36-انتَ وأنا

3.5K 282 318
                                    

هَز آلبرت رأسَهُ فاقداً الامل بي واشاح وَجههُ ناظِراً الى الطعام يقول
"عَليك أن تأكُل وَلو لُقمةً واحدة تايهيونغ ، لَم يَعتد احدٌ على رؤية النقيب الصارِم بهذهِ الهيئةِ الضعيفة ، حالُك يُحزنني"

سندتُ رأسي على الحائطِ قائِلاً وانا اُغمِضُ عيناي
"لا شهية لي حقاً آلبرت ،احتاجُ للمكوثِ بمفردي بضع الوقت،سآكُلُ ان شعرتُ برغبةٍ في ذلك"

تنهد آلبرت واقِفاً بجذعهِ يقول
"لك هذا"

ومشى بهدوءٍ بخطى تأخذهُ خارِجاً ، ولكنهُ وقف فجأةً يلتفتُ الي قائِلاً
"صحيح...إن الميتم سيُقيمُ غَداً حَفل تخرُجٍ للفتية الذين فيه..لَقد ارسلوا لي ولَك دعوةً خاصة من اجل الحظور،خاصتك قد وصلت الى مكتبك..
هدف حظورنا هو لرؤية الاولاد الى أين وصلوا من كانوا في الميتم قبلهم وتخرجوا منه ..لا مجال للتنصلِ من الحظور كما فعلت في يوم ترقيتك..
علينا ان نكون هُناك في تمام الساعة الخامسة عصراً ، لتكُن جاهزاً سآتي لأخذك"

خرج بعدها مُغلِقاً الباب بِرفقٍ ورائه في حين اني ابتسمتُ بِسُخريةٍ لدعوتهِ تلك
لن احظر شيئاً كهذا ابداً ، لن اعود لذاك الميتم لأي سببٍ كان!

استلقيتُ على الارضية وانا اضمُ ساقاي الى صدري ، أنظرُ على عقارب ساعة الحائط التي تلدغُني في كُلِ دقيقةٍ اخرى تنجلي دون خبرٍ صغيرٍ عنه

اغمضتُ عيناي بهوانٍ شديد ، ورحلتُ عن واقعٍ مُرٍ يُرهقني ، الى احلامٍ ضَمت وجهاً اشتاقُ لرؤياه

لم تكُن احلاماً وهمية ، انما ذكرياتٌ نسجها عقلي لي من جديد بعد ان مر عليها زمناً طويل ، ليعود الماضي بعزمٍ شديد ،ويُشقُ قلبي كما تتشققُ الحجاره

فمتى كانتِ الذكرياتُ شيئاً جميلاً لِكُلِنا؟
انها تُرهق ، وينكسرُ لها الفؤاد ، تدمعُ لها الاعيُن ، وتحنُ لها الانفُس لدرجة المرض! ، لَم ولن تكُن الذكريات الجميلة يوماً خفيفةً على روح المرء..
إن جمالها يؤذينا في وقتٍ لاحق

-

وَصلتُ قَبلك الى البُرجِ لانزِل مِن على دراجتي بسرعةٍ اركنها على جذع شجرةٍ رطب بسبب برودة الطقس

نظرتُ اليك من هُناك ضاحِكاً ادير ابهامي الى الاسفل دلالةً على خسارتك
رأيتُ ابتسامةً رُسِمت على اديمك قبل ان توقف سير الدراجةِ قائِلاً وانت تتقدمُ نحوي بها واضعاً كفك ناحية صدرك

"لقد ضاق نَفسي في نصف الطريق وهذا ما ابطئ حركتي"
ضحكتُ الكم كتفك بقبضتي اُجيب
"الأعذارُ للضعفاء"

ضحكت وانت تركنُ دراجتك جانباً تقول
"اتراهم أحَسو بغيابنا الآن؟"

اصدرتُ صوتاً يدلُ على ضجري اقول واضعاً يداي في جيوب معطفي الثقيل
"لا تُفكر بأننا ننتمي الى ذالك الميتم او بأننا مقيدون جونغكوك ، هذه الليلة او لهذه السويعات التي سنمضيها خارجاً سنقضيها على اننا احرار دون أي شيءٍ يُكبلنا، اتفقنا؟"

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن