١٢ . المًقنّع

Începe de la început
                                    

اظلمت اعين ايزاك حينَ عرف انه اقترب مجددًا منها، و قد تجمد لسانه بسقف فمه حينَ فكر انّ زارا قد تأذت منه مجددا.

" أ تعلم انني كنت واقعاً بحبّ شعرها؟ "
قال بشرود، ثمّ نهض فجأة.

" آه، دعني ارِك شيئا "

غاب عنه لوهلة ثم عاد و بحوزته صندوقٌ ابيض صلب فتحه امام مرآه و قد اتسعت اعينه ممّا رآه...

صناديق صغيرة من الزجاج تحتوي على اظافر، ثم اخرى على اصابع، و ايضاً اجزاء من اعضاء بشرية، كلها مغمورة في مادّة صمغية شفافة ... تصطف بجانب صناديق طويلة تحمل شعر انسانٍ...

حمل المقنّع بكل فخرٍ صندوقاً يحمل شعراً داكناً طويلا جدا بفخر و قد اصدرَ آهةً متحسّرة.

" انه شعرها، حين رأيته لاول مرة، لم استطع مقاومة عدم الحصول عليه "

انتشرت الصدمة المرعِبة على وجه ايزاك الخالي من الحياة و هو عيناه لا تستطيعان الرمش للحظة .

" و هذه اظافرها الناعمة... "
هتفَ بولعٍ مُريبٍ و هو يعرض عليه الصندوق.

" و بالطبع هذا جزءٌ من اذنها "
اضاف بِلهفةٍ مجددا.
" كما تعرف، الباقي ارسلته اليكم انذاك "
استأنف بصوتٍ ساخر...

" اردتُ الحصول على مقلتيها ايضًا، لكن للاسف رئيسي وبّخني "
كل هذا و ايزاك بقي متجمدًا مكانه ينظر نحو الاشياء التي عرضها بِاعين تصبّغت بالدماء...

تحديدًا نحو طلاء اظافرها الزهري الذِي زيّنته بزهورٍ بيضاء... نفسه الّذي أرتهُ اياّه صبيحةَ يوم اختطافها و هي بالسابعة عشر.

قالت انها اتقنته اخيراً، و السعادة كانت باديةً على وجهها حتى لو كانت ذات طبعٍ خجولٍ امام برود والدهما... تنظر الى اظافرها طيلة الوقت، حرصًا منها على عدم تخريبها.

ثم طلبت الاذنَ للذّهاب الى حفلةٍ تقيمها صديقةٌ قديمة.

والده قال انّها بدل الاحتفال ينبغي عليها فعل شيء اكثَر اهمية، ردّه كان سلبيّا كالعادة فأحزنها...

لكنّ ايزاك من منحها الاذن، هو من رسم ابتسامةً عليها لثانية، ثمّ ندوبًا لن تزول الى الابد.

سقطَت دمعةٌ حارة من عينِه اليسرى...

" و أ تعلم؟ لابد انني قسوتُ عليك حينَ وضعتك هكذا لثلاث ايام، معك حق "
تحدث صاحب القناع مجددا و هو يبدو مرتاحاً بالدردشة.
" لكن اسمعني اولا، زارا كانت مع رجل اخر... و هذا يغضبني... كرهت ذلك "

Empty Crown | تاجٌ فَارِغUnde poveștirile trăiesc. Descoperă acum