ردد وراءها على عجل، مع تلميح قذر، انطلق منها صياح قلة حيلتها و هي تغطي وجهها الاحمر بيديها الاثنتين...
" دعنِي أذهَب يا هذَا! "
صرَخت بغضَبٍ و هي تحاولُ تجاوُزه لكنّه اغلَق الطّريق عنها بجسدِه العريض الطّويل، لم يترك امامَها مفرّا.
" آنِسَة سكَازُوس ، حظرً التّجوّل خاصّتك يبدَأ على السّاعة التّاسعة و ينتَهِي مع السّادسَة صباحًا "
تحدّث بنبرَة منمّقة ثمّ رفـع معصَمه كي ينظرَ صوبَ ساعته الانيقة البسيطة.
" و للأسَفِ السّاعة الان تُشِيرُ الى السّادِسَة الاّ رُبع "
بقِيَت زاراَ مكانها تنظُر الى هذا الرّجل الغريب الّذي يبدو كما لو انّه خرَج من أفلامِ تيم بورتن... صاحِب الملابِس الانيِقة و الذّوقِ الغنيّ بالبسَاطة، و الابتِسامةِ الغامضَة التي لا تبرَح شفاهه الجميلة.
كان يبدُو كأمِيرٍ، و ستكُون زارَا ملعُونةً من نفسِها اذاَ استسلَمت قليلاً لسِحرِه... بعد كلّ شيء، كان لديها ايمَان راسِخ انّ الشيطَان ليسَ مخلوقًا مخيِفًا بقرنين و ذيل... الشّيطان كان جميلاً، و جماله ما سمَح له باغوَاء الاتقيَاء.
لِذا و بكلّ بساطة، رسَمت على هذا الرّجل الوسيمِ علامة اكس باللّون الاحمر." حسنًا... "
تمتمَت بِغضب خافتٍ و عقدَت ذراعيها ببعضٍ اعلى صدرِها و أشاحَت بناظرِها عنه... لا يزال يرسم تلك البسمَة الهوجاء على ثغرِه و هو يشاهِدها دون رفرفَة عين.
مرّت ربع ساعةٍ و هما على هذا المنوال ، الى ان دقّت السّاعة السّادسة، نظرَت الى ساعتِها و زفَرت نفسًا طويلا.
" انتَهى حظرً التّجول يا سيّد، وداَعا "
اخذَت زَارا خُطاها الى الامَام و هو لم يمنَعها .... لكنّه فعل ما هو أسوء، اتّبعها خطوَة بخطوَة.
توقّفت فتوقّف، التَفتت زارا الى الوراء، اليهِ فقابلَها بتلك الابتِسامة مجدّدًا.
" من انتَ ؟ انا اتحدّث بجديّة "
" حدّدي سؤالك جيّدًا آنسة سكازوس كي أمنحكِ اجابَةً ترضِي فضُولك "
بدأت كلِماته المنمّقة تثِير أعصابها.
" هل انتَ احد رجالِ والدِي؟ '
سألت و هِي تعتدِل بوقفتها، رفَع حاجبَه المرسومَ كالسّهم اعلى عينيه الساّخرة... بدَا مكسور الكبرِياء حينَ صنّفت رجلا مُحترِفًا مثله مع رجال والدِها - الذين يعتبِرهم جوهان عديميّ الفائدة -
![](https://img.wattpad.com/cover/321720073-288-k814611.jpg)
YOU ARE READING
Empty Crown | تاجٌ فَارِغ
Romanceالرّواية من سلسلة Eigengrau " أحبّ كيفَ تراقِبني دائمًا يا أرغوس! " تحدّثت ساخرة و أناملها المضطربة تسير على فروَة شعرها القَصِير، تشبّهه بِاسطورة العملاق أرغوس، صاحب العيون المئة. " حتّى لو امتلكت مئة عين يا زارا... فأظنّ انّها لن ترَى شيئا غيرك "
٢. كارمِن
Start from the beginning