نفث هواء صدره بغضب و هو يرسل : وش يبي ؟ مابي ارقى ابيك بموضوع و باخذ الولد و امشي
يرد عليه همام : و انا ما بي انزل
تحرك بجزع و هو يغلق هاتفه و يرميه
يصعد للاعلى و هو يلعن همام في داخله
يطرق الباب لا احد يفتح
يضغط الجرس مطولًا و لا رد
يفتش جيبيه باحثًا عن هاتفه فلا يجده
يتصاعد غضبه اكثر و اكثر يطرق الباب بقوة حتى يكاد ينكسر
فُتح الباب و يد مهاب في الهواء تستعد لطرق الباب
يقف امامه خالدًا يخرج إليه و يدفعه للخارج بينما مهاب يود تقبيله يبعد رأسه عنه : ابعد مابيك تسلم عليّ
أغلق الباب خلفه ، و التقط يد مهاب يجره معه : وش فيه يابوي ؟
وصل به لسيارته : افتح السيارة و اطلع ودني عند البنت
يقف مهاب مذهولًا أحقًا ما يُفكر به والده ؟ يود أن يتملص منه قائلًا : زين بسلم على عمي و اخواني و باخذ الصغير
ينطق خالد بغضب : افتح السيارة و اطلع يا مهاب ، طولت بالي عليك كثيييير
يفتح سيارته و يطلع غاضبًا يسوق بوالده و لا يدري لما يود مقابلة اليمامة

نزلا من السيارة و قلق مهابٍ يدك معاقل اطمئنانه
و ضمير خالد يأكل كل شي في عقله ، يشعر أن اليمامة مسؤوليته و يُحمل نفسه ما حدث لها مع ابنه المتهور
يفتح الباب مهاب و يدخل يلتفت إليها ، تنام بهدوء على كنبة أمام التلفاز أيقظها و عاد لوالده يأذن له بالدخول
جلست بصدمة تستوعب ما يحدث و ما حدث
رفعت ناظريها للعجوز المهندم رغم عبث السنين تحت عيناه
تقدم إليها بوقاره يرفع يديه لها : كيفك يابوك ؟
تحتشد الشهقات في صدرها دون رد
يقبل رأسها و يجلس بجوارها : كيف حالك ؟
تشعر أن الشهقات تزدحم فتمنع الصوت لا يخرج
يضع يديه بحنانٍ خلف ظهرها فشدّت قامتها بفزع و شهقة ألمٍ  : اهه ، لا تلمسني
خرج مهاب أمام الباب يشدّ شعره و يتصل بهمام ما إن جاءه الصوت حتى نطق : ابوي وش فيه ؟ وش عنده يبي يشوفها ؟
ينطق همام بهدوء : بيشوف زوجة ولده فيها شيء ؟
يغلق الهاتف بوجهه همام لتصله رسالة بعد ثوانٍ معدودة : اخر مره تسويها و تقفل في وجهي ما اشتغل عندك انا و لا انا اصغر عيالك
يرد عليه مهاب " طيب حقك علينا يا كبير "
عاد للداخل يقف في الممر يسمع بكاها و يسمع كلام والده : انا  ابوك ماني ابوه ، والله  حقك اخذه من بين عيونه "
تهمس بوهن : اكرهه ولدك ما ابغاه خله يتركني حتى ولده ياخذه معاه
يحتضن كتفها : زين لك ما تبين بس هالفترة خليك معه على ذمته حتى لو تبين تسكنين عندي ما يخالف ، بس لين يعدي كم شهر و اخليه يطلقك
يستند بظهر على الجدار ليقول : لا توعدها ب شيء لاني طلاق مرح اطلق ، و ان ما سكنت في بيتي جيت انا و سكنت عندك
ترتفع له أربعة عيون ، عينان غاضبة و عينان كسيرة
خالد : مهاب لا تراددني بكلامي ، والله انها فترة بس لين ينتهي كلام الناس و اخليها تخلعك مب انت اللي تطلقها
يجلس مهاب أمام والده دون أن يرد عليه ينظر لها مباشرة ثم نطق : لا ترفعين سقف احلامك في احد ما تعلمتي من اللي صار ؟
وقف خالد : تراها في ذمتك و الله لو تجيني تشكي منك مب صالحك ، قم وصلني و خذ ولدك
تمسك بذراع خالد برعب : ليه بتخليني ؟ مو قلت انك بتوقف معايا و بتاخذني معاك !
يسحب مهاب ذراع والده : اجلسي مكانك
يدفعه والده بقوة من أمامه و هو يصرخ بوجهه : مهاااب ، هذا و انا واقف ما رحت؟
يمسح وجهه بغضب و صدره يعلو و يهبط ، يلتفت خالد على اليمامة : جهزي اغراضك يا بوي اباخذك معي الحين
يلتفت له مهاب بتهور : والله ما تاخذها
يهتف خالد : لا تحلف عليّ يا مهاب
يحلف مهاب بعنادٍ أكبر : والله والله ما تاخذها ، اقتلني و خذها معك ، لكن و انا حيّ والله ما تاخذها
يشعر خالد بألمٍ كبير أسفل رأسه و غشاوة في عيناه يضغط الهاتف بيدٍ ترتجف يأتيه صوت همام : سم يابوي ؟
ينطق و صوته يتخلله التعب بعد أن جلس : تعال خذني بسرعة
يدور مهاب حول نفسه فيعود لوالده يود الاعتذار يدفعه للخلف : انقلع عني
يُمسك بيد والده : يابو..
يقاطعه خالد بغضب : انقلع من عندي ضغطي مرتفع لا تزودني
يجر اليمامة الصامتة خلفه و يتقدم لوالده اكثر : يبه اسمعني
يتركه خالد و يخرج دون أن ينظر له يقف بانتظار همام في الاسفل
يستريح مهاب على الكنبة و تتكور اليمامة بعيدًا عنه

كسرت جناحيّ اليمامة فكان الجرح سندًا مُهاب Where stories live. Discover now