3

24 3 2
                                    


سرقتني الحكايات
وسرقني شخصيّات رواياتي
عندما ذهبتَ أنتَ وأخذتَ حقيقتي
بقي لدي جسد مزيّف ويدان تتحرّكان بعشوائية وبضع قصص

لا أشعرُ بالملل ولا اشعر بشيء ولا أشعر بعدم الشعور
ولم أعد أشعر بحبّك بتاتاً
أوليس هذا ما كنتُ أودّهُ منذ سنوات ؟
أن أتوقف عن حبك؟
لكن ها أنا هنا
أحملُ شخصيّات الكتب التي أكتبها
أو أي من التي في عقلي
تشفي غليلاً قديماً
أو تلك الشخصيات التي صنعتها لك وأهربُ منها الآن
أو تلك الموجودة في نصوصك
ذلك الحب الطفولي البريئ الدّسم

ذلك الرجل الذي كنتُ أريدُ أن أكونه ليس موجوداً عندما أقفُ أمام مرآةِ الحمام ، فأرى نفسي بكريم الحلاقة يملأ وجهي لستُ ذلك الذي اعتدتُ الافتخار به في طفولتي
ذلك الرجل الذي كنتُ أتكلم عنه بأبطال قصصي
لستُ أنا بطل القصّة الذي كنتُ أنسجها دوماً

بل أخرقاً أحبَّ رجلاً ورحل ذلك الرجل
آخذاً معه كلّ شيء
أخذ معه أحلامي ومشاعري وحروفي

ربّما هذا الشيء الوحيد الذي لربما تنتهي به حكايتي البائسة

" ماذا لو هجرتني حروفي أيضاً ؟ "
أنتهي

لقد بدأت شخصيّات الروايات تختفي والضوء ينجلي
ولم يبقى سوا ظلُّ دامس لا أبحثُ فيه عن شيء
وهذا هو جزءٌ من المعضلة
أنني لم أعد أبحث

كنتُ أبحثُ عنكَ لسنواتٍ طويلة
أتلفّتُ فتُكسَرُ رقبتي وأعيشُ في أوهامٍ لا تنتهي
والآن أصبحتُ في قوقعةِ الحاضر
بل هو أوسع مما توقعت
وأنا لا أذهبُ إلى أيِّ مكان
بل أنا متقرفصٌ على نفسي متمدّدٌ على شوارعِ هذا اللاشيء
هذا هو اللاشيء الذي اعتقدتُ أنني زرتهُ من قبل
وكم كنتُ مُخطئاً وجميع من قال أنّهُ زار اللاشيء والفراغ يكون مخطئاً ، فهو شيء لا يعتبر شيء كما لو أنّكَ تحدّقُ بجدارٍ لساعاتٍ طويلة ولا تشعرُ سوا بالعمليّات الهضميّة في معدتكَ

كيفَ سمحتُ لنفسي بالإندثار كالغبار هكذا
كيفَ سمحتُ لك بالذهاب مع كل نفسي ؟ 
اقتلعتكَ بعنفٍ من داخلي
لم أعلم أنني هكذا اقتلعتُ نفسي أيضاً !
لا أبحثُ عن نفسي بتاتاً
وهذا هو المحزن لرواياتي الضعيفة
فبطلُ القصّة لم يعد بطلاً بل أصبح متشرِّد على الهامش

لم أظن يوماً أنني سأكتبُ هراءً من هذا النوع
لطالما كتبتُ الهراء لكن ليس بهذه الطريقة التي تملّل القارئ
أيُّ مرحلةٍ أنتَ بها يا رجل

لطالما شعرتُ بالوقوع
وكأنني أهوي للأسفل من دون شكّ
لكنني الآن يبدو كما لو أنني وصلتُ الأرضيّة الباردة وأشعرُ بالفعل بألم ساقاي





Let it go | gayTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang