ » سألت بشيء من التوتر .

«ربما لن يعود حتى غدٍ»، قال الصبي ، «ماذا تريدين ؟ أيسعني مساعدتك بدلًا منه ؟ أنا مايكل، مساعد هاول»

كان هذا خبرًا أسعد.
« اخشى أن الساحر وحده من يسعه مساعدتي »، قالت صوفي بسرعة وحزم.
كما كان هذا حقيقيًا على الأرجح.

«سأنتظر، إن لم تمانع ». كان جليًا أن مايكل يمانع، فحام حولها بشيء من العجز.

فأغمضت صوفي عينيها وتظاهرت بأنها غطت في النوم لتبين له أنها لا نية عندها بأن يطردها مساعد.

قلعة هاول المتحركة Where stories live. Discover now