(22).... مُـحِـطِـيَتَـيـــــهْـ ....

ابدأ من البداية
                                    

طأطأ كلٌ من فينيس و أوليفر رأسيهما فللأسف كلام والدتهما لهما أيضا فهما كانا كذلك يذُمَان إيدان لأنه إبن غير شرعي و لكن أوليفر إعتلاه قلق مفاجئ من كلام والدته الذي لم يتوقع سماعه
" لحظة ! أوليفر ... قلت أن آلن هو من أخبرك ، لا تقل لي أنك كنت تعرف ما حدث طوال هذه الفترة   و لم تتفوه بكلمة و كنت تستمتع مع أصدقائك رغم معرفتك التامة بأن هناك شخصاً مريضا يتعذب وحيدا في البرد ؟"

توسعت عينا أوليفر فكلام والدته محق و لا يمكن له الادعاء أنه بريء من كل ما حدث لتخرج كلماته محاولا الدفاع عن نفسه بالرغم من معرفته أن صمته وحده يعد ذنباً " لم أكن أستطيع فعل شيء ، لقد كنا في المخيم بالفعل عندما أخبرني و قد حاولت جاهدا إخباره بفضاعة ما فعل و لكنه لم يستمع ، لم يكن هناك شيء في يدي لافعله"

"لم يكن هنالك شيء لفعله ؟ أوليفر ! لقد كان بإمكانك الاتصال بجيمس و إخباره ! أو الاتصال بي على الاقل و أنا سأخبر إيما ! الفتى يمكن أن يموت فقط بسبب إنخفاظ الحرارة الشديد و أنت ستكون مساهما في موته ... لما ؟ ، فقط لما تفعلان بي هذا أنت و فينيس ، لقد فعلت ما بوسعي لتربيتكما و فعلت ما بوسعي لجعلكما شخصين سويين  و لكن أفعالكما تستمر بإقناعي ان كل ما فعلته هو مشاهدتكما تكبران فها أنا أسمع أن إبني الاصغر جعل حياة شخص جحيما في المدرسة و جعله هدفا للتنمر و أسمع عن إبني الاكبر يوما آخر أنه صمت عن جرم كهذا ! في ما أخطأت ؟" .

تبادل أوليفر و فينيس النظرات بأسى فوالدتهما محقة تماما فهما كانا يقومان بفعل الاشياء دون التفكير بها و دون التفكير أن تبعات أفعالهما يمكن أن تؤثر على والدتهما أيضا و لكن لم يجرؤ أي أحد منهما على التفوه بكلمة فتحدثهما الأن سيزيدها سوءا فقط و الافضل تركها تفرغ ما في جعبتها و الخروج بصمت .
" حالما يستيقظ الفتى ، سنذهب جميعا و نعتذر من عائلته و منه خصيصاً ، هذا لن يمحي ذنبكما و لكن يجب الاعتراف به ، لن نطلب منهم المغفرة سنعتذر فقط ... أتركاني وحدي أحتاج بعض الوقت لوحدي  " .

اومأ كلاهما بتفهم ليخرجا  و قد توجه أوليفر بدون أن ينبس بكلمة نحو سيارته متوجهاً للمخفر تحت أنظار فينيس   فهو يحتاج أن يعرف حالة صديقة أيضا و بالرغم من أن كلام والدته حفر في عقله  .

                            _____________
                            _____________

قلب تلك الصفحة التي شوهها بدموعه بتأنٍ شديد كحال رفيقاتها السابقات ليواجه سطوراً فارغة كحال فراغ روحه الان ، أعاد آخر ورقة ليشرد في تلك الكلمات التي رسمها أخاه في الدفتر لتسقط دموعه تباعا مما قرأ  و يقرأ  ، لقد إستمر إيدان بمناداته بالطيب رغم حرصة الشديد ألا يظهر له ولو قدراً بسيطاً من الطيبة إتجاهه كان هذا أكثر ما يقتله  ، أغلق الدفتر بسرعة واضعاً يديه على وجهه بينما أصابعه إمتدت نحو شعره لتنقبظ أصابعه ساحبتاً أي خصل شعر تتخللها و عقله يسترد كل كلمة و كل سوء ألحقه بإيدان ، و كل يوم رآه بوجهٍ متورم و خطى مترنحة بسببه و لم يهتم و كل يوم رآه وحيدا في المكتبة بعينان و جسد متعب و لم يهتم ، و كل مرة رأى عيناه متشوقة لوضع لقمة واحدة من الطعام الذي كانوا يتناولونه بملل التعود و الشبع  و لم يسمح له ، عادت كل اللحظات التي توسل إيدان إليه تباعا و كم كان قاسيا إتجاهه ، صدر أنين منه تباعا مع دموعه للحظات قبل سماعه لصوت قلق .

مُـذَكَـرةُ ديـسَمـبِـرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن