خلف الوجوه وجوه

166 12 0
                                    

#لعنة_الطاغي
(3) خلف الوجوه وجوه.
---------------------------

تم إبلاغه بما حدث معها، فأراح ظهره إلى الخلف، وابتسم بظفر والتفت إلى مُساعده وقال:
- لقد فعلتها، لا أصدق أنها اجتازت أول خطوة بنجاح، باتت بالداخل الآن ونحن كذلك.

سأله مُساعده بريبة شابها القلق:
- سيدي هل تأمن عليها معه، أعني الا تظن أن من المبكر التفكير بأنها نجحت، واجتازت الخطوة الأولى.

حده بنظرات نارية، وبدا وجهه كالجمر الملتهب، فهو يرتب للأمر منذ شهور عِدة، فكيف له أن يفشل بعد وضع اللبنة الأولى؟
وكيف لذاك الطاغي أن يُدرك ما يحاك على بعد أميال منه؟ أميال شعر في بعض الأوقات أنها تبدو كسنواتٍ ضوئية، تبعده عن هدفه الذي لوهلة ظنه على بعد خطوة.

ثارت حفيظته وود لو يصرخ، ليخبر مُساعده، أنه نال مبتغاه ومُراده أخيرًا، ولكن كيف؟ كيف وهو يشكك بما حدث؟
لم يتحمل البقاء ساكنًا، فترك مكانه ووقف يسير بلا هوادة، ويراقبه مُساعده بقلق، فهو يعلم جيدًا من هو الطاغي، وكيف يُفكر؟ بل يعلم أنه دومًا يرد الصاع بالف، وإن أكتشف ما يُحاك ضده، حتمًا سيعلنها حربًا ضَرُوس على الجميع، ولن يرأف بأحدٍ منهم أبدًا.

------------------

هب خاطر عن مقعده وتطلع بعيون متسعة بشاشة حاسوبه، لا يصدق ما كُتب عنها، صرخ ساخطًا وقبضته تُطيح حاسوبه أرضًا، وهوى بقبضته فوق سطح مكتبه، يُفرغ شحنات غضبه بضرباته، وتعال صوت صياحه المستنكر، وبخارج المكتب وقف مينا وإلى جواره ميسي، يتبادلان النظرات الحائرة، ويتساءلان عما حدث، ليثور خاطر غضبًا هكذا، لكز ميسي مينا وأشار إليه بصمت، أن يتقدم هو بمهمة الاستطلاع تلك، ويلج ليرى ما الأمر، فتجلت ملامح الاضطراب على وجه مينا، وهز رأسه بالنفي وقال بصوتٍ خافت:
- أنا مقدرش أدخل له يا ميسي وهو بالحالة دي، خصوصًا بعد العك اللي عكيته، مأظنش أبدًا هيكون حابب يشوف وشي، أنا بقول أدخل له أنت، وشوف في أيه حصل وبعدها نشوف حل.

تملك الذعر من ميسي، وازدرد لعابه وتراجع خطوة إلى الخلفوأردف:
- أنا وخاطر دونت ميكس يا مينا، دا لو شافني مش بعيد يرميني من الشباك، هو مش بيطيق يسمع صوتي أساسًا، أقوالك أحنا نستنى الحلويات بتاعتنا تيجي، وهي تدخل تشوف ماله، هي الوحيدة اللي بتقدر عليه، وهو بيقلب بطة بلدي معاها، ومبيقدرش يزعلها، حتى لو بوظت الدنيا حواليه.

زفر مينا بضيق، واستدار بوجهه يحدق بباب المكتب الموصد، وعاد لميسي وقال:
- شكلي كدا هغامر وأدخل اشوف ماله، ما هو مش معقول هنسيبه بالشكل دا لحد ما ترجع، عمومًا أنت تخليك هنا، ولو سمعتني بنادي عليكِ أدخل وأنجدني ماشي.

ارتبك ميسي، فرفع مينا حاجبه بسخط وزجره بقوله:
- ميسي مش هروب، عارف لو ناديت عليك وأنت طنشت ولا عملت زي كل مرة وهربت، صدقني مش هتفلت من تحت أيدي، وأبقى وريني مين اللي هيسهلك خروجاتك بعد كدا.

رواية لعنة الطاغي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن