نظر اليها يتأمل ملامحها و هى بجواره يخشى أن يمسك بيدها فتسحبها معلنة رفضها التام له ، فقط الكلمات تدور برأسه " اه لو تعلمي كم أحبك يا ملاكي ، لو تعلمي عذابي و حيرتي ، حزنك يمزقنى و دموعك تقتلنى و رفضك يحيل حياتي جحيما لا مهرب منه ، أحب لدرجة الوجع فالحب الحقيقي هو ذلك الحب الموجع ، عشق حد الموت " يحترق بحبها و هى تحترق بكراهيته و كلاهما يبتسم وجعا
جلست منه مع إبراهيم على نفس الطاولة ففرح في عالم آخر مع خالد و يوسف لم يحضر ووالدها انشغل مع عمها و ياسر منشغل بأصدقاؤه فجلست هي صامتة تشاهد إبراهيم يشرب السيجارة تلو الأخرى و هو يراقب فرح و خالد ، ظلت منه هادئة لفترة حتى انهى سيجارته الثالثة و وضع الرابعة في فمه لتخطفها منه بسرعة فالتفت اليها و عينيه مشتعلتان كالجمر و لكنها لن تتراجع أمام هذا الغاضب
- ايه حريقة ، حرام عليك صحتك
لم يجيب فقط أمسك بمعصمها بقوة و احكم قبضته عليه قبل أن ينتزع السيجارة من يدها و يعيدها إلى فمه بمنتهى الغطرسة و كأنها ذبابة قاطعته فأبعدها و عاد إلى ما كان يفعل ، تنظر إليه بحنق تريد خنقة و لكنها قررت ألا تهتم فليختنق ذلك المغرور
اسوأ لحظة بالزفاف بأكمله عندما اضطرت أن ترقص معه فوضع يده على خصرها و لفت يديها حول رقبته و هى تبتسم أمام الجميع و لكنها تموت في داخلها ، تخطو على أنغام الموسيقي الرومانسية و كأنها تخطو على قلبها لكن الأسوأ لم يأتي بعد فقد قرر الجميع مشاركتهم الرقص فرح و خالد ، ياسر و منه حتى هاجر و محمود لكن صدمها أمير الذى أمسك بيد ريم و اتجه معها إلى حلبة الرقص ليرقص معها و هو ينظر إلى ملك التى تعلقت نظراتها به و تعلقت بأحمد أكثر و لا تعرف السبب بين قرب أمير ريم منه لترتكن رأسها إلى صدره كأنه يتحدى ملك التى دفنت وجهها بصدر أحمد تهرب و لا تعرف من من و إلى من ؟ ، تعجب أحمد لتشبثها به تحيره و تقسو عليه تجذبه و تدفعه بعيدا لكنه أغلق عينيه مستمتعا بكونها بين أحضانه
- بحبك
همسها بأذنها و هو يعنيها بكل ذرة في كيانه
أما هاجر فقد كانت تتابع الموقف كله من بعيد و يتنامى قلقها على ملك التي تتأرجح مشاعرها بقوة بين عاصفتين قادرتين على الإطاحة بها ، من داخلها تدعو الله أن ينتهى هذا الحفل على خير ، و لكن أيهما الخير زواج بالاكراه أم فضيحة و عار يلاحقها إلى الأبد
- مالك ؟
التفتت إليه هاجر مبتسمة
- و لا حاجة يا حبيبي بس افتكرت فرحنا
- اه يا ساتر هتقولي لى معملتليش فرح زى ده و كان يا دوب في بيت أهلي و .......
- بس ايه كل سوء الظن ده ، لا مش هأقول ... هأقول كفاية إنك معايا ، انه اليوم اللى جمعني بيك و خلاك جوزى و حبيبي
YOU ARE READING
وللقلب رأي آخر "الجزء الأول من سلسلة حصاد قلب"
浪漫وللقلب رأي آخر الجزء الاول من سلسلة حصاد قلب للكاتبة سها سيف الدين
الفصل الرابع عشر
Start from the beginning