الفصل الرابع عشر

Start from the beginning
                                    

نظر اليها يتأمل ملامحها و هى بجواره يخشى أن يمسك بيدها فتسحبها معلنة رفضها التام له ، فقط الكلمات تدور برأسه " اه لو تعلمي كم أحبك يا ملاكي ، لو تعلمي عذابي و حيرتي ، حزنك يمزقنى و دموعك تقتلنى و رفضك يحيل حياتي جحيما لا مهرب منه ، أحب لدرجة الوجع فالحب الحقيقي هو ذلك الحب الموجع ، عشق حد الموت " يحترق بحبها و هى تحترق بكراهيته و كلاهما يبتسم وجعا

جلست منه مع إبراهيم على نفس الطاولة ففرح في عالم آخر مع خالد و يوسف لم يحضر ووالدها انشغل مع عمها و ياسر منشغل بأصدقاؤه فجلست هي صامتة تشاهد إبراهيم يشرب السيجارة تلو الأخرى و هو يراقب فرح و خالد ، ظلت منه هادئة لفترة حتى انهى سيجارته الثالثة و وضع الرابعة في فمه لتخطفها منه بسرعة فالتفت اليها و عينيه مشتعلتان كالجمر و لكنها لن تتراجع أمام هذا الغاضب

- ايه حريقة ، حرام عليك صحتك

لم يجيب فقط أمسك بمعصمها بقوة و احكم قبضته عليه قبل أن ينتزع السيجارة من يدها و يعيدها إلى فمه بمنتهى الغطرسة و كأنها ذبابة قاطعته فأبعدها و عاد إلى ما كان يفعل ، تنظر إليه بحنق تريد خنقة و لكنها قررت ألا تهتم فليختنق ذلك المغرور

اسوأ لحظة بالزفاف بأكمله عندما اضطرت أن ترقص معه فوضع يده على خصرها و لفت يديها حول رقبته و هى تبتسم أمام الجميع و لكنها تموت في داخلها ، تخطو على أنغام الموسيقي الرومانسية و كأنها تخطو على قلبها لكن الأسوأ لم يأتي بعد فقد قرر الجميع مشاركتهم الرقص فرح و خالد ، ياسر و منه حتى هاجر و محمود لكن صدمها أمير الذى أمسك بيد ريم و اتجه معها إلى حلبة الرقص ليرقص معها و هو ينظر إلى ملك التى تعلقت نظراتها به و تعلقت بأحمد أكثر و لا تعرف السبب بين قرب أمير ريم منه لترتكن رأسها إلى صدره كأنه يتحدى ملك التى دفنت وجهها بصدر أحمد تهرب و لا تعرف من من و إلى من ؟ ، تعجب أحمد لتشبثها به تحيره و تقسو عليه تجذبه و تدفعه بعيدا لكنه أغلق عينيه مستمتعا بكونها بين أحضانه

- بحبك

همسها بأذنها و هو يعنيها بكل ذرة في كيانه

أما هاجر فقد كانت تتابع الموقف كله من بعيد و يتنامى قلقها على ملك التي تتأرجح مشاعرها بقوة بين عاصفتين قادرتين على الإطاحة بها ، من داخلها تدعو الله أن ينتهى هذا الحفل على خير ، و لكن أيهما الخير زواج بالاكراه أم فضيحة و عار يلاحقها إلى الأبد

- مالك ؟

التفتت إليه هاجر مبتسمة

- و لا حاجة يا حبيبي بس افتكرت فرحنا

- اه يا ساتر هتقولي لى معملتليش فرح زى ده و كان يا دوب في بيت أهلي و .......

- بس ايه كل سوء الظن ده ، لا مش هأقول ... هأقول كفاية إنك معايا ، انه اليوم اللى جمعني بيك و خلاك جوزى و حبيبي

وللقلب رأي آخر "الجزء الأول من سلسلة حصاد قلب"Where stories live. Discover now