الثامن عشر(الحقد يولد الكراهية)

ابدأ من البداية
                                    

ردت برتباك وكلمات غير مرتبه:
_اصل القهوه فارت منى وعملتها تانى.

جعلها تلتفت له، رأى دموع داخل عينيها وهى تابى أن تسمح لها بالهبوط، نظرتها مليئه بالخوف والتوتر، سألها حمد بقلق:
_مالك يا آمنه، أنا عملت حاجه زعلتك؟؟

هبطت دموعها ولم تسطيع أن تقول شئ، القت نفسها داخل أحضانه، ازداد القلق داخل قلب حمد ضمها وبكف يده يربت على ظهرها بحنان وهو يردد:
_مالك يا حبيبتي، مالك طمنينى عليكى، طب كفايه عيط أهدى ونتكلم براحه وليكى كل اللى تتمنى، مش عاوزه تروحى لدكتوره صح؟

نظرت له وهي تمسح دموعها:
_عاوزه ومش عاوزه، خايفه اخسرك خايفه لما تقولهم يخالوك تطلقنى وتخالينى أنزل الحمل.

رمقها حمد بضيق شديد، لم يقل شىء تركها وخرج وهو يسرع في خطواته، أغلقت النار وركضت خلفه:
_حمد حقك عليا، كلامى زعلك صح؟

التفته لها وصاح بنفعال:
_انا مش زعلان منك أنا زعلان من نفسي، لو كنت اتجوزتك في النور من الأول مكنش ده بقى حالنا، مكنش زمانك خايفه.

أمسكت يده وضمتها إلى صدرها:
_انا مراتك شرعاً وقانوناً وده اللى يهمنى، أنا مش مهم عندى الناس حتى لو أهلك معرفوش وفضلت زى ما أنا معنديش مشكله، فكر فيها أنا موافقه أفضل زى ما أنا المهم ابقى مطمئنه عليك وعلى العيل اللى هيجى سواء بنت أو ولد أهو حاجه من ريحتك تاخد بحسي وتانس وحدتى في غيابك.

سحب حمد يده من يدها وقال بجديه شديده:
_لا يا آمنه ولادى منك ليهم حق يعشوا في النور إحنا معملناش جريمه عشان نستخبى ولا عشان نعيش باقى عمرنا خايفين، أنا مستعد اخدك دلوقتى على بيت أبويا وأقف قدام الكل واقول أنك مراتى، انتظارى لحملك كان بس علشان القى حاجه تخفف من غصب أبويا عليا، مهما حصل أبويا لا يمكن يظلم حد لو شافنى أنا وانتِ غلطانين ف شويه وقلبه هيلين علشان حفيده، إحنا لا يمكن نقتل نفس بريئه، ابغويا مسحيل يقولى أقتل ابنى ولو حصل وحد أثر عليه أنا لا يمكن افرط فيكى أو فيه سمعه كلامى ده وفاهمه ولا...

وضعت يدها على فمه وهي تبتسم بحب وسعاده تكاد تأخذها وتحلق بها فوق السحاب:
_خلاص حقك عليا مش هقول الكلام ده تانى ولا هفكر فيه، هروح اعملك قهوه للمره التالته.

أبعد يدها عن فمه ورمقها ببرود وذهب إلى غرفتهم، ضحكت دون صوت وهى تنظر لاثره ببسمه ماكره، ثم لحقت به داخلت خلفه وأغلقت الباب، التفته لها ورفع حاجبه بضيق واضح، زادت ابتسامتها وهي تقترب منه، تفاجاه بها تدفع جسدها نحوه ليفقد توازنه ويسقط فوق الفراش وهي معه، ضحك حمد وهو يتمسك بها كى لا تقع أو يصيبها أى أذى:
_ايه الجنان ده؟!

ضحكت وهي تتوسد زراعه، أشرف بجسده عليها وهو يتأملها بحب:
_اطمنى يا آمنه، أوعى تخافى طول ما أنا معاكى سمعه؟

نيران الغيرة (عشق وإمتلاك) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن