الفصل الرابع والعشرون♥️

ابدأ من البداية
                                    

-بنتك هر*بت ...هر*بت وفض*حتنا كل ده بسببك معرفتش تربي !
قالتها علياء وهي تدعي الانفعال ...لكن من داخلها كانت سعيدة أنها تخلصت من تلك الفتاة المستفزة ...كانت سعيدة وهي تري عثمان ناكس الرأس منهار بسبب ابنته قليلة الحياء ...ابنته التي فض*حته وهر*بت ...لقد ضغطت عليها  علياء ...تعترف انها عاملتها بس*وء لكي تقدم علي اي تصرف مت*هور فيع*ذبها والدها ...حسنا هي لم تتوقع أن تصرف ميار سيكون بتلك الجراءة ...أن تخدر عائلتها وتهرب ...سيكون أفضل لو سلطت عثمان أكثر عليها حتي يتحكم به غضبه ويق*تلها ...فهي ابدا لا تريد لتلك الفتاة  أن تأتي هنا ...تتمني م*وتها أو زواجها حتي طالما ستبتعد عنها ولن تعترض طريقها للحصول علي المنزل الذي تعيش به مع عثمان !!...
كان عثمان جالس وهو يغ*لي ...يفكر انه يريد ان يجد ميار بأي طريقة ويقسم انه عندما يجدها سوف يقت*لها ...لن يرحمها ابدا ...سوف يتخلص من تلك الفتاة التي الحقت به العار...ولكن اين  ذهبت ...أين قد تكون ...هو حقا سوف يجن ...ذهب الي كل الاماكن التي يمكن أن تقصدها فلم يجدها ...حتي انه ذهب لعلي ولكن علي لم يخبره أي شئ ...كل ما يقوله انه لم يراها ابدا ...كما أن علي تزوج بالفعل من فتاة اختارتها والدته واخبره بوضوح انه لا يريد ان يرتبط اسمه بإسم ميار فهو يريد أن يحافظ علي منزله ...اذ انه بدا مرتاح معها ...
اغتاظت علياء وقالت :
-هو ده اللي فالح فيه يا عثمان ...بنتك هر*بت وانا قاعد ساكت وهادي ...كأنها مش جابتلك الفضي*حة والعار...
-اخر*سي ...اخ*رسي يا علياء ...
قالها عثمان وهو يط*حن اسنانه بع*نف ...كان كفه يؤ*لمه ..يريد أن يفرغ غضبه ...
نهضت علياء وهي تضع كفيها في خصرها وقالت ؛
-نعم يا اخويا ...انت بتتشطر عليا بدل ما تتشطر علي بنتك الفلت*انة ..
نظر عثمان إليها وعينيه حمراء من الغضب وقال:
-قولتلك اسكتي يا علياء والا وديني ..وديني انتِ اللي هتأخدي عل*قة مني لحد ما تقولي حقي برقبتي ...أنا مش عايز اتغا*بي عليكي ...فاحسنك اتعدلي بدل ما اعدلك ..
-لا مش هتعدل ...مش هتعدل يا عثمان وريني هتعمل ايه ...يعني انت مش قادر علي بنتك جاي تتشطر وتعمل راجل عليا ...
نهض عثمان ببطء ثم شد علياء من شعرها وهو يصرخ بها :
-انا هوريكي اني راجل يا علياء ...
ثم اوقعها علي الأرض وبدأ يضر*بها بع*نف ...كانت علياء تصرخ بشدة ولكنه لم يرحمها بل كان يشدها علي الأرض من شعرها بعن*ف ...امسكت كفه وقبلته وهي تقول:
-ابوس ايديك يا عثمان كفاية ...كفاية انا همو*ت في ايديك ...
اوقفها وهو يجذ*بها من شعرها ...شعرت بخصلاتها تتم*زق ...
عينيه كانت حمراء وهو ينظر إليها ويقول:
-بعد كده تحطي لسانك في بوقك واياكي تتكلمي ... انتِ فاهمة ولا لا ...
هزت رأسها وقالت:
- حاضر والله ما هتكلم ...والله ما هتكلم ...
دفعها بعن*ف وقال:
-غو*ري جيبي حاجة اكلها ...
ذهبت مسرعة الي المطبخ وهي تبكي ..صحيح عثمان يحبها ولا يضر*بها ولكن عندما يفقد اعصابه لا يهمه أي احد ..ما كان يجب عليها ان تستفزه !!!
..........
في منزل الخالة نوال....
وضعت ميار الصينية علي الطاولة الصغيرة وقالت بإبتسامة :
-يالا يا خالتو عملتلك العشا...
نهضت الخالة نوال وهي تشعر بالتعب ثم اقتربت من الطاولة وجلست عليها وهي مبتسمة وبدأت تأكل هي وميار ...كانت ميار سعيدة جدا بصحبتها...كانت تشعر انها مع والدتها ...
امسكت فجأة نوال كفها وقالت:
-انا فرحانة اووي بيكي يا ميار ...بعد ما اولادي اتجوزوا محدش سأل عليا ...
لمعت عينيها بالدموع واختنق صوتها ..واكملت:
-انتِ جيتي ليا زي ملاك من السما...
ابتسمت ميار وضمتها وقالت:
--وهبقي معاكي دايما..
........
في غرفة ادم ومهرا ....
كانت تضم الغطاء الي جسدها ودموعها تنساب بينما ادم يجوب الغرفة وهو لا يصدق ما حدث ...كيف يحدث هذا ...كيف تكون عذراء وقد تعرضت للإغت*صاب ...شعر ادم أن عقله متوقف تماما عن العمل ...
نظر إلي مهرا وقال:
-ازاي ده حصل ؟!ازاي ...
لم ترد عليه مهرا بل ظلت تنظر إلي الأسفل وهي تتمسك بالغطاء جيدا ...تشعر وكأن كل السعادة التي كانت تشعر بها تبخرت الان ...تبخرت عندما ابتعد عنها وجعلها تشعر بالفراغ ...
-مهرا انطقي ازاي ده حصل ؟!
قالها بانفعال دون أن يقصد إلا أنها شهقت وانفج*رت بالبكاء وهي تقول بتلعثم:
-م..معرفش والله معرفش ..أنا ...انا ..
كانت كلماتها غير مترابطة ...تتنفس بعن*ف ودموعها تتدفق بقوة ...شعر بالشفقة عليها واتجه إليها وهو يشدها ويضمها إليه ..ليرتفع صوت بكاءها وهي تستلم لعناقه ...فاحتواءه هو  كل  ما إرادته الان ...هي ضعيفة وتعاني ...تخاف ...وسكينتها هي ذراعيه ... علاجها هو حبه ....تمسكت به  كالغريق الذي يتمسك بالقشة وهي تبكي ...تبكي كل شئ ...وهو تركها تفرغ ما في داخلها....ويبدو انه فهم الأمر لقد خد*عها مروان اوهمها انه اعت*دي عليها ولكنه لم يبدو انه لمسها ...كان يجب أن يسيطر علي نفسه والا يسألها بتلك الطريقة التي تج*رحها...ولكن الصدمة كانت كبيرة عليه ...هو للحظات توقفت دماغه تماما عن العمل...
ابتعد مهرا عنه وهي تبكي وقالت:
-صدقني يا ادم معرفش ايه اللي حصل وقتها..أنا كنت متخدرة ..لما صحيت لقيت نفسي من غير...من غير ...
كلماتها تقطعت وانفج*رت بالبكاء مرة اخري .
.ربت ادم علي ظهرها وهو يقول بهدوء:
-خلاص اهدي ..اهدي معني كده انه مقدرش يعملك حاجة ... المري*ض النفسية ده بس اوهمك عشان يك*سرك ...
ابعدها قليلا وهو يعانق وجهها ثم بدأ يمسح دموعها وابتسم وقال :
-انا آسف ....أنا بحبك مهما حصل يا مهرا ...بس كون انه مش لمسك دي حاجة فرحتني اووي ...متعرفيش قد ايه فرحت ..
ابتسمت له ليقترب هو منها مرة اخري  ...يضمها اليه وينسيها العالم ...يسكن ولو مؤقتا ذلك الأ*لم الذي يقبع في قلبها !
..............
كانت تجلس علي فراشها ...ترجع ظهرها للخلف ..شعرها الأسود الطويل ينسدل علي وجهها ... كان عقلها مشغول به ....منذ الصباح وهي تفكر به ...حاولت إخراجه من عقلها عدة مرات ولكنها فشلت تماما في هذا ....أنس استطاع أن يسيطر علي عقلها ...استطاع كسبها لصفه...رغم هذا هي لا تريد أن تركض خلف قلبها ...يجب أن تتبع عقلها ...وتري هل انس مناسب لها أو لا ..يجب أن تقرر ...تفكر علي مهل ولكن داخلها كانت تريد أن توافق بشدة ...تريد أن تكون معه....ولكنها خائفة...خائفة لو تزوجته ستحبه أكثر وحينها قد يتح*طم قلبها إن قرر يوما تركها ....لا يعرف لماذا تفكر بالاحداث الحزينة فقط ....لا تعرف لماذا هي فاقدة الثقة بكل شئ لتلك الدرجة ولكن حياتها ابدا لم تكون سهلة ..طفولتها كانت صعبة ...حتي من تزوجته تخلي عنها ...كل ذلك يجعلها تخاف ولكن ادم مر بالأسوأ... يكفي انه تخلي عن احلامه ولكن رغم هذا احب مجددا ...الاعمي يستطيع يري انه يحب مهرا ...رغم الصعوبات التي تواجهه للبقاء مع مهرا الا انه يحبها ولا يهتم ابدا بالأمر ...ارادت حقا ان تكون شجاعة كآدم ولكنها للأسف فشلت ...لا أحد مثل ادم ...لا أحد يمتلك قوته وإيمانه ...
تنهدت وهي تغمض عينيها بينما قلبها يرتجف وهي تتذكر انس ...انس الذي يحتل قلبها يوما بعد يوم ...انس الذي يلاحقها بإصرار...يريد أن يظهر حبها له ...هي تعرف أن انس لن يستسلم حتي تظهر حبها له كامل ...ابتسمت وهي تتذكر ما فعله لأجل اخيها ...انس ببساطة استطاع كل مشكلة اخاها...ض*حي بصفقة كادت تربحه الملايين من اجل ادم ...حقا ما فعله جعله يكبر في نظرها..تسطحت علي فراشها وقد اتخذت قرارها دون رجعة ستتمسك بسعادتها !!
..........
في اليوم التالي ...
سحبت شعرها الطويل بين يديها ثم أمسكت دبوس الشعر وهي تلف شعرها لكي تبدأ في تحضير الافطار...بعد الافطار قررت أن تتكلم مع ادم وتخبره بقرارها ...نعم هي ستوافق علي أنس ...توافق علي منحه فرصة ...ليس ليكون زوجها فحسب بل ليكون كل حياتها ...ليدخل قلبها وتحبه براحة دون أي خوف ...عرفت أن هذا سيكون صعبا في البداية ...من الصعب جدا أن تبين مشاعرها بسرعة
وكم تتمني أن يتفهم انس ذلك ...تمنت أن يتفهم طبيعتها جيدا والا يتأفف منها أو يستسلم ...ولكن لا تعرف لماذا هي واثقة أن انس مختلف تماما عن سامر ...هو صبور.و...
ولكنها قاطعت أفكارها بحزم وهي تفكر انها يجب ألا تنجرف بتفكيرها ...يجب أن تسيطر علي نفسها اكثر من هذا ...لن تريه بسهولة انها تحبه...لن تسمح لأحد أن يري ضع*فها حتي لو كانت تحبه....
صفت مرام عقلها وبدأت في اعداد الفطار بهدوء كما اعتادت ...قررت بعد الافطار ان تتكلم مع ادم وتخبره بقرارها النهائي ! ولكن جل ما كانت تفكر به هو عندما تذهب الي الشركة كيف ستواجهه ...اخرجت البيض وهي شاردة ثم كسرته لتضعه علي رخام المطبخ بدلا من الطبق...وضعت كفها علي فمها وهي تتراجع لتسمع ضحكة خافتة وصوت ادم المتسلي يقول :
-ايه اللي واخد عقلك يا بسبوسة ...
نظرت مرام إليه وقد احمر وجهها بقوة وقالت بإرتباك:
-مفيش حاجة ...شردت شوية  ...

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن