الفصل الثامن والاربعون : حقائق مؤلمة.

Start from the beginning
                                    

كل هذه الذكريات كان عمار يعيدها في عقله الآن و ترجمها بالكلمات على لسانه وهو يعيد لها سرد ما عاشاه في ذلك اليوم و انهى حديثه وهو يقول بغضب :
- هو ده كل اللي حصل يا مريم بطلي تلعبي عليا و تستخدمي ابنك اللي مات عشان تقهريني اكتر !

- تفتكر لو كلامي كدب و اجهاضي طبيعي كانت ساءت حالتي و رجعت دخلت المشفى عشان اعمل عملية تنظيف للرحم ! هو مين اللي بيكدب على مين مش فاهمة.
رددت بحدة فزفر عمار و امسك راسه بيديه وهو على وشك الانفجار و ظل يلف حول نفسه بعصبية نضحت من عينيه قبل أن يغمضهما متنفسا بعمق ثم يتنفس ببطء و يعود الى مريم قابضا على كتفيها.
ازدرد ريقه مبللا حنجرته المتحشرجة و قال :
- تمام هنفترض انك مش بتحاولي تكدبي عليا ... احكيلي ايه اللي حصلك بالضبط تمام.

ضغطت مريم على صدرها مكان قلبها بعدما شعرت بغصة آلمتها و حاولت سد نزيف جرحه المدموم مؤقتا كي تستطيع التحدث ، ثم طفقت تتمتم بتهدج و دموعها تنزل كالوديان :
- في اليوم اياه انا كنت قاعدة في الشقة لما وصلتني هديتك بوكس من الشوكولاطة اكلت منها شويا بعدين بدأت احس بوجع رهيب في بطني ، فكرت اتصل بيك بس فنفس الوقت اتفاجأت لما وصلني فيديو ليك انت و بنت عمك وانتو بتبوسو بعض.

هز عمار رأسه بدون أن يجرب نكران ما تقوله لأن هذا ما حدث بالفعل و حثها على المتابعة لتتنهد و تردف :
- الوجع زاد عليا جدا و حاولت اتواصل معاك لأول مرة بس انت مردتش عليا و بعدها محسيتش على نفسي غير وانا في المشفى وانت قاعد جمبي وبتقول اني سقطت ... بسبب ارتفاع ضغطي جامد و سوء حالتي النفسية.

- ايوة انا فاكر كل كلمة اتقالت فعلا بعدها انا طلعت من الاوضة عشان اخلص الاجراءات مش فاهم حصل ايه بعدين !

تدحرجت عيناها في المكان باِضطراب و تردد بعدما رأت تقاسيم وجهه المنصدمة حقا و حاجباه اللذان يعقدهما بنفس الطريقة عندما يكون متفاجئا بشيء ما.
فبللت شفتيها و تابعت بهمس :
- في ممرضة دخلت عندي و اتمنتلي السلامة وبعدين ...
Flash back

( - مع إني مستغربة ليه مرضيش يعمل محضر و يحقق في حادثة التسمم بتاعت حضرتك.

عقدت مريم حاجبيها وهي تتكلم أخيرا :
- محضر ... يتعمل محضر ليه ؟

نظرت لها الممرضة بغرابة :
- يعني انتي مسامحة في حقك ومش هتدوري على اللي كان السبب فموت إبنك قبل ما يتولد.

جزت الأخرى على أسنانها وقد بدأت تحدق بها و كأنها شخص ذو رأسين حتى إستطاعت لملمة شتات نفسها و سؤالها :
- مش فاهمة ....  إنتي بتقصدي ايه و أنا حصل معايا إيه بالضبط ؟

- يا مدام حضرتك اتعرضتي لإجهاض مقصود احنا عملنا تحاليل و لقينا مواد مسممة كبيرة في دمك و ممكن المادة اللي خدتيها كانت من آخر حاجة حضرتك واكلاها لأن مفعولها سريع.

نـيـران الـغـجـريـةWhere stories live. Discover now