الرسالة الثانية والثالثة ومشهد رابط بينهما (حنين أحمد)

156 22 10
                                    


الرسالة الثانية

(مستوحاة من روايتي هل ترانا نلتقي)

لم أصدّق حين رأيتكَ بعد كل هذه

السنوات!
هل هذا أنتَ حقا؟!

نبضات قلبي كانت بسباق مجنون حالما

وقعت عيناي بعينيكَ وعلى الرغم أنني على

يقين أنكَ لن تتذكرني إلا أن وجهي اشتعل

خجلا وقلبي انتفض بين ضلوعي حالما

رأيتكَ..

شعرت بالحزن أنكَ لم تتذكرني على الرغم أنه

شيء طبيعي, ولكن لم أملك إلا أن أشعر

بالحزن فقد كان هناك أمل ضعيف بداخلي

يتمنى أن تتذكرني لو رأيتني يوما.

هل تذكر ذاكَ اليوم؟!
أول مرة رأيتكَ بها؟!
كنت طفلة يتيمة, وحيدة, أقرب لمتسولة

منها إلى طفلة عادية..
كنت ألعب بحديقة قريبة لمنزلي اعتدت

الذهاب لها مع والديّ بعد أن وجدت

نفسي وحيدة وكل الناس الذين اجتمعوا

ليوصلوا لي خبر وفاة والديّ والتي لم أفهمها

يومها غادروا وتركوني بمفردي بعدما أوصوني

أن أنتظر قريبي الذي سيأتي لأخذي, قريبي

الذي لم أعرفه قبلا ولا أعرف حتى شكله!
ولكن كعادة طفلة وحيدة أصابني السأم

وخرجت لألعب في الحديقة القريبة من

المنزل وهناك قابلتك للمرة الأولى!
الهلع الذي أصابكَ لرؤية طفلة تلعب في

هذا الوقت وتحت مياه المطر المنهمر بقوة

لتركض إليّ سريعا وتجذبني لمكان مظلل

وأنت تسألني:"ما الذي أتى بكِ هنا بهذا

الوقت؟ أين والداكِ؟! كيف يتركاكِ بمفردكِ

هكذا وبهذا الوقت؟"
وعلى الرغم من كل التحذيرات التي طالما

أمطراني بها والديّ من التحدث لغريب إلا

أني لم أركَ غريبا أبدا ولا أفهم السبب حتى

هذا الوقت!
لأجيبك ببراءة:"والديّ ماتا, وأنا سئمت

الجلوس بمفردي فجئت لألعب.. فأنا أحب

المطر"
لن أنسى أبدا الصدمة التي ارتسمت على

رسائل لن تُقرَأ بقلمي حنين أحمد (ياسمين فوزي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن