22-مُقلتاي

Start from the beginning
                                    

نظرتُ الى تايهيونغ الذي يجلسُ بجوار النافذة شارِداً بِما خلفها من سماءٍ بديعة المَرسم وارضٍ مُبللةً ندية
بينما نحنُ جلسنا بعد ان سمَح لنا المُعلِمُ بذلك

"ما حالُ وجهك جونغكوك؟"
وبسُرعةٍ التفت كِلينا نحو سؤال الاُستاذ الذي يُرتِبُ حاجياتهُ على طاولته
ورفعتُ انا أناملي أتلمسُ ذلك الجرح ، وقبل ان اُجيب استرسل قائِلاً ليضحك جميع طلاب الفصل سواي وتايهيونغ

"اوه لا تفهمني بشكلٍ خاطئ انا لا اقصدُ لِما دائماً يكونُ ناظراً لتايهيونغ رُغم أنهُ لا يُلقِ لك بالاً ، إنني اسألُ عن سبب إصابتِه"

وانزلتُ يدي عن وجهي تزامناً مع عيناي التي نظرت الى الطاولة امامي مجيباً بهمس
"لقد وقعتُ على وجهي واُصِبتُ بزاويةٍ حادة"

تجاهل قولي مُلتفتاً الى اللوح يكتُب تاريخ اليومِ قائِلاً
"قوموا بِتذكيري أين وصلنا..وبالمُناسبة ستكون الحصة التالية هي اختبارٌ سريع لِما أخذناهُ مِن دُروس"

وارتجفت أطرافي لِكوني اُدرِكُ فَشلي التام في تلك المادة
"لا تقلقوا سوف أُعطيكم قرابة الربع ساعة من نهاية هذه الحصة لتقوموا بمراجعة ما ينقصكم من معلومات"

وَظللتُ ناظِراً الى ما يُكتب على اللوح قاضِماً أضافري ولا أعي أي شيء مِما يتفوه بهِ ذلك الأخرق

وجفلتُ حين وضع القلمَ جانِباً على الطاولة قائلاً
"لتبدأوا بمراجعة معلوماتِكم ، وأيُ سؤالٍ يستوقِفُكُم أعلِموني بِه"
وددتُ لو أحمِل كِتابي كامِلاً وأذهبُ اليه بهِ ولكنني أعلم بأنهُ سيقوم بإحراجي أمام الطلبة ، لِذا ظللتُ جالِساً في مكاني مُكتفاً يداي ، أنظرُ الى المسائِل أمامي والمسائِلُ تنظُر إلي ، وقِحةٌ لعينة.

نَظر نحوي المُعلِمُ عالِماً بما يحملهُ قلبي من خوف ، وابتسم تلك الابتسامة الخبيثة قائلاً
"إعلموا أن ذلك الاختبار الصغير سوف يُنسب لدرجات نهاية الفصل لذا قوموا بوضع كل ما يحويه دماغكم من معلوماتٍ فيه"
لتنعصر معدتي بمشاعر سيئة سامعاً تذمُرات الجميع التي اوقفها المُعلم سريعاً

أنظرُ الى ساعة الحائط وقد مرت ثلاث دقائق من الوقت الذي اعطانا اياه
ولازلتُ أُحدِق بِما في كتابي غيرَ عالمٍ بشيء من المكتوب
وانا لا اعني بقولي هذا أنني فاشلٌ دراسياً على العكس تماماً
فَلطالما كُنتُ مُجتهداً حقاً ولم تكن الرياضيات بالشيء العسير لي
ولكنني منذُ عامين لم آخُذ أي دروس بسبب ما عايشتهُ مؤخراً
وهذا قد أثر على مستواي كثيراً ، وهذا مؤسِفٌ جداً لادراكه

"ان الوقت ينقضي لا فائِدة من الشرود هكذا في الكتاب"

قُلتَ تجرني من شرودي لانظر نحوك بصدمة لكونك قد جاورتني وجلست على المقعد الخالي بجانبي!
وضعت كتابك على الطاولة امامك متنهداً
نظر الجميع اليك هامسين لبعضهم بعضاً ولكن التفتوا بعدها يُكمِلون دراستهم
سوى من آلبرت وأدريان اللذان يتظاهران ببري أقلامهم عند سلة المهملات وهما يتبادلان احاديثهم التي لا تنقطع بهمسٍ شديد

حَتى تُشرِق مِن مَغرِبهاWhere stories live. Discover now