41-تَهْويدة

Start bij het begin
                                    

فانقلب حالي من ضحكٍ الى بُكاءٍ مرير
تتسابق دموعي من تصلُ حدود اجفاني اولاً
ويتمزقُ قلبي يرجوني ان اُوقِف كُل هذا
إلا أنني لا أستطيع تلبية رجائه
فأنا لا اُتقنُ شيئاً غير البكاء

خسرتُ كُل شيء
ضاع من يدي كل ما احكمتُ امساكه
كُل اتعابي طارت في مَهب الريح
وكل آمالي كُسِرت وتناثرت
مثلما يُكسَرُ فِنجان
او انسان..

ظللتُ ساكِناً كما لم أكُن من قبل
أنظرُ بعيناي الذابلة الى السماء الفاتِحة
فّقد حَل الصباح
انما على المدينة لا على داخلي

اودعُ كُل ما تحط عليه انظاري للمرة الاخيرة
اودع الزاوية الباردة التي لم تشتكي هَول سَخَطي
اودع الرصيف الهادئ الذي احتواني دون معاتبتي او التذمر مني
واودع الجدار المُتعب الذي ساندني دون ان يُشعرني بثقلي
وأُفكر..كيف للجمادِ ان يحمل الصفات التي خلا منها الانسانُ نفسه؟

وقفتُ اتكئُ على ظِلي
بَعد تبعثُرٍ دام طوال مُدة اسوداد الدُجى
استقمتُ بجذعي
وسِرتُ الطريق المديد بخطواتٍ خائرة
ذاهباً..نَحو موتي

-

افاق ادريان من نومهِ فجأةً وهو يشعرُ بالضيقِ في صدره
رفع الغطاء الخفيف عَن جسده
وجلس على فراشهِ ينظرُ في ارجاء حُجرته بهدوء
يحاولُ فِهم هذا الشعور بداخله
ما سببه؟وما مصدره؟
انه يزوره لاول مرة طوال الخمس وعشرون عاماً الماضية
وهو يُخيفه،وبشده

وقف بطولهِ قاصِداً باب حُجرتهِ التي نَأَى عنها مُغلِقاً الباب وراءه
بَدل ثيابهُ لاخرى وفكر بالذهاب الى الميناء لاستنشاق بعض الهواء النقي
عَل وعسى يزول هذا الشعور الذي سَد شهيته عن تناول وجبة الافطار

فتح باب شقتهِ ناوياً الولوج منها
ولكنه توقف عند رؤيته تلك السيارة التي تركنُ امام مَسكنه
وذاك الرجل الذي يتكئُ عليها

"صباحُ الخير، لَقد تأخرت في استيقاظك"
نده آلبرت الذي يقفُ مُبتسماً وهو يحملُ بيديه كوباً من القهوة وكوباً من الشوكولاتة الساخنة

اقفل ادريان الباب بهدوء وراءه وهو يثبت انظاره على آلبرت
خطى نحوهُ بحاجبين معقودين بخفة وهو يُفكرُ بما جاء بِه؟

بَش وجهُ آلبرت عند رؤيته لادريان يخطو تجاهه وفكر في نفسهِ قائِلاً
ان الدقيقة في الانتظار يُستحالُ ان تكون ستون ثانية فقط
فَقد هَرم وَشَاب قلبُه اثناء انتظارهِ لوجه صاحبهِ ان يُطِل عليه

تحدث آلبرت قائِلاً بعد ان وقف ادريان قِبالته
"لَم أشأ ان اتطفل عليك وافسد نومك فانتظرتك حتى تستيقظ بنفسك
انا اقفُ هُنا مِن قبلِ بزوغ الشمس"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu