بارت 1

14.8K 494 110
                                    

مرحبا ~

فوت وكومنت ياحلوين ولا تنسوا تعلقوا بين الفقرات

.
.
.


إنجلترا و أسكتلندا ، دولتان متجاورتان قد جمعهما تاريخ عريق
جمعتهما لغة واحدة و أصل أنجليزي واحد ، لعقود طويلة كانتا بخير
كجارتين متألفتين
بهما قصص كثيرة تشاركها الشعبين معاً ، أيام عديدة تحتوي على
الذكريات إنتهت وقتها لتبقى مجرد ذكريات
منذ خمسين عام مضت قد تغير كل شيء ، أطماع إنجلترا في
الحصول على خيرات أسكتلندا قد قلبت الأحوال لحرب
بسبب مطامع السلطات التي يدفع ثمنها الشعوب قد إبتدأت تلك
الحروب اللامتناهية بينهما

الحرب مجزرة تدور بين أناس لا يعرفون بعضهم البعض
لحساب آخرين يعرفون بعضهم البعض و لا يقتلون
بعضهم البعض _
إبتدائاً من غزو جيش إنجلترا لأراضي أسكتلندا لعقود طويلة حتى
إستطاعت أسكتلندا النهوض لإستعادة أرضها
لإستعادة كرامتها و سلطتها ، لإستعادة كونها دولة مستقلة تستطيع
الوقوف بوجه من يريد بها شراً
حروب عديدة على الحدود الفاصلة بين البلدين بين فترة و أخرى
سببت الكثير من الخسائر
أقسى تلك الخسائر هي إندثار الأجساد التي قد صعدت أرواحها
للسماء تحت التراب
ألم لفقدان تلك الأرواح مصاحب لقلوب من بقوا على قيد الحياة
خوف من خسارة من تبقى ، زعزعة شعور الأطمئنان بدواخلهم و
إختفائه
ذلك هو أقسى ما يمكن أن تنتهي به الحرب ، و الذي هو فرض وجب
وجوده في جميعها

1965/9/4
ظلام مخيف حل في وسط النهار بسبب كل تلك الأدخنة السوداء التي
غطت سماء الأرض
إنتهت الحرب لتأخذ معها أرواحاً كثيرة
دموع غزيرة أمطرت في هذا اليوم ، منها الحزينة بسبب خسارة
الحرب
منها من كان حزيناً لفقدان شخص كان عزيزاً كثيراً و لم يستطع
الشعور بلذة الانتصار بسبب خسارته لما هو أهم من تلك الحرب
أب ، إبن ، أخ ، زوج ، عشيق ، كل جثة من تلك الجثث الهامدة كانت
شيئاً ما يوماً
كانت سعادة شخص ما قبل أن تغادر الروح جسدها لتصبح سبباً
لحزنه و دموعه بعد ذلك
من المحال أن تنتهي حرب بدون حزن و بكاء كلا الطرفين ، خسارة كل
تلك الأواح لا تسمح للمنتصر بالأستمتاع بتلك اللذة
ففي الحرب فقط إن عاد جميع الجنود غير موتى ذلك هو ما يمكن أن
يسمى بأنتصار
المدن تُصبح عبارة عن خراب لوثتها أسلحة الأعداء ، بنايات مهدمة ،

شوارع حزينة ، شظايا الحرب متناثرة هنا و هناك
هدوء ما بعد العاصفة يحل متأخراً ، تاركاً الكثير و الكثير من الأيتام
بلا أب يعيلهم ، قد ذهب يوماً ما بأبتسامة واعداً إياهم بالعودة مع
الكثير من الألعاب ليعود جثة هامدة شوهت ملامحها بسبب بشاعة
تلك الحرب
أم كانت كل سعادتها تخص شخصاً واحداً ، حملت به لتسعة أشهر
أنجبته ، إعتنت به ، ربته ليصبح رجلاً كبيراً ، ليتركها عندما يصبح
ذلك الرجل ، يعود لها محمولاً بتابوت و هو جثة لتتمنى إنها لم تتمنى
أن يصبح رجلاً ، فقط لو بقي طفلاً تعتني به طوال حياتها
فتاة وعدها عشيقها بأنه سيتزوجها عندما يعود ، أعطاها وردة حمراء
أحبت لونها كثيراً ، ليعود و هو مغطى بنفس لون تلك الوردة يخبرها
إنه لن يكون هناك زواج بعد الآن ، فقط قبر تبكي عليه ما تبقى من
حياتها
أخ وعد إخوته الصغار إنه سيعود ليكمل إعتنائه بهم كأب و أم تمنوهم
و لم يحضوا بهما يوماً ، ليعود يخبرهم إنه لم يعد لهم حتى شخص
بمثابة من تمنوا يوماً الحصول عليهما ، تسقط دموعهم ظناً منهم إن
عدم شكرهم لوجوده مكان والديهم هو السبب في رحيله
يعد من المحرم إنسانياً الاحتفال بالانتصار ، إحتفال على جثث من
ظفروا بذلك الإنتصار في أرض المعركة تُعد جريمة إنسانية لم تُصنف
في قائمة حقوق الشهداء

1965 tkWhere stories live. Discover now