الفصل الأول

ابدأ من البداية
                                    

وقبل أن يخطو آخر خطواته خارج المنزل هتف لها :
_ سأعود مُجدداً ولكن بالمرة القادمه ستكونِ زوجتي حياة ..

ليرتفع صوت الرعد الذي كاد يقتلع نافذة الغرفة وكأن السماء رفضت هذه الجريمة الشنعاء!
....
انتفضت في مكانها لتترك ذكريات تلك الليلة جانباً قليلاً وهي تستمع لصوت والدتها يرتفع بعض الشيء وهي تناديها لتنضم لهم لتناول العشاء، تنهدت بحزن وهي تمسح دموعها المُره ومن ثم نهضت تحاول أن تبدو طبيعية بعض الشيء أمام أهلها.

سنتين مرت على حادثة " الإغتصاب " البشعه التي تعرضت لها، تذكُر جيداً بأن ليلتها لم تنم من شدة الألم الذي اجتاح جسدها بأكمله، حتى " عمار " خطيبها الذي كان يعشقها بجنون تخلى عنها مجرد ما أخبرته بما حدث معها، وعدها بأن لا يخبر أحداً بذلك ولكنه أيضاً اعتذر منها وأفلت يدها بأشد وقت احتاجته فيه!

علمت البارحه بأن زوجته وضعت مولدهم الأول، فمنذ أن تركها تزوج مباشرة، لم يراعي مشاعرها ولا قلبها الذي كُسر مرتين!!

مرة بحادثة الإغتصاب
والثانية بعدما تركها تنزف دموع الحسرة على رجل ظنت بأنه سيكون أمانها وليس دمارها!

سارت بخطوات بطيئة ناحية طاولة الطعام لترى والدتها تطالعها بغرابه وأخيها الصغير يأكل بنُهم لا يدري ما يجري حوله.

هتفت الأم بتسائل :
_ حبيبتي لماذا وجهك يبدو شاحباً الليلة؟

تناولت قطعة خبز صغيرة تدُسها في فمها تهتف :
_ لا شي أمي، اطمئني!

سُرعان ما ارتسمت ابتسامه واسعة على شفتي الأم وهي تهتف لإبنتها متناسيه حال البنت قائلة :
_ أحدهم تقدم لخطبتكِ حبيبتي، والدك يرى بأنه رجل شهم ولطيف للغاية، ارجوكِ لا ترفضي هذه المرة أيضاً، لا تدعي ما حدث منذ زمن يؤثر عليكِ.

ابتسمت " حياة " بمرارة تهتف بصوت منخفض حتى لا يسمعها شقيقها الصغير :
_ امي ارجوكِ لا تفتحي هذه القصة مجدداً، تعلمين جيداً بأن ليس هُناك شخص سيقبل بي!

تنهدت الأم بحزن شديد، لتبدأ ذكريات ذلك اليوم تعود، وبالأخض عندما عادت هي وزوجها وابنها في الصباح الباكر من بيت والدة زوجها المريضة لتجد ابنتها فاقدة للوعي في حاله يرثى لها، الدماء تسيل من بين قدميها بغزارة، اسرع الوالد يحمل ابنته إلى المشفى بسرعة البرق والأم تركض ورائه بقلب مفطور لتكُن الصدمة الكبرى بعدما خرج الطبيب واخبرهم بأن الفتاة المسكينة قد تعرضت للإغتصاب!!

انزلقت الدموع من عيني الأم بعد تلك الذكريات البشعه ولكن أصرت أن تبدو طبيعية أمام ابنتها المسكينه لتهتف :
_ اجلسي مع العريس، سيأتي في ليلة الغد، وحاولي أن تخبريه بالقصة ف ربما سيرق قلبه ويقبل!

غضبت "حياة" كثيراً بعدما أحست بأنها ستكون محط شفقه لذلك العريس المجهول الذي لا تعلم من أين خرج لها الآن لتنهض عن طاولة الطعام ومن ثم تناولت معطفها وخرجت تحاول أن تستنشق قليلاً من الهواء المُنعش .

......

سارت في الطريق تُطالع الأشجار المُتراقصة من حولها بهدوء، تلك الحادثة وقعت بمثل هذا الوقت قبل سنتين، تنهدت بحزن لتتابع طريقها لا تعلم أين تذهب.

ذلك الوغد اختفى من المدينة بأكملها بعد فعلته تلك، الشرطة بحثت كثيراً ولكن يبدو بأنه تبخر لا محاله، ما زالت تحفظ تفاصيل وجهه بقوة، هي متأكدة بأنه سيأتي يوم وتأخذ حقها منه لا محاله!

تنهدت بحزن وهي تتذكر ملاحقته لها طيلة الوقت، يسكن منطقتهم منذ زمن قبل الحادثة، وفي كل مرة كان يراها كان يعبر لها عن حُبه الكبير لها، لم ترتاح له مطلقاً فنظراته كانت نظرات ذئب.

في تلك الليلة طرق الباب عليها عندما علم برحيل أهلها إلى البلدة القريبة، وهي لم ترى مَن لتفتح الباب ببلاهه جعلتها تندم عليها طيلة حياتها!

زفرت بغضب فاليوم تفكر به كثيراً.
أنبت نفسها قائلة :
_ يكفي حياة أن تكوني ضعيفة، عليكي البحث عنه وقتله حتى ترتاحي و..

لم تُكمل جملتها تلك حيث وجدت أحدهم يصطدم بها بقوة لتقع على أرض الشارع المُبتله تتألم بعض الشيء من ظهرها!

وجدته يطالعها بأسف ليمد لها يده يهتف بتأدب :
_ انا أسف سيدتي و

قاطعته بغضب وهي تنهض قائله :
_ غَبيّ.

شعر بالغضب من ردة فعلها تلك ليهتف لها :
_ أنتِ حمقاء! لقد اعتذرت منكِ وانتي تنعتينني بالغبي!!

طالعته غير مكترثه بكلامه ذلك لتبتعد عنه تُتمتم بكلمات لم يسمعها جيداً!

بقيَ يطالعها بغضب ليعود ويسير في وجهته لا يدري أي حمقاء هذه التي وقعت أمامه الآن، وقبل أن يقطع الشارع استمع إلى صَرخات إحداهُنَ ليلتفت للخلف ويجد تلك الفتاة يمسكها أحد الرجال وهي تصرخ بقوة ......!

*******
رأيكم 🥺🙏

إِغتصاب حَياة ( كاملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن