يجلس تركي بجوار تميم ليقول بغضب : بدري !
يقول تركي بهدوء و ملامح جامدة : اسكت بالله مالي خلقك تراها واصلة
يتنهد تميم بعد أن لمح شيئًا من الغضب و التعب في لهجته : وش فيك !
يتنهد تركي و يهمس : و لا شي



تدخل اليمامة بجوار والدتها و تبتعد عن مجلس الضيوف تقف حائرة ، هل تصعد للأعلى أو ماذا تفعل !
تلمحها شذى من بعيد : يا هلا جيتي ؟
تُسلم عليها : كيفك ؟
تجيبها شذى : الحمدلله كيفك ؟
تبتسم بقلق : الحمدلله طيبة .. بس بتجهز وديني غرفة ياسمينا
تبتسم شذى : يلا تعالي اصلًا كلنا تجهزنا هنا يلا تعالي

تصعد برفقة شذى و تبدأ بتجهيز نفسها بخفة تنتهي من وجهها لتفتح شعرها و تتركه منسدلًا تحمل الفستان : معليش ابي دورة المياة !
تنظر لها نجد ب إعجاب : يمامييي شهاحلاوة ؟
تبتسم اليمامة و تُزين ابتسامتها بغمازةٍ عميقة في خدها الأيمن : والله انتي الحلوة
تقول ياسمينا : وش لون فستانك ؟
تجيبها اليمامة : اسود
تبتسم ياسمينا : حلو اجل امسكي حطي ذا الروج احس حلو اكثر من النود
تعقد حاجبيها بتفكير : ليه النود مو حلو ؟
تقول نجد : لا احس حلو لونه
تقول ياسمينا : لا مكياجها هادي و الفستان اسود احس يناسب تحط الاحمر ذا
تأخذه اليمامة : هاتي اشوف




تجلس ام تركي بصمتٍ مطبق و شيءٍ ثقيل يكتمها تجلس جوارها ريّا : وش فيك يا خالة ؟ تعبانة !
تبتسم بذبول : لا يا امي مافيني الا العافية ، انتي كيفك ؟ و كيف حملك ؟
تبتسم ريّا : الحمدلله طيبة و كل شي تمام
تسألها أم عبدالله : ولد والا بنت ؟
تتكئ ريّا : سويت اشاعة ما كان باين ، بس احسه ولد
تهمس ام عبدالله: الله يكتب اللي فيه الخير يامك
تقول ريّا بذات الهمس : امين ... ثم تقول : هذيك زوجة أحمد اللي جالسة جنب نجلاء ؟
تنظر أم عبدالله إلى ريم : اي هي يا حليلها تستحي كثير حت عندنا هناك

تشعر اليمامة بتوترٍ غريب و لا ترغب بالنزول تسألها نجد : تنزلين معي ؟
تبتسم اليمامة بتوتر : هلا قلبي !
تعيد عليها نجد سؤالها لتقول اليمامة : لا اسبقيني شوي و بلحقك

تجمع اليمامة كل اشياؤها المتبقية في الكيس و تقف بحيرة تقول ياسمينا بعد أن انتبهت لها : اذا ودك حطيها بدولابي والا وديها غرفة مهاب خذي راحتك
تبتسم اليمامة : بوديها الغرفة
تخرج بقلق لا تعرف لما اختارت هذا القرار الغبيّ
ماذا لو صعد الآن و هي في غرفته ؟
ماذا لو رأى هذا الفستان الذي يلتف عليها مظهرًا تفاصيل جسدها !
هذا الفستان الذي يكشف أكثر مما يستر
تفتح الباب بهدوء و تدخل تجلس على السرير بهدوء تضع طلاء الأظافر الذي يبرز جمال أصابعها النحيلة
ثم تقف للمرآة و تتأمل شكلها النهائي
شعرها البُني ساقطٌ فوق ظهرها بشكل ملتف حول بعضه البعض بعد لمسات نجد
ما إن التفت حتى فُتح الباب فجأة

يجلس في المجلس بهدوء يأتيه تركي من الخارج يأخذه معه : ابو سند معك سلاح ! سلاحي ناسيه والله
يجيبه مهاب : اي معي و موجود حق الوالد
يأتيهم سلطان : وش فيكم ؟
يجيبه تركي : ولا شيء ابي سلاح نسيت حقي
يقول سلطان : هذا حقي موجود اذا بتطلق منه
يرد عليه تركي : ابي واحد احتزم به
يربت مهاب على كتف تركي : ما عليه انا بجيب لك حقي

يصعد للأعلى بعد أن اتصل بوالدته و تأكد أن الطريق سالك
آخر ما توقع أن يراه هو اليمامة
و بهذا الشكل المبهر الفاتن

يدخل بهدوء و عيناه تتفحص هذا التمثال أمامه
يغلق الباب خلفه و يتقدم بهدوء إليها
تتأمله بكامل زينته
شماغه الأحمر و ثوبه الأسود تضفي عليه رجولةً أكثر
و صلابةٌ أكثر
شاربه و ذقنه مهذبان بطريقة عربيّة أصيلة
يقترب إليها أكثر و أكثر
يلف يديه حول خصرها و يقربها إليه يهمس بهدوء : ما شبعتي من الغياب ؟
تضع يديها على صدره و هي تنظر لعينيه تقول بذات الهمس : لا
مهاب : أجل ليه جايه غرفتي !
تصمت اليمامة دون رد و تكسر نظرتها عن عينيه
ينتظر ردها لكنها لا ترد يُقبلها دون مقاومةٍ منها ، بل يشعر بيديها حول عنقه تلتف

يعود للنظر في وجهها و هي تتراجع للخلف تنوي الابتعاد يُمسك يديها و يشدها إليه : شبعتي من الغياب ؟؟
تُسند رأسها عليه و هي و تشعر بسكينٍ تطعن في حنجرتها : شبعت من التعب ابي ارتاح
يهمس مهاب : ارجعي لي طيب !
ترد عليه بذات الهمس : برتاح بعيد عن كل الناس
يشد عليها بيديه : ارجعي لي و ابعدك عن كل الناس

يرن هاتفه و يقطع لحظاته الجميلة يبتعد للخلف و هو ينظر لهاتفه و يلعن همام الذي اتصل عليه يرد و هو يمسك يدها خوفًا من أن تهرب : هلا همام !
يأتيه صوت همام على الهاتف : وينك ؟ بسرعة اذا بتشهد تعال
يتنهد : زين جاي
يلتفت إليها يُقبلها بسرعة : امنيتي أرجع و الاقيك تنتظريني و بشكلك هذا
يترك يديها و يتجه للخزانة يفتح الخزانة العليا و يأخذ السلاح و يخرج
تجلس اليمامة تجمع شتاتها و صدرها يعلو و يهبط كأنها تركض طوال الوقت

تنزل اليمامة بهدوء و تجلس بجوار والدتها تهمس لها : متى بيشبكها ؟
تتركها والدتها دون رد
تنظر لها اليمامة لتقول والدتها : وش فيك تناظرين؟
تعيد اليمامة ما قالت : سألت متى بيشبك!
تقول والدتها : وش عليك منه شبكها والا لا ؟
تنظر لها اليمامة بصدمة ثم تصمت

يمر اليوم ثقيلًا على اليمامة و والدتها كل واحدةٍ منهما تحمل شيئًا في صدرها على الآخرى

يجلس تميم بجوار ياسمينا التي ترتدي فستانًا مشتقًا من تدرجات اللون الأبيض : كيفك ؟
تهمس ياسمينا بخفوت : الحمدلله
يُمسك يدها و تظهر سُمرة يده أمام يدها البيضاء يقول ب ابتسامة و هو يشد على يدها : وش فيها يدك باردة
تشعر بتوترٍ كبير
و تميم لا يقل عنها لكنها يتظاهر بالجمود و الرزانة ثم يقول بغباء : متى تتخرجين ؟
تنظر إليه بصدمة من سؤاله الغريب لتجيبه ب إجابة أكثر غباء : مدري !
يبتسم تميم ثم يُقهقه ضاحكًا يهمس و لازالت ضحكته ترتسم على شفاته : كيف م تدرين ؟
تشعر ياسمينا أنه يسخر منها تتجاهل سؤاله و هي تنظر ليديها
يمسكها تميم مجددًا : حلوه يدك عادي اتأملها معاك؟ .. يرفعها له و يقبلها و يبتسم : متوترة ؟
تقول بخفوت : لا
يعقد حاجبيه و يقول : ارفعي صوتك
تحاول أن ترفع صوتها جيدًا : لا
يقول تميم : اي ؟ ليه متوترة طيب ؟
تهمس بصوتٍ واضح قليلًا : قلت لا !
يرد عليها تميم : اي وش السبب ؟
تنظر إليه بصدمة و هي تقول في داخلها " ياليل مسوي فله ع راسي " : اقولك لا ماني متوترة وش فيك ما تسمع ؟
يبتسم بضحكةٍ خفيفة : حلو اجل معصبة علينا من يوم الملكة الله يستر يوم العرس لا انام في الصالة
تشعر بشيءٍ من الضحك في داخلها ، طريقةُ حديثه و اسلوبه تُبدد شيءٌ من التوتر تقول ب ابتسامة : لا تغثني بس عشان ما تنام في الصالة
يضحك بخفة و يشعر أنه فوق غيمةٍ مُبللة و باردة : افا طلعت غثيث ؟
تبتسم بخجلٍ بعد أن تداركت ما قالت : لا يعني ..
يقاطعها بُقبلةٍ على خدها : فداك

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن