الفصل الثامن عشر♥️

ابدأ من البداية
                                    

وقفت ليلي في المطبخ وبهتت وهي تري مهرا تصنع القهوة في المطبخ بينما تتكلم بصوت عالي وتردد خطواتها :
-هنجيب الأول الابريق الصغير ..وبعدين هنحط فيه الميا الأول ..
حكت شعرها بحيرة وهي تقول:
-يا تري نحط الميا ولا السكر والبن الأول ...هو ادم قال اعملها ازاي ...اتصل بيه دلوقتي واسأله ...بس هتكون سخا*فة مني ..شكلي هجيب تليفوني وافتح اليوتيوب واشوف الوصفة..
قالتها أخيرا وهي تحسم.امرها ...ثم نظرت لتجد ليلي تنظر إليها بدهشة ..ابتسمت مهرا بح*رج وقالت:
-اصلي متعودتش أعمل قهوة بصراحة ..ولما ادم عملها ليا وشربتها حبيتها وحبيت اجربها تاني ...بس أنا بهدلت الدنيا سوري...
ابتسمت ليلي وهي تنظر إليها وشعرت بأ*لم طفيف في قلبها...كانت تشعر بالذ*نب لانها عاملتها بطريقة سي*ئة واته*متها انها من تسببت لوالدتها بالم*رض ..
كيف نست ان مهرا هي من واستها عندها مر*ضت والدتها ...كانت تخبرها بلطف انها ستكون بخير..هي من ضمتها وهدأت من روعها عندما كانت من*هارة وليلي بسبب انفعالها افرغت احبا*طها بها ...هذا جعل ليلي تشعر ان ضميرها يجل*دها بقوة...صحيح ان مهرا طائشة ولكن بعد م*رض والدتها اصبحت تتصرف بمسئوولية ....تقف مع الجميع بلطف ولا تشتكي كالسابق ...
نظرت مهرا الي ابتسامة ليلي وهي تشعر بالح*رج اكثر وقالت:
-اكيد دلوقتي بتتريقي اني معرفش أعمل أي حاجة وفاشلة ...بس أنا هتعلم وابقي شاطرة زيك انتِ ومرام وطنط حسناء وادم كمان ...بس أكيد عايزة شوية وقت مش كده ومش هتعبكم خالص ولا اقول علموني ...أنا هتعلم من اليوتيوب فيه قنوات طبخ هايلة بتعمل كل الاصناف ..
ضحكت ليلي وقالت:
-يا ستي وعلي ايه اليوتيوب أنا هعلمك تعملي قهوة ازاي ...بصي واتعلمي ...
ثم اقتربت منها وهي تبدأ امامها بإعداد القهوة بينما مهرا تتعلم بشغف ....
....
اخيرا انتهت ليلي من صنع القهوة وقالت:
-تعالي نشربها في الصالة ...
هزت مهرا رأسها وهي تأخذ كوب القهوة الخاصة به وتتجه للصالة ...
جلسا علي المنضدة سويا وهم يتكلمان سويا بمواضيع متفرقة ...كانت ليلي تنظر إلي مهرا وتبتسم لها بلطف وهي تراها تتكلم بعفوية شديدة ..عرفت ليلي أن مهرا ليست كما تبدو مدللة ووق*حة...بل هي لديها قلب صافي وروح شفافة للغاية ...الفتاة حقا طيبة ولكن يبدو أن أسلوب تربيتها كان خاطئ تماما ...
-انا اسفة !!
قالتها ليلي فجأة بخجل وهي تنظر بخجل ...هي تخجل بسبب سخ*افتها مع مهرا ...تخجل بسبب الاتها*مات الباطلة التي ر*متها في وجهها ...ولكن ذلك اليوم كانت غاضبة حقا بسبب الذي حدث لوالدتها فألقت علي الفتاة المسكينة اللوم دون أن يكون لها أي ذنب في الموضوع ...ليلي لن تسامح نفسها ابدا الا اذا مهرا سامحتها ...مهرا حقا تستحق اعتذار عما بدر من ليلي ..هكذا فكرت ليلي وهي تنظر إلي مهرا ...
نظرت مهرا الي ليلي بدهشة شديدة وقالت:
-مش فاهمة بتعتذري ليه ؟!
ابتلعت ليلي ريقها وقالت:
-بسببي سخافتي معاكي ...أنا اته*متك انك السبب في حالة ماما و ..
أمسكت مهرا كفيها وقالت :
-مفيش اي مشكلة يا ليلي ..أنا مقدرة انك كنتي قلقانة علي طنط وكلامك شوية مضبوط ...من اول ما دخلت حياتكم وهي اتشقلبت خالص ...أنا حاسة اني زي ما بتقولوا كده اني نحس....
ضحكت ليلي بقوة وقالت:
-لا والله ده انتِ عسل يا مهرا ...وادم باين عليه بيحبك اووي ...
-بجد ادم بيحبني ..بجد. ..
ضحكت ليلي وقالت:
-ايوة يا بت اومال ليه هو اتجوزك يا هبلة ...
-اه صح ...
قالتها مهرا بخ*يبة أمل لتقول ليلي:
-قومي هاتي.حضن شكلنا هنبقي أصحاب اووي ..
نهضت مهرا ثم عانقت ليلي بحب ...
فُتح الباب فجأة ليدخل ادم ...
.........
وقف ادم فجأة وهو ينظر للمنظر الماثل أمامه ...كان مصدوم حقا وهو يري ليلي تعانق مهرا ؟!!ماذا حدث؟!
-ايه اللي أنا بشوفه ده ؟!
قالها ادم بصدمة لتبتعد مهرا عن ليلي ...
ربعت ليلي ذراعيها وقالت:
-ايه هو اللي بتشوفه يعني يا استاذ ادم ...اتنين بيحضنوا بعض ...
ضحك ادم وقال:
-انا مش مصدق مبادرتك دي يا ليلي حاسس انك تعبانة ولا حاجة ...ايه اجيبلك الدكتور...
احمر وجه ليلي من الغضب وقالت:
-ابيه بطل تتريق عليا لو سمحت ...
ضحك هو وقال:
-اصلا ايه اللي جاب القلعة جمب البحر بجد ...بس عادي أنا مش مستغرب ده زمن العجايب...
ابتسمت مهرا لتقترب ليلي منه وتقول:
-انت ليه محسسني اني شر*يرة يا أبيه ..
-استغفر الله ...شريرة وأنتِ ...أنتِ يا لولا مفيش اطيب منك ...لدرجة اني بخاف علي مراتي منك ...لاحسن اصحي في يوم والاقيكي اكلتيها ...
ضحكت مهرا لتصرخ ليلي وتقول:
-بقا كده يا أبيه ..بتتريق عليا عشان مراتك ..ماشي ...متكلمنيش تاني ...
ثم كادت أن تذهب الي غرفتها بغضب الا انه جذبها إليه وهو يقول:
-رايحة فين بس ...أنا بهزر معاكي يا بسبوستي ...
ثم قبلها علي وجنتها وقال:
-يالا دلوقتي روحي ذاكري عشان بالليل نتفرج سوا علي اي فيلم أنتِ عايزاه ...ماشي ...
كادت أن ترد عليه إلا أن جرس الباب رن ...
-دي اكيد مرام جات من الشغل ... دايما بتنسي مفتاحها ...
ثم ادم لفتح الباب ليحمر وجهه من الغضب وهو يري جابر عزام أمامه ...
-عايز ايه ..
ولج جابر عزام دون إذن وقال:
-عايز حفيدتي يا آدم ...طلقها  فورا ...
غاص قلب مهرا بخو*ف ليقترب ادم منها ويقول:
-مستحيل تخرج من هنا .
-انا عايز حفيدتي...عايزها يا آدم خلاص طلقها وسيبها....
قالها جابر بهياج وهو يحاول جذب مهرا الا أن مهرا ابتعدت وهزت رأسها بالنفي ...
نظر ادم الي مهرا لبضعة لحظات ثم نظر إلي جده وقال:
-انا مش هجبر مهرا لا تقعد هنا ولا تروح معاك يا جابر عزام ...اللي عايزاه مهرا أنا هنفذهولها...لو عايزة تمشي من هنا أنا مستعد أطلقها...لكن لو اختارت تقعد... اعرف انها مراتي ...تخصني واللي يخصني مستحيل يبعد عني ...
ارتعش قلب مهرا وهي تنظر إليه...للمرة الأولي تشعر أنها تنتمي لرجل ...هي تنتمي لآدم !!
-مهرا تعالي ..
صرخ بها جدها لتقول هي :
-لا يا جدي ..أنا هبقي مع ادم هنا ...
ثم أمسكت كف ادم وهي تنظر إليه ..كانت عينيها العسليتين تفض*ح حبها له...
احمر وجه جابر من الغضب ثم اقترب منها وهو يشدها ولكن ادم بسهولة جذبها إليه ثم جعلها تقف خلفه وهو يقف بينها وبين جابر ويقول وعينيه الزرقاء تبرق بغضب مخيف:
-قولتلك يا جابر عزام ان مهرا لو قررت تبقي هنا يبقي هي تخصني ...واللي يخصني مستحيل يبعد عني!!!
امسكت مهرا ذراع ادم ...كانت تنظر إليه وهي تشعر بالدموع تتصاعد بعينيها ..هل هذا يعني انه يحبها كما هي تحبه...لم تكن تريد أن تأمل ولكن حماية ادم لها ذلك الشكل تشعرها ان في قلبه مشاعر لها ....تمنت هذا من كل قلبها ...تمنت ان يحبها رجلا كآدم ..رجل صادقة شجاع ومتفاني في حبه ...متي  تغيرت مهرا ؟!هي حقا لا تعرف ...ولكن جل ما تعرفه انها تنتمي لهذا المكان ...رغم انها لم تعتاد بعد علي حياتها هنا الا انها تعرف من داخلها انها تنتمي لادم ..وستكون في المكان الذي يكون به ....
اكمل ادم حديثه وقال:
-اظن حفيدتك اختارت ...لو سمحت متجيش هنا تاني !!!
.........
في المساء ...
امتدت يديه الي حجابها لينتزعه برفق ...ثم بكفه شد الدبوس الذي يربط راسها في شكل كعكة لينفرد شعرها كالشلال ...كان شعرها طويل ...حالك للغاية ويحبس الانفاس  ...كتم أنس انفاسه وهو ينظر الي مرام وقال:
-سبحان الله ...سبحان الله مشوفتش اجمل منك في الدنيا دي ...ليه حق قلبي يحبك ...
احمرت بقوة وهي تفرك كفيها بتوتر ليشدها هو إليه حتي التصقت به واكمل:
-انتِ ملاكي ...
ارتعشت شفتيها وهي تبتسم ...شعرت أنها قلبها يخفق بقوة داخل صدرها...يخفق بطريقة لم يخفق بها من قبل ...عيني انس كانت تحاصرها بقوة ...وابتسامة شفتيه كانت تجعلها تذوب من الخجل ...
اقترب انس بشفتيه وهو يقبل وجنتها الحمراء بشغف لتذوب هي أكثر ...ابتعد عنها وقال:
-انا بحبك ...بحبك يا مرام ...بحبك اكتر من حياتي ...وانتِ يا مرام؟!
تلعثمت في الكلام وهي تقول:
-ا...أنا ..أنا ايه ؟!
ابتسم وهو يسأل بشغف:
-بتحبيني زي ما بحبك؟!
ابتسمت بخجل وهي تفرك كفيها ...كانت عاجزة حقا عن الكلام ...انها المرة الأولي التي  تعجز عن الكلام بتلك الطريقة وكانت تعرف ان هذا تأثير اني عليها...فقلبها ينبض له كما لم ينبض من قبل ..
-ها يا مرام قوليها ...قولي أنك بتحبيني !

عروس رغما عنها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن