(24) .... أَنَــاْ أَعــتَــــــذِر ....

ابدأ من البداية
                                    

" أُم ...ي إيما ، خيال ؟"
فور سماعها لتلك الكلمة  لم تحتمل حبس دموعها أكثر لتنفجر فتقدمت حاضنتاً إياه بنعومة شديدة تحت نظرات التشوش التي أصابته قبل أن تنزل عبراته فور سماع كلامها
" لا لست خيالاً يا إيدان ! أنا هنا بجانبك و لن أبرح  جانبك مرة أخرى لذلك فلتسامحني أرجوك ! أنا أحبك كثيراً يا صغيري فسامح والدتك على تركك وحدك كل هذه المدة لقد عرفت مدى ذنبي  " .
شهقاتها تتالت لتمتزج بشهقات إيدان فتقدم جيمس واضعاً يده على رأس إيدان الملفوفة بالضمادة  فلم يكن لإيدان أي رد فعل عليه خاصة و أنه دفن وجهه في حضن إيما متجرعاً أي جرعة حنان تقدمها إياه ، هو قد تعب من كل شيء بالفعل ،و لكن توقه و إفتقاره  للحنان جعله يتحطم عند  أول شخص أحسسه بذلك الشعور الذي حُرم منه لسنواتٍ طوال  و لم يستطع إلا أن يقاوم   فأومأ ويليام لأدريان حالما هدأت شهقات الإثنان فتقدم ببطأ و الأفكار أخذت تتلاعب بنفسه

"إيدان "

حالما وقعت أنظار إيدان عليه طأطأ رأسه كالمذنب و حرك يده بصعوبة ممسكاً   بملابس ويليام بكل قوته و التي كانت أقل من أن يستمر بالشد فمد ويليام يده و أمسك بيد إيدان
" مالذي أنت خائف منه يا إيدان "
كانت كلمات ويليام نتيجة لملامحه التي كانت كأنها ملامح مذنب فأردف بعدما جاهد لإختطاف أنفاسه فأردف بصوت متقطع 
" لم أستطع ... قلت لي أجرح نفسك ب ... بالزجاج و لكن ... لم أستطع ، ديريك ... غضب مني و أبي أيضاً ... سيغضب ... آسف ، قلت أنني ... لقيط و طفيلي ... و ... يجب أن أموت ... و لكن لم أقدر  "

شعر إيدان بالدوار فأمسك برأسه بعينان مغمضتان من الألم  و أزال من على وجهه قناع الأكسجين ليتقدم منه أدريان ببطأ و روية ليردف و حزن دفين غرس في قلبه
" إيدان ، أنت أنقى من أن تكون طفيلياً أو لقيطاً ، لطالما ظننت أنك تستحق حياتاً أفضل و ظننت أن لك الحق في العيش مثل إخوتك ، أحبك يا بُني  من كل قلبي " .
صمت قليلاً فور نظر إيدان له و التشوش قد ملئ عقله لإختلاط الواقع مع الهلوسة عليه
ليظيف أدريان بعدما أمسك بيده الأخرى فور إبتعاد إيما
"ذنوبي إتجاهك قد كثرت يا إيدان ولن أوفَق أبداً ما حييت في تعويضك  عما جعلتك تقاسيه ، فشلت كزوجٍ سابقا  و الأن فشلت كأبٍ ، كل ما أستطيع أن أفعله الأن هو البقاء بجانبك كما وعدتك أول يوم من لقائنا ، أعلم أنني خذلتك بالفعل من قبل رغم توسلك لي بالبقاء و لكن دعني أبقى بجانبك يا صغيري و إسمح لي بإعطائك ولو جزءً صغيراً من حنان الأب الذي حرمتك إياه طوال حياتك "
إنحنت شفتاه للأسفل  و هو يشاهد والده يعتذر له و دموعه رفضت التوقف  و لكن مشاعره لم تضطرب كأول يوم لاقى فيه والده ، ذلك اليوم الذي شعر فيه حقاً أنه يمكن أن يحضى بحياة طبيعية ، و لكن الأن الوضع مختلف ، هو لم يعد يريد تلك الحياة فقد قرر مسبقاً التحرر من جسده عندما رأى وهم والده يطلب منه الإنتحار و عندما تحمل جسده مالا يتحمله عقله  عقله .
تقدم آلن بعد تفكير طويل مع نفسه
" إيدان ... "
توجه بصر إيدان نحو آلن لتضطرب أوصاله متذكراً زمجرة آلن في وجهه و عيناه الحاقدتين و المتسعتين و الألم و الخوف الذي أصاباه في تلك اللحظة  في المستودع قد هاجماه فجأة فأصدر شهقة شديدة و تحامل على نفسه محاولاً الإقتراب من ويليام بينما عيناه إتسعتا بصدمة ففهم ويليام ما أصابه ليستند على وسادة إيدان بغية الإقتراب منه و جذبه لحضنه فتمسك إيدان بملابس الأشقر  كأن حياته مرهونة بهذا الحضن الذي بينما آلن هاجت مشاعر الندم لديه و سقطت عبراته ليقترب منه أكثر رغم خوف الأصغر منه لينطق بصوتٍ مهزوز .

مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن