تبديل الأدوار

311 8 1
                                    

#لعنة_الطاغي
(13) ..تبديل الأدوار..
-----------------------------

هرولت إسراء إلى خارج الغرفة وهي تضحك بملِ شفتيها ولم تنتبه لوجود سفيان إلا بعد اصطدامها بجسده، وسرعان ما تلاشت ابتسامتها ما أن وجدت نفسها أسيرة ذراعيه، فسكنت لبضع ثوان مأخوذة بعيناه التي حدقت بها، لتنتبه في النهاية لوضعها فازدردت لعابها وحاولت الابتعاد فشاكسها سفيان وشدد ذراعيه حولها ومال نحو أذنها وهمس:
- تعرفي أنك جميلة أوي وأنتِ بتضحكي.

قطع عليه همساته صوت مالك المهتز يسأل بتخوف:
- مـ ـامـ ـا مـ ـيـ ـن دا.

ادرك سفيان أن عليه التصرف بحكمة ليفوز بمحبة مالك فأعتذر إليها واستدار ليواجه مالك وانخفض لمستواه وأجابه بصوتٍ حاني:
- أنا عمو سفيان يا مالك وابقى قريب ماما.

تطلع مالك نحوه بريبة وبادل عيناه بين وجه سفيان ووجه والدته المخضب بالحمرة، ليبتعد خطوة ويحك ذقنه ويردف:
- أنـ ـت مـ ـش بـ ـتـ ـقـ ـول الـ ـحـ ـقـ ـيـ ـقـ ـة، أنـ ـا كـ ـبـ ـيـ ـر وفـ ـاهـ ـم وشـ ـوفـ ـت فـ ـي الـ ـتـ لـ يـفزيـ ـون واحـ ـد بـ ـيـ ـقـ ـول كـ ـدا لـ لولـ ـد و و طـ ـلـ ـع بـ ـا بـ ـاه أنـ ـت بـ ـا بـ ـا صـ ـح.

ترقرقت عينا إسراء بالدموع وكادت تُجيب مالك ألا أنها لزمت الصمت حين رفع سفيان بصره ونظر إليها يحذرها من الحديث، وعاد وولى اهتمامه بمالك مبتسمًا وربت رأس الصغير وأومأ بالنفي بأسف وقال:
- أنا أتمنى أكون والدك يا مالك بس للأسف أنا مش هو، لكن بمت أنك كبير وفاهم فأنا مينفعش أخبي عليك أو أكذب، أنا ووالدتك اتجوزنا ولاننا بقينا أسرة واحدة كان لازم تيجي تعيش معانا ودلوقتي خليني أعرفك على نفس صح.

اعتدل سفيان أمام مالك مد يده مصافحًا إياه وقال بجدية:
- أنا سفيان محمد وهبقى سعيد جدًا لو وافقت أننا نكون أصحاب يا مالك، وأتمنى لما تعرفني كويس تقبل أني أكون والدك.

حبست إسراء أنفاسها بترقب وازداد رجيف قلبها في حين تطلع مالك إلى يد سفيان الممتدة إليه وبلمحة خاطفة أبعد بصره ولاحق ملامح والدته وعاد ليحدق بوجه سفيان وأجابه وهو يلامس يده بتصافح بريء مُبتسمًا:
- هـ ـتـ ـبـ ـقـ ـى صـ ـا حـ ـبـ ـي وهـ ـتـ ـلـ ـعـ ـب مـ ـعـ ـا يـ ـا.

اتسعت ابتسامة سفيان وأجاب بثبات:
- أكيد هكون صاحبك وفكل وقت هتلاقيني معاك هنلعب ونروح سوا النادي، وهجيب لك موبايل مخصوص علشان أي وقت تعوزني فيه تتصل بيا وتكلمني، ودلوقتي يا بطل يلا تعالى أفطر معايا أنت وماما أنا حضرت الفطار وكنت جاي أسألك بتحب تشرب لبن ولا عصير.

أحرقت دمعة متمردة عين إسراء وهي تتابع ما يدور بين مالك وسفيان، وازدادت حيرتها لتقبل مالك وجود سفيان وأدراكه لطبيعة العلاقة التي جمعتها به، لتنتبه لصوت سفيان يُناديها بقوله:
- إسراء مقولتيش هتشربي لبن ولا اصب لك كوباية عصير.

رواية لعنة الطاغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن