عودة الماضي

Começar do início
                                    

كان الشاب ذا وجه مريح وجذاب وله عينان سوداويتان كأن اللون الأسود كله إجتمع داخل عينيه
وشعره الأسود القصير، يبدو علي ملامحه الإرهاق وعيونه مرهقة برغم أن ملابسه تبدو أنيقة وتدل علي أنه من طبقة الأغنياء .
عندما رأت هذا المشهد هبت واقفة وذهبت لصاحب المقهي قائلةً:
ما الأمر سيدي ؟
صاحب المطعم بلهجته الإنجليزية
_هذا الشاب لم يدفع ثمن طعامه ويدعي أنه فقد محفظته.
بهدوء شديد قالت بالإنجليزية
_حسنًا سيدي تفضل ثمن الذي طلبه. واحتفظ بالباقي ،
وأمسكت أغراضها وخرجت من المقهي.

فتبعها ذلك الشاب قائًلا

_ عفوًا يا آنسة ،شكرًا لمساعدتك لي يا يـ..

قاطعته وهي تتفوه بتلك الكلمات بلا مبالاه

_ نالين اسمي نالين

الشاب بنظرات حيرة من تصرفها الغريب ذاك
_لماذا فعلت ذلك ؟

نالين وقد عقدت حاجبيها بتوتر

_ لا أدري حقًا .. ربمّا لأنني لا أستطيع ترك شخصٍ بحاجة للمساعدة.

الشاب بإبتسامة خفيفة وهو ينظر بإهتمام  إتجاهها

_ حسنًا ، إسمي دِلير وقد وصلت للتو من البرازيل وهذة سيارتي. (وكان يشير بأصبعه إتجاه سيارة فاخرة لونها أسود قاتم ) ثم أردف ،
أعتقد أنني فقدت محفظتي أثناء السفر .
ساد الصمت للحظات ..

نالين وقد إتسعت حدقات عيونها وبدأ العرق يتصبب من جبينها وبدأت تتلعثم بالكلام وبدأت تلك الذكريات تأتي إليها مرة أخري وبدأت تتنفس بصعوبة وقلبها ينبض بسرعة ، ثم أمسكت أغراضها وبدأت تركض كأنها غزالة تركض خوفًا من الأسد أن يلتهمها ، ربما ظنّت أنه قد تم إرساله إليها من قِبل أولئك الأشخاص ،
وقف الشاب حائرًا لرد فعلها الغريب ولكنه سرعان ما تبعها لقد إنتابه الفضول لمعرفة قصة تلك الفتاة ،
كانت الشوارع مذحمة بالناس وأصوات التجار عالية وتلك السيدات اللاتي يضحكن بصوت مرتفع وهؤلاء الأطفال الذين يمرحون كانت نالين تركض وكأنها لا تري ما حولها لم تدري حتي ما الذي تفعله هي
وبدون أي مقدمات وقعت علي الأرض .

توقف الشاب ليأخذ نفسه
_ تري أين ذهبت نالين ..

وسرعان ما وجد الناس مجتمعين في منتصف الطريق ، إقترب من الحشد فوجد نالين علي الأرض، إقتربت منها فتاة تقاربها فالعمر  لها تسريحة شعر غريبة كأن شعرها مقصوص بطريقة عشوائية ،
وأخرجت تلك الفتاة  زجاجة عطر من حقيبتها السوداء الصغيرة ،مررت العطر علي أنف نالين وسرعان ما بدأت نالين في إستعادة وعيها .
بدأت نالين في النهوض وسط ذهول الناس وجلست علي الأرض تحدق فالفتاة وسرعان ما صرخت..  باران !!
...

نَالينOnde as histórias ganham vida. Descobre agora