" آسف"
فهم جيمس أن إيدان خائف من أن يتم ذمه و نعته بألقابٍ مؤذية إذا ما رأو ندوبه كما حدث مع صديقه في الماضي فأمسك بذراعي إيدان بخفة من تحت البطانية و إبتسامة حزينة إحتلت كيانه
" إيدان عزيزي ... لن يذمك أحد مرة أخرى و لن تتأذى مسامعك مرة أخرى بالكلمات السامة القادمة من محيطك لذلك أرجوك ... أرجوك أن لا تشعر بالنقص مما جرى لجسدك ، أنت جميل و كل شيء فيك جميل فتوقف عن رؤية نفسك بذلك الشكل أرجوك ... سأقوم بطلب قميص يغطيك أكثر إن كان هذا ما تريده ولكن ... و لكن أزِل الأفكار السامة من رأسك يا أخي ، إني أتوسل إليك ""أخ ...ي !"
" نعم أنت أخي ، أخي الذي أردته بشدة و لكن لم أعلم ... أخي الذي جعل هذا الشاب الأهوج أمامك يفكر ألف مرة قبل أن يُقبِل على فعلٍ ما ، لطالما كنت و ستبقى يا إيدان و لكن أنا تأخرت في الإستيعاب ، تأخرت كثيراً ، و أنا الأن أرى نتائج أفعالي جيداً فهل ستقبل بي كأخٍ يا إيدان ؟ سأتفهم أي إجابةٍ تقولها و سأرضى بها بفمٍ مغلق " .أنزل إيدان عيناه لأقصى نقطةٍ منخفضة تستطيع الوصول إليهما بينما أخذ رأسه يتحرك يميناً و يساراً يوميء بالسلب و إنعقد حاجبيه ليردف بإنفعال
" لا ... لا أعرف ".
إبتسم جيمس بشيء من الحزن و قد مد يده لوجه إيدان فأستوقفته ردة فعله و الذي كان قد أغمض عينيه و إرتعد فواصل مد يده مداعباً خصلاته الحالكة المتناثرة بعشوائية فأردف بأكثر نبرة حانيةٍ لديه
" معك حق ، إنها نفس اليد التي صفعتك و مُدت نحوك من قبل فلا عجب أن تخاف ... أيضاً ، لا بأس إيدان ، كل شيءٍ في وقته ، فقط ... لتشفى و لنعد مع بعضنا إلى البيت ، إتفقنا ؟ ، سأحضر لك الأن قميصاً يغطي كل جسدك لذلك إطمئِن و لترتح" .
تعلقت نظرات إيدان في جيمس قبل أن يخرج بعدما أعاد التحية للبقية و إستأذن من والديه للخروج فلحقته آريا بعدما ألقت إبتسامةً لإيدان و إستأذنت من الموجودين بالخروج ."جيمس !"
إستدار للوراء بعدما إستوقفه ذلك الصوت الأنثوي في رواق المستشفى فلتقع عيناه على آريا فأردفت آريا بعدما لمحها
" أعتذر عن مناداتك بدون رسميات ، تعودت على ذلك " .
إبتسم جيمس بتعب فتوجه إليها ماداً يده لمصافحتها
" مضى وقت طويل منذ آخر مرة رأيتك فيها يا آريا لذلك أهلاً قبل كل شيء ، ولا داعي للرسميات فلسنا غرباءً عن بعضنا بالرغم من أنكِ إختفيتٍ فجأة و آخر ما كنت أتوقعه هو أن يتم لم شملنا مرة أخرى بسبب ويليام و إيدان " .مدت يدها مبادلة المصافحة لتبتسم بخفة
" لقد إنتقلت مع والداي لمدينة أخرى لذلك إختفيت فجأة و قد عدنا مؤخراً ، و أيضا ... تغيرت كثيراً "إبتسم جيمس بحزن ليرد
" أصبحت قاسياً ؟ أم أصبحت سافلاً متسرع عكس ما عهدتني؟ أنت محقة تماماً إن كنت ترين ذلك " ." أنت محق ، لطالما كنت شخصاً طيب القلب و هادئ الطباع ، و لكن كل ما أخبرني به ويليام جعلني أعيد التفكير و ما رأيته اليوم أيضاً جعلني أعيد التفكير مرة أخرى فأخبرني أنت يا جيمس ، من هو جيمس الحقيقي ، هل هو ما عهدتك عليه في صغري و ما رأيته اليوم ؟ أم هو ذلك الشيطان الذي حطم حياة أخيه و أخبرني عنه أخي ويليام ؟ ... أيهم جيمس ڤيڨانڤيليا " .
YOU ARE READING
مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـر
Spiritual﴿حِـيْــنَـمَـا يُـلـاَمُ الـضَـحِـية ﴾ بعد أربعة عشر سنة من الحرمان ... هل تراه ينتشل من الجحيم الذي قيده وتنعم روحه المنهكة بذلك الدفء ؟ أم أنه سيتجرع أضعاف معاناته بعد أن بزغ فجر الأمـل لتنقلب حياته سواداً مرة أخــرى ؟ ...
(25).... بَـحْـــر ' الـفَـصـلُ الأخــيْــر'....
Start from the beginning